في يوم اللاجئ العالمي .. المرصد الآشوري يكرم شخصية مهجرية عريقة في مدينة نورشوبينغ السويدية      ‎قداسة البطريرك أفرام الثاني يزور فخامة رئيس هنغاريا الدكتور تاماش سولياك      غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس لإرسالية مار يوسف السريانية الكاثوليكية في مدينة بواتييه – فرنسا      بالصور.. انطلاق الدورة الصيفية للتعليم المسيحي واللغة الآشورية في كاتدرائية مار يوخنا المعمدان البطريركية – عنكاوا/ 24 حزيران 2024      اختتام بطولة البابا فرنسيس بكرة القدم لكنائس بغداد بحضور سيادة المطران يلدو      قناة عشتار الفضائية تهنئ الطلبة المتفوقين في مدارس القوش      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزيح الستار عن الصليب الجديد الّذي يعلو كاتدرائية مريم العذراء في تورونتو، كندا      الاحتفال بمناسبة عيد العنصرة (حلول الروح القدس على التلاميذ)- كنيسة ام النور في عنكاوا      غبطة البطريرك ساكو يشكر قيادة إقليم كوردستان قبيل عودته إلى بغداد      بالصور.. رحلة لأبناء رعية كاتدرائية مار يوخنا المعمدان إلى دير ربان هرمزد، دير السيدة، ومصيف بندوايا      كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الحروب؟      احذر الشرب من عبوات المياه البلاستيكية خاصة في الأيام الحارة      الكاردينال بارولين في اللقاء الجامع في بكركي: ليبقَ لبنان نموذجًا للتعايش والوحدة      رئاسة إقليم كوردستان تحدد 20 تشرين الأول المقبل موعداً لانتخابات البرلمان      متنبئ جوي: موجة حر شديدة تضرب العراق يصل مداها إلى إقليم كوردستان      صدارة غير مقنعة لمنتخب إنكلترا.. والنمسا تخالف التوقعات في يورو 2024      دول عربية تقرر قطع الكهرباء لساعات محددة يوميا بسبب الحرارة      التحالف الدولي ينشىء منظومة ربط لوجستية لقوات البيشمركة      تقرير أميركي يرصد تخطيط حماس للانتقال الى العراق      تفاصيل "خطة ترامب" لإنهاء حرب أوكرانيا.. السر في التسليح
| مشاهدات : 2922 | مشاركات: 0 | 2011-08-28 12:45:34 |

البدع والهرطقات في القرون ألأولى للمسيحية/ج2

نافع شابو البرواري

1-الأبيونية (أو ألأبيونيّون):

الجزء الثاني

"ألأبيونية, أو ألأبيونيّون , التي تشتق من كلمة عبريّة تعني الفقير أو المسكين, كانت حركة شبه تهويدية نظرا الى تعلُّقها بالتعاليم الموسوية....ومع أنَّ أتباعها هم من اليهود , فقد أنخرط فيها عدد من غير اليهود, وأصبحت بعدئذ مذهبا له مريدوه أيّام حكم ألأمبرواطور الروماني تراجان(52-117م). واستمرت طوال القرن الرابع المسيحي وحتى منتصف القرن الخامس"(1)

 وهناك من يقول أن ألأبيونيين أنفسهم هم الذين أشتقوا التسمية من قول المسيح "طوبى للمساكين بالروح 5:3" بينما التاريخ المدون يشير انّ المسيحيين في الكنيسة الأولى هم الذين اطلقوا عليهم هذا ألأسم كنوع من التحقير لهم على أنّهم "فقراء الفكر" مساكين ألأيمان  . لقد أستخدم أريجانوس ألأسكندري هذا ألأسم لتحقيرهم وللدلالة على فقر أفكارهم وضحالة معتقداتهم . في كُل ألأحوال حركة التهود(ألأبيونية) فى المسيحية حاربها القديس بولس الرسول بكل قوة"راجع رسالة روميا". وفى رسالته إلى كولوسى 2 : 16 – يقول:"لايحكم عليكم أحدٌ في ألمأكولِ والمشروب أو في ألأعياد وألأهّلة والسبوت" و ينبه, الرسول بولص ,المؤمنين بعدم الوقوع في هذه البدعة فيقول " أحترسوا من هؤلاء الذين يشوّهون الجسد, فنحن أهل الختان الحقيقي لأنّنا نعبد الله بالروح ونفتخر بالمسيح يسوع ولا نعتمد على أمور الجسد"فيلبي3:2,3". بل إنه أيضاً وبخ بطرس الرسول فى غلاطية إصحاح 2 ، وقال له : "إذا كنت أنت اليهودي تعيش كغير اليهود لا كاليهود, فكيف تلزم غير اليهود أن يعيشوا كاليهود؟" فلماذا تطلب من الأمم أن يتهودوا..

ويقول عنهم البشير يوحنا"خرجوا من بيننا وما كانوا منّا , فلو كانوا منّا لبقوا معنا . ولكنّهم خرجوا ليتَّضح أنِّهم ما كانوا كُلَّهم منّا"1يوحنا2:19".

ولأبيفانيوس اسقف قبرص (310-403م) عبارة يتحدث فيها عن ألأبيونيين فيقول: "انهم ليسوا مسيحيين ولا يهود ولا وثنيين , انهم يقفون في منتصف الطريق فليسوا هم شيئا".

 

ويقول المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري في كتابه(تاريخ الكنيسة الفصل السابع والعشرو ص155)

 "لقد دُعيو "ابيونيين" , لأنّهم أعتقدوا في المسيح اعتقادات فقيرة ووضعية ,  فهم أعتبروه انسانا بسيطا عاديا قد تبرَّر فقط بسبب فضيلته السامية , وكان ثمرة لأجتماع رجل معين مع مريم. وفي أعتقادهم أنَّ ألأحتفاظ بالناموس الطقسي ضرورة جدّا, على اساس أنَّهم لا يستطيعون أن يخلصوا بالأيمان بالمسيح فقط وبحياة مماثلة.

وبخلافهم كان هنالك قوم أخرون بنفس ألأسم ولكنهم تجنّبوا ألآراء الغريبة السخيفة التي أعتقدها السابقون, ولم يذكروا أنَّ الرب ولد من عذراء ومن الروح القدس ,ولكنهم مع ذلك اذ رفضوا ألأعتراف أنَّه كان كائنا من قبل, لأنّه هو الله, الكلمة, الحكمة , فقد أنحرفوا الى ظلالة السابقين سيّما عندما حاولوا مثلهم التمسك الشديد بعبادة الناموس الجسدية. رفضوا رسائل الرسول بولس وأعتبروه مرتد. ثم أنّهم أستعملوا فقط ما يُدعى أنجيل العبرانيين , ولم يبالوا كثيرا بالأسفار ألأخرى, وقد حافظوا على أيّام الرب مثلنا كتذكار لقيامة المخلص. ولهذا أُطلق عليهم أسم "ألأبيونيين "(وهي كلمة عبرية تعني الفقير )الذي يعبِّر عن فقرهم في التفكير."

وقد قال القديس أيرنموس في رسالة له إلى القديس أوغسطينوس(13:112): "ماذا أقول عن الأبيونيين الذين يدعون أنهم مسيحيون؟ إنهم أرادوا ان يكونوا يهوداً ومسيحيين فى وقت واحد وما إستطاعوا أن يكونوا يهوداً أو مسيحيين"

 

ويقول موسى الحريري (مؤلف كتاب قس ونبي ):"يقبل ألأبيونيين أنجيل متى وحده ويسمّونه :ألأنجيل بحسب العبرانيين" وهو نفسه أنجيل متى باللغة الآرامية ولكنه ناقص ومحرف ومزيّف (كما يشهد بذلك أبيفانوس)....وهو انجيل منحول لم يتخلَّص من اثار العهد القديم للشريعة وخاصة الميتة والذبائح..أمّا رسالته فتقوم على التعلُّم والتبشير دون الفداء والخلاص. هذا الأنجيل

معروف فقط من خلال المقتطفات التي نقلها عنهُ كتّاب الكنيسة ألأوائل ...ومن اسمه يبدو واضحا أنَّه كان خاصا بالفرق المسيحية-اليهودية ألأولى والتي حافظت على الشريعة الموسوية  في حياتها ...فقد نقل عنهُ أكليمنسوس ألأسكندراني (أواخر القرن الثاني)وجيروم (حوالي عام 400) واوريجينس(مطلع القرن الثالث) وكيريلوس(مطران القدس حوالي عام 350) ...وفي لائحة الأناجيل ألأزائية المخفية والتي أعدها نيسيفورس (باطريرك القسطنطينية806-818م) يرد ذكر أنجيل العبرانيين وانّه يحتوي على 2200سطر...وقد شاع لدى المستشرقين والمستعربين المسيحيين وبعض تابعيهم المشرقيين أنَّ هذا ألأنجيل كان متداول في شبه الجزيرة العربية وكان في يدي ورقة بن نوفل(اسقف مكة) قبل البعثة النبوية المحمدية .ويذكر موسى الحريري ايضا أنّه :"دخل في شيعة ألأبيونيين رهبان قمران بعد خراب هيكل اورشليم فهاجروا الى الحجاز وأنتمى بعضهم الى القبائل العربية (قس ونبي –موسى الحريري ص21)

ظل اثار البدعة الأبيونية موجودا في شبه الجزيرة العربية حتى ظهور الأسلام. انتشرت هذه البدعة في فلسطين وشبه الجزيرة العربية وقبرص واسيا الصغرى حتى وصلت الى روما. المؤرخون يقسمون هذه البدعة ألأبيونية الى ثلاثة أنواع :أولا:ألأبيونية الفريسيّة المتطرفة , وثانيا : ألأبيونية المعتدلة, وثالثا: ألأبيونية ألأسينية.

أولا ألأبيونية الفريسيّة المتطرفة.

أصروا  دعاة هذه البدعة على أن يحافظوا على الناموس الموسوى من جهة السبت ومن جهة الختان، واعتبروا أن الأمم الذين لم يختتنوا يبقوا نجسين.وقد حاربوا الرسول بولس بكل شراسة ولم تتخلص المسيحية من هذه البدعة الا بعد انعقاد أول مجمع كنسي سنة 49 في اورشليم بحضور جميع الرسل ..أنكرت هذه البدعة عذريّة العذراء مريم , وأعتقدت أنَّ المسيح هو بشرٌ لا يختلف عن غيره من البشر, وهو ثمرة علاقة جسديّة ربطت مريم بيوسف. حافظت على السبت وسائر التعاليم اليهودية, ورفضت ألأعتراف بألأناجيل ألأربعة  باستثناء نسخة عبريّة وممسوخة من أنجيل القديس متّى(ألأنجيل بحسب العبرانيين). لم يعد لها وجود الآن, (ولكن اثر هذه البدعة استمر الى يومنا هذا خاصة في الشرق المسيحي والأسلامي).انكرت ألوهية المسيح وأعتبرته مجرّد  انسان هبط عليه الروح القدس عند عماده  بشكل حمامة , ولكن هذا الروح قد تركه على الصليب. كذلك رفضت فكرة الام المسيح عند الصلب, وشدّدت على ضرورة الختان من أجل الخلاص.

 ثانيا ألأبيونية المعتدلة:

 تعتبر أن المسيح هو المسيّا (المشيح) المنتظر, ولكنها تنكر لاهوته. وتؤكّد على ضرورة أتباع ناموس موسى اتباعا حرفيا, وترفض رسائل القديس بولس رفضا قاطعا. وتتساهل فتقبل , الى حدّ ما , بمعجزة ميلاد المسيح من مريم العذراء . وعلى رغم  أعتدالها فرضت على أتباعها الختان وتقديس السبت, تاركة الحرية بذلك لغير التابعين لها. والشيء الأخير الذي يجمعها بالمسيحيين هو تقديسها يوم الأحد.

ثالثا ألأبيونية ألأسينية:

أو ألأبيونية الغنوصية, فهي جماعة سريّة ظهرت قبل المسيحيّة بنحو مائة وخمسين سنة تقريبا . مال أتباعها الى التأملات الصوفيّة والى الزهد والتقشّف , خصوصا في ألأمتناع عن الزواج والخمرة وفي دهن الجسد بالزيت. وعلى رغم تمسّكها بالدين اليهودي, فلقد شعرت بغربة عنهُ, ألأمر الذي منعها من أكل الفصح كبقية اليهود, وخصوصا ألأمتناع عن أكل اللحم, فعاشت على ما تنبته ألأرض من حشائش وزرع. وكان أتباعها يرتدون الثياب الناصعة البياض كرمز للطهر والشوق الى النقاء. ولقد أعتزل هؤلاء ألأبيونيون المجتمع ورفضوا ألأختلاط بالناس, منخرطين في حياة جماعية لا ملكيّة لها....كذلك رفضوا ألأيمان بالعهد القديم باستثناء ألأجزاء الخمسة الموحى بها الى موسى(التوراة)....وانكروا ايضا قيامة الموتى أو بعث ألأجساد, ورفضوا مذهب التثليث, أي ألأيمان بالآب والأبن والروح القدس ,  ولكنهم امنوا بثنائيّة غامضة, مبشّرين بقوّتين الهيتين , تتمثّّل احداهما بمبدأ ذكر هو أبن الله الذي أعتقدوا أنّه تجسّد بادم أول ألأمر, ثم بيسوع بعدئذ. أمّا القوة الثانية فتتمثل بالروح القدس.....وأذ كانت ألأبيونية الفريسية قد ورثت تعاليمها من اليهودية, فأنَّ ألأبيونية ألأسينية هي ثمرةالخلط بين المسيحيّة والمذهب اليهودي ألأسيني وبعض مبادئ التصوّفية الغنوصية الشرقية.(2)

----------------------------------------------------------------------------

(1) (الكنيسة الكاثوليكية والبدع- ألأب جورج رحمة).

(2) نفس المصدر أعلاه

المصادر الأخرى

--------------------

الكتاب المقدس

تاريخ الكنيسة –ليوسابيوس القيصري

القس والنبي –موسى الحريري

مجموعة مقالات منشورة على الأنترنيت(حول موضوع البدعة الأبيونية) من قبل اباء الكنيسة

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6666 ثانية