
تربية الخنازير في المزارع AP - Boris Roessler
عشتارتيفي كوم- مونت كارلو الدولية/
قال الدكتور روبرت مونتغومري، جراح رائد ومدير معهد الزرع في جامعة نيويورك، إن أعضاء الخنازير المعدلة جينيًا قد تصبح يوما ما أفضل من الأعضاء البشرية للزرع.
وأوضح مونتغومري في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن أول عملية زرع كلية من خنزير إلى إنسان أُجريت بالفعل، ومن المتوقع إجراء عملية أخرى في كانون الثاني - يناير، مع خطة لإعطاء ستة مرضى هذه الأعضاء في البداية. وقد تم تعديل جينات هذه الخنازير في 10 مواقع لتقليل رفض الجسم البشري للأعضاء. وإذا منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الموافقة، سيتم توسيع التجربة لتشمل 44 عملية زرع إضافية.
وفاة 12 ألف شخص في بريطانيا
ويهدف هذا الأسلوب، المعروف باسم الزرع بين الأنواع، إلى حل مشكلة نقص الأعضاء البشرية، حيث توفي أكثر من 12,000 شخص في بريطانيا خلال العقد الماضي قبل أن يحصلوا على عضو جديد.
وأشار مونتغومري، الذي خضع هو نفسه لزرع قلب بعد إصابته بمرض عضلة القلب المتوسع، إلى أن مشكلة ندرة الأعضاء البشرية كبيرة جدا، وأن خبرته الشخصية جعلته يفهم مدى صعوبة حصول المرضى على عمليات زرع في الوقت المناسب.
القدرة على تعديل الخنازير جينيا
خلال مسيرته، ابتكر مونتغومري أساليب لزيادة توفر الأعضاء البشرية، مثل زرع الكلى بطريقة "دومينو مزدوجة"، واستخدام أعضاء من متبرعين مصابين بفيروس التهاب الكبد C مع علاج المتلقين للقضاء على العدوى. لكنه أشار إلى أن هذه الأساليب وحدها غير كافية، خاصة مع تزايد عدد المرضى في قوائم الانتظار.
وعلى الرغم من أن الزرع بين الأنواع فكرة قديمة، يقول مونتغومري إن التطورات الحديثة، وخاصة القدرة على تعديل الخنازير جينيا، جعلت التجربة ممكنة. فقد أجرى أول عملية زرع كلية من خنزير معدل جينيا إلى شخص ميت دماغيا عام 2021، وحققت بيانات مهمة حول الأمان وعدم رفض العضو مباشرة.
أعضاء الخنازير أفضل من الأعضاء البشرية في المستقبل
وأضاف أن التعديلات الجينية المستمرة قد تجعل أعضاء الخنازير أفضل من الأعضاء البشرية في المستقبل، مشيرا إلى إمكانية استخدام غدة الزعتر للخنزير مع الكلية لتحسين التحمل وتقليل الحاجة لأدوية مضادة للرفض.
ورغم أن التجربة السريرية الجديدة هي الأولى مع مرضى أحياء، فقد أُجريت تجارب سابقة على أشخاص مرضى جدا، مع نتائج متفاوتة. وقال مونتغومري إن الكلى والقلب واعدة، بينما الرئتان أكثر تعقيدا والكبد لا يزال غامضا.
وأكد أنه لن يمانع في تلقي قلب خنزير بنفسه في المستقبل، موضحا أنه يريد لأطفاله، الذين يعانون من نفس المرض الجيني الذي يعاني منه، فرصا أكبر مما توفرت له ولأسرته.