“المطران مار يعقوب دانيال يستقبل المدير التنفيذي للمرصد الآشوري في يونشوبينغ – السويد      المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان جميل دياربكرلي يحضر الافتتاح الرسمي لكنيسة المشرق الآشورية في نورشوبينغ      صور.. القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس ربان بويه في كنيسة الشهداء شقلاوة      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة أخيه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للإطمئنان إلى صحّته، بكركي      المنظمة الاثورية الديمقراطية تلتقي نيافة المطران أنطوان أودو وتعرض رؤيتها السياسية      البطريرك ساكو يحتفل بالقداس في بازيليك القديس دوني بمدينة بونتواز – فرنسا      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يلتقي السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يشارك بصلاة على روح قداسة البابا فرنسيس/ اربيل      باولي: نتفهم هواجس المسيحيين ومخاوفهم وندعو لنقاط تلاقي بين اللبنانيين      «عنصرة وطن»… مؤتمر يُبرز أهمّية دور المسيحيّين في مستقبل سوريا      تقرير أميركي: إقليم كوردستان يعزز دوره الأمني والإنساني في ظل تراجع الاستقرار الإقليمي      داعش لم ينتهِ بعد.. تقرير أميركي يحذر من استغلاله للأوضاع في سوريا      تسريبات حول مفاوضات "نووي إيران"..اتفاق قريب أم ضربة عسكرية؟      بموجب خطة ترامب.. وكالات الاستخبارات الأميركية تقلص عدد موظفيها      تعرف على صاحب أطول فترة بابوية بتاريخ الفاتيكان      إنجاز علمي.. اكتشاف المنطقة المسؤولة عن الوعي في الدماغ      ليونيل ميسي ولامين يامال.. من الأفضل بعد 100 مباراة؟      الكنائس الشرقية تصلي في روما من أجل راحة نفس البابا فرنسيس      حزب العمال الكوردستاني يتبنى هجومَين على قوات البيشمركة في دهوك      الحكومة الاتحادية تسحب أموال الأمانات الضريبية.. ونائب يؤكد: الفيدرالي الاميركي أوقف تحويل الأموال للعراق
| مشاهدات : 4966 | مشاركات: 0 | 2010-04-17 11:14:44 |

الفراش الزوجي أساس خراب العلاقة الزوجية

الأب يوسف جزراوي


من كتاب ملحمة البحث عن النصف الآخر للأب يوسف جزراوي
سيصدر مطلع الشهر المريمي


أنتِ باردة وغير متفاعلة معي..وأنت أناني، شهواني، لا تفكر ألا بنفسك. سيناريو مُتكرر بين كلّ زوجين غير متوافقين عاطفيًا وجنسيًا. قبلاللقاء الجنسي أو بعده، غالبًا ما تُفضل المرأة الهروب من الفراش وتختلق أعذارًا. فالعامل النفسي والعاطفي مؤثران بقوة في حياة المرأة الجنسية، فكلما كانت مُستقرة نفسيًا وذهنيًا، كلماسعدت بلقاء زوجها ووصلت إلى النشوة أسرع، والعكس صحيح،لأن الإرهاق الفكري والإجهاد النفسي والجسدي يؤثران على الحالة النفسية ويزيدان من توترالمرأة والرجل، فالتوتر في العلاقة الزوجية له إنعكساته السلبية على علاقتهما في الفراش، وربّما يكون للفراش الزوجي إنعكاسات سلبية على العلاقة الزوجية. إذ غالبًا ما يفتقد الرجال ويفتقرون لثقافة تفهم نفسية المرأة وعواطفها.
متى كانت العلاقة الزوجية صحيحة وسليمة بين الزوجين ستكون الحياة الجنسية (تجسيد الحبّ) تحصيل حاصل للعلاقة، فالجنس كما أسلفنا انعكاس للعلاقة، فاذا كانت العلاقة مبنية على الحبّ والإنسجام والإحترام والتقدير، سترى تجسيد الحُبّ بواسطة لغة الجسد، سيكون قمة الرقي الإنساني، وهذا سيرتقي بحبّهما إلى ماهو أفضل وأسمى.
لكلَّ جديد لذة. الزواج في بداية مشواره مشروع رائع بكلِّ معانيه، ولكن مع الزمن، مع سنوات الزواج، يصبح كلّ شيء في العلاقة مألوفًا ومُستهلكًا ومعتاد عليه، ليخفت وهج العلاقة بكلّ أبعادها، وسيُنظر للعلاقة الجنسية من منظار الحقوق والواجبات وستصبح عادة. وعلى الأزواج ألا يكونوا من المتعودين، لأن العادة تقتل! ومن هُنا ستظهر المشاكل والأزمات.
عندما يطرق بابي أحدهم ككاهن ويطلب مُساعدتي في حل قضية ما مع زوجته أو (العكس بالعكس) فأُبادره بالسؤال: كيف هي علاقتكما في الفراش؟ فيستغرب الحاضر، ساعيًا للهرب من الاجابة! وكأنني أحدثه في المحرمات وبأمور لا أخلاقية مُعيبة. ولكن صدقوني وبعد خبرة 5 اعوام من الكهنوت،أطلعتُ خلالها على المشاكل الزوجية للكثير من المؤمنين، وتحديدًا في أيام خدمتي للكنيسة الكلدانية في الشام، وهي ذات المشاكل التي طرقت مسامعي أثناء زيارتي لبُلدان مُختلفة..إذ أن مُعظم المشاكل الزوجية والنفور بين الأزواج، مصدرُها سوء العلاقة في الفراش الزوجي. ولا أتعس من أن يتحول مع الزمن، تجسيد الحبّ بين الزوجين، من كائنين مُتحابين إلى مُمارسة جنسية بين جسيدين! وفي الكثير من الأحيان يكون الدافع بايولوجي غريزي.
الفعل الجنسي بين الزوجين رغم كلّ ما يُصيبه من روتين وأستهلاك وما يعتريه من تشويه لمعناه الصحيح خلال الحياة الزوجية، هو فعل إنساني سامي في جوهره (أنموا وأكثروا)، إذًا حياتنا الجنسية عمل يكتمل بواسطته الإنسان، إنه تجسيد لسرّ الحبّ الذي يجمعهما، فالحبّ لا يكتفي بالشعارات والكلمات ودغدغت العواطف، بل الحبّ بحاجة الى تجسيد- تعبير، بواسطة الجسد والنظرات والقبلات التي هي لغة التعبير والتجسيد، فالحيوانات تُمارس الجنس أيضًا، فما إختلافنا عنهم أن لم يكن الجنس تعبيرًا عن الحبّ.
العلاقة الجنسية بين الازواج هي فن سامي، بل تجسيد للحبّ(Making love).وليس لقاء جسدين وحسب، يلتصقان أنطلاقًا من حاجتهما الغريزية، أو على مضض من منطلق الحقوق والواجبات. من هذه المفاهيم تبدأ الحياة العاطفية الجنيسية بين المتزوجين بالشيخوخة ثم الموت، لتغدو لقاءات جسدية لا أكثر، لقاءات الهدف منها المُتعة واللذة واشباع الشهوات.
عندما يحدثني أحدهم عن مُعانته مع شريكه الآخر وتشكيه منه في الحياة الزوجية، أول سؤال أوجهه إليه:هل تجسدون الحبّ بشكل إنساني، مسيحي صحيح؟ هل أنتم تمارسون الجنس أم تجسدون حبّ؟

لإن تجسيد الحُبّ بين الزوجين علاقة مُقدسة وفن سامي، وأن لم تكن كذلك، لما وهبها الله للإنسان ليعبر بواسطتها عن حبّه، ويشارك بواسطتها فعل الخلق. للأسف الكثير من المتزوجين لا يدركون معاني خطورة تدهور العلاقة الجنسية، فهي سيف ذو حدين، إما تكون سببًا لتعمق الحبّ أو سببًا للكراهية والنفور.
خلال مُساعدتي في حلّ بعض المشاكل الزوجية، حدثني بعضهم فيما يخص العلاقة مع الشريك الثاني في غرفة النوم، فأدركت أن الفراش الزوجي هو سبب تصدع وخراب الحياة الزوجية، وتحديدًا عندما يتحول الجنس إلى فعل بهيمي أناني، أو إلى عنف جسدي خلال العلاقة الجنسية! إذ أتذكر أن أحدهنَّ قالت لي: "أن زوجي يختصبني" بمعنى إنها تُعطيه جسدها وليس روحها وحبّها وكيانها! وأُخرى قالت: "إن زوجي كالحيوان المفترس وكأنني فريسته أو غنيمة أمامه أو وعاء يرمي فيه غريزته فقط، دون أن يفكر في مشاعري وحاجاتي العاطفية والجنسية، ومتى ما كبح غريزته ذهب لحال سبيله، من دون أن يفكر برغباتي العاطفية والجنسية كإنسانة وكزوجة، وكأنني فتاة ليل وليس زوجته وأمّ أولاده"! ولازلتُ أتذكر جيدًا دموع تلك الزوجة، النابعة من ذاتها الجريحة، حينما طفح بها الكيل وأخذت تُعاتب زوجها بحضوري قائلة:"إنك لا تفكر سوى بنفسك.كَم تبتذلني في الفراش؟ لم تُفكر يومًا ما بمشاعري المجروحة بسببك. لقد فضلتُ عدم مُمارسة الجنس معك، لكي لا أشعر أنني رخيصة الجسد، فكلّ مرّة أجتمع فيها معك، أشعر بالاهانة والاستياء والابتذال..". سكتَ الزوج لوهلة فعلق قائلاً: لكنني في العادة أوفيكِ حقكِ وبكثرة، وليس هناك تقصير من قِبلي. فأجابت الزوجة: "ما أحتاجه هو غزارة الحبّ والمُعاملة الإنسانية الحسنة!".
أما إحدى الفتيات فقد أفشت ليّ سرًا كان يجثم على صدرها كالصخرة، طالبة المساعدة والعون. إذ تزوجت من أحد الرجال وهي مُرغمة(عدم الرضى) والعلاقة الجنسية بينها وبين زوجها المفروض عليها من قبل الأهل والظروف، هي فعل أتوماتيكي خالي من المشاعر وسكران الحبّ، فأزاد الفعل الجنسي الهوة بينها وبين زوجها ومع الزمن أصبح سببًا للكراهية والنفور والتناحر.
وأذكر أن أحدهم حدثني عن زوجته واصفًا أيها بالباردة كبرودة القطب الشمالي..والآخر كان يتشكى من عدم رغبة زوجته في مُمارسة الجنس معه. فأجبته: من حقها! فأجاب مُستغربًا: لماذا؟! فقلت: لأنها تُريد أن تُجسد حبًا وليس أن تمارس الجنس وحسب. عليك أن تتعرف على سبب الصيام الذي تقوم به زوجتك تجاهك! فلكلِّ نتيجة سبب، ولكلِّ فعل ردة فعل. فأجابني بتشنج:" أنا الرجل وحق من حقوقي أن أمارس الجنس مع زوجتي، فلماذا تزوجتني إذًا؟!". أنا الرجل..لعلّ هذه مُشكلة مُعظم الرجال،ومُعاناة معظم النساء؟!
يحزُ في قلبي أن أسمع مثل تلك الطروحات والمُعاناة التي تعكس عدم الفهم لسرّ الزواج، ونظرة دونية للمرأة:" أنا الرجل وحق من حقوقي أن أمارس الجنس مع زوجتي، فلماذا تزوجتني إذًا".وكأنه تزوجها ليُمارس الجنس فقط!! ولازال يصر على رغبته في مُمارسة الجنس، لكنّه نسى أو تنسى، أن الحيوان يُمارس الجنس أيضًا. فما الفرق بينه وبين الحيوان، أن لم يكن الجنس لغة للحبّ وتعبيرًا عنه، فالحبّ يُعمق العلاقة الزوجية بكلِّ أبعادها.
الزوجة ليست رفيقة فراش، بل شريكة حياة. إنها إنسانة، لها كرامتها لا بل صورة الله تتجلى فيها. فما أتمناه بأن لايُنظر إليها على أنها جسد، ووسيلة للذة، لأن حواء لم تخلق لتكون أداة مُتعة وتسلية لأدم، بل ليكتمل بواسطتها. فالمرأة هي الأم والمربية والمعلمة والأخت والصديقة والحبيبة والزوجة، وأمّ الأولاد..
كتبت أكاثا كريستي في مذكراتها عن مُعاناتها مع زوجها الأول العسكري البريطاني أرتشي كريستي عام 1914 ومنه أخذت لقبها الذي لازمها طوال حياتها، إذ زواجها منه فشل، بسبب افتقادها (الصحبة المُشتركة) أو (الرفقة الزوجية المُحترمة)، وتلك قيمة أساسية في حياتها ظلَّت تؤكد عليها حتَّى بعد زواجها الثاني..فكتبت:"كان يتصرف وكأنني ربّة بيت (خادمة) ورفيقة فراش..دون أن أشعر معه بقيمة الزوجة !!".

الموضوع القادم جسدنا البشري في محورين:


1-
انه جسد مقدس

2-
انه لغة التعبير وتجسيد الحبّ

 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4884 ثانية