
أنظمة الدفاع الجوي من طراز 03 تشو-سام المصدر: قوة الدفاع الذاتي البرية اليابانية
عشتارتيفي كوم- إرم نيوز/
تدفع طوكيو بخطوات متسارعة نحو تعزيز وجودها العسكري على أطراف آسيا الملتهبة.
وبحسب صحيفة "يوراسيان تايمز" فإن أحدث تلك الخطوات، هي خطط وزارة الدفاع اليابانية لنشر وحدة حرب إلكترونية للدفاع الجوي في جزيرة يوناجوني، الواقعة على بعد 110 كيلومترات فقط من الساحل الشرقي لتايوان؛ ما يجعلها خط تماس مباشر مع النفوذ الصيني في بحر الصين الشرقي.
الإعلان الذي نُقل عن صحيفة "سانكي شيمبون" اليابانية، يؤسس، وفق مراقبين، لمرحلة جديدة من الاحتكاك الاستراتيجي بين اليابان والصين، خصوصا مع تصاعد الحديث الدولي عن سيناريو حصار أو غزو صيني محتمل لتايوان.
دفاع معلن ورسائل ضمنية
عقدت وزارة الدفاع اليابانية اجتماعا تنويريا لسكان يوناجوني، مؤكدة أن نشر الوحدة بحلول 2026 يهدف إلى "تعزيز الدفاع الذاتي" وليس استهداف دول أخرى. وتم ربط المشروع بزيادة هشاشة الجزر النائية في مواجهة التمدد العسكري الصيني.
وتأتي هذه الخطوة عقب قرار نشر صواريخ تايب-03 متوسطة المدى في الجزيرة ذاتها؛ ما يجعلها اليوم واحدة من أكثر النقاط اليابانية تحصينا قرب تايوان.
رد بكين كان غاضبا؛ إذ قالت وزارة الخارجية الصينية إن "القوى اليمينية في اليابان تدفع المنطقة نحو كارثة"، مؤكدة استعدادها للدفاع عن "سيادتها وسلامة أراضيها".
وتزامن ذلك مع اتهامات صينية لطوكيو بأن تسليح يوناجوني مرتبط بتصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، التي اعتبرت أي هجوم على تايوان تهديدا وجوديا لليابان.
جدار عسكري يمتد جنوبا
الجزيرة ليست حالة منفردة؛ فطوكيو تعمل منذ سنوات على بناء ما يشبه "جدارا جنوبيا" من القواعد والرادارات والصواريخ يمتد عبر سلسلة جزر ريوكيو وصولا إلى ماجيشيما؛ إذ كشفت صور أقمار صناعية حديثة عن تطوير عسكري مكثف لتحويل الجزيرة إلى منصة إقلاع دائمة لمقاتلات F-35B و"حاملة طائرات غير قابلة للغرق"، وفق الإعلام الصيني.
وترى طوكيو أن أي هجوم صيني على تايوان سيتمدّد حتما إلى الجزر اليابانية مستهدفا البنية الدفاعية في الجنوب وطرق الملاحة الحيوية بهدف تحييد الدعم الأمريكي لليابان وتايوان.
كما وصف تقرير الدفاع الياباني الأخير الصين بأنها "التحدي الاستراتيجي الأكبر"، مشيرا إلى تضاعف نشاط السفن الحربية الصينية قرب الجزر الجنوبية الغربية 3 مرات خلال ثلاث سنوات.
مخاوف من مواجهة قريبة
وقالت اليابان إنها تتحرك ضمن قواعد "الدفاع الذاتي"، بينما ترى بكين أن ما يحدث هو إعادة عسكرة خطيرة تقرّب اليابان من صراع مباشر في قضية تعتبرها "شأنا داخليا صينيا".
لكن في عمق المشهد، يلوح سؤال أكبر؛ هل تتهيأ اليابان ومعها واشنطن، لصراع ترى أنه لم يعد افتراضيا؟
ومع اقتراب تايوان واليابان بعضهما من بعض أكثر من أي وقت مضى، جغرافيا وعسكريا، تبدو يوناجوني اليوم نقطة صغيرة على الخريطة، لكنها تقف على حافة صفيح ساخن قد يقرر مستقبل أمن المحيط الهادئ بأسره.