امسية ميلادية لـ “كورال أم النور السرياني” وبمشاركة “براعم أم النور” – كنيسة ام النور في عنكاوا      رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية "إعادة افتتاح دير مار أوراها التاريخي للكلدان في نينوى رسالة سلام إلى العالم"      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل حضرة السيد سعد شمدين آغا سليڤاني      بدعوة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث.. البطريركية تستضيف حفل الاستقبال السنوي الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لأعضاء السلك الدبلوماسي ومُمثّلي الحكومات لدى إقليم كوردستان العراق المُقيمين في أربيل      بعد زيارة البابا... مسيحيّو لبنان يستعدّون لعيد الميلاد بقلوب مطمئنّة      غبطة المطران مار ميلس زيا يستقبل البروفسور الدكتور أفرام يلدز، رئيس كرسي نينوى الاكاديمي في جامعة سالامانكا في اسبانيا      غبطة البطريرك يونان يزور بازيليك القديس جرجس في مدينة أوكسنهاوزِن، ألمانيا      بالصور.. نيافة المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل سعادة القنصل العام لدولة روسيا في اربيل السيد مكسيم روبن      المجلس الشعبي يستقبل الأستاذ سعيد شامايا      جمعية الكتاب المقدس تزور سيادة المطران نيقوديموس داود متي شرف رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان      ملياردير هندي يُهدي ميسي ساعة قيمتها أكثر من مليون يورو      رموز QR المزيفة.. كيف تحمي هاتفك من الاحتيال الرقمي؟      رسالة قداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر بمناسبة اليوم العالميّ التَّاسع والخمسين للسَّلام      بهدف تعزيز السلامة المرورية.. داخلية كوردستان تعلن تعليمات جديدة لاستيراد السيارات لعام 2026      منظمة بصرياثا: بدأنا إجراءات تشكيل إقليم البصرة وفق المادة 119 من الدستور      بعد قرار ترمب بتخفيف القيود عنها.. ما هي فوائد وأضرار الماريجوانا؟      أستراليا تخطط لشراء أسلحة المواطنين بعد هجوم سيدني      قرار جديد.. ترامب يعلق قرعة "غرين كارد" للهجرة إلى أميركا      واشنطن تقر صفقة أسلحة لتايوان بـ11 مليار دولار وبكين تطالب بوقف تسليح تايبيه "فورا"      بعد هجوم سيدني الدامي.. إحباط "تحرك مريب" باتجاه شاطئ بوندي
| مشاهدات : 836 | مشاركات: 0 | 2025-11-26 11:21:27 |

العقيدة الوطنية بين جوهرها الأصيل والشعور بالإنتماء

عصام الياسري

    

في زمن تتنازع فيه الحقائق وتتبدل فيه المواقف وتتراكم الأزمات والصراعات لاجل الغائم ويكثر الحديث عن المحكومية ومصالح الطائفة وشأن العشيرة وتقديس الحزب وتفضيله على الوطن في بلد كالعراق، أصبح الحديث عن العقيدة الوطنية والأخلاقية ضرورة فكرية قبل أن تكون ترفًا ثقافيًا. ذلك أن الوطنية، في جوهرها الأصيل، ليست مجرد انتماء جغرافي أو شعور عاطفي يربط الإنسان بأرضه، بل هي رؤية فلسفية وأخلاقية تتجلى في موقف الإنسان من الحقيقة، وفي كيفية تعامله مع قضايا وطنه ومجتمعه.

 

الوطن كفكرة أخلاقية لا كجغرافيا فقط ، ليس مساحة من الأرض تُرسم على الخرائط، بل منظومة من القيم التي تمنح الإنسان معنى وكرامة. فالمواطنة الحقة لا تُقاس بما يُقال في المناسبات، بل بما يُمارس من سلوك يومي يعكس صدق الانتماء. والعقيدة الوطنية، في عمقها، ليست خضوعًا للسلطة أو تأييدًا أعمى للنظام، بل هي التزام بالضمير الجمعي، وسعي دائم لتحقيق العدالة والمساواة والكرامة لجميع أبناء الوطن.

 

وإن الوطنية بلا بعد أخلاقي تتحول إلى شعار أجوف، والأخلاق بلا انتماء وطني تتحول إلى مثالية عاجزة عن الفعل. فالعلاقة بين الوطنية والأخلاق هي علاقة تفاعل وجدلي لا تنفصم؛ إذ لا وطنية حقة دون قيم، ولا أخلاق فاعلة دون مسؤولية تجاه الوطن.

 

بين الولاء والنقد، من أكبر التحديات التي تواجه اليوم المجتمعات العراقية هي العلاقة الملتبسة بين الحقيقة والولاء الوطني. فكثيرون يظنون أن قول الحقيقة خيانة، وأن النقد طعن في الانتماء. غير أن الفكر الفلسفي العميق يعلمنا أن الحقيقة ليست خصمًا للوطن، بل هي شرط وجوده. فالوطن الذي يخاف من الحقيقة يفقد قوته الأخلاقية، والمجتمع الذي يُقصي النقد ويكفر الحقيقة يحكم على نفسه بالجمود وتكرار الأزمات واستمرار المخاتلات السياسية.

 

إن الدفاع عن الوطن لا يعني تبرير أخطائه، كما أن حب الوطن لا يعني الصمت أمام فساده. فالحب الحقيقي للوطن يُقاس بقدرتنا على مواجهته بالحقيقة، لا بقدرتنا على تجميل واقعه. إن قول الحقيقة، مهما كان مؤلمًا، هو أسمى أشكال الولاء للوطن، لأنه يضع المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، ويجعل من الوعي النقدي سلاحا للبناء لا للهدم.

 

إن بناء وطن قوي لا يتحقق بالهتاف ولا بالشعارات، بل ببناء ضمير وطني أخلاقي ووعي وطني جديد قادر على إدراك أن الحقيقة ليست عدوة الاستقرار، بل أساسه. فالمجتمع الذي يجرؤ على مواجهة نفسه بصدق هو المجتمع الذي يمتلك مقومات النهضة. أما الذي يختبئ وراء الأقنعة والشعارات وتزييف الحقائق والتاريخ، فإنه يعيش وهم الوطنية دون أن يحقق جوهرها.

 

لذلك، فإن العقيدة الوطنية والأخلاقية الحقة هي التي ترى في الحقيقة قيمة عليا، وفي الاختلاف مصدر قوة، وفي النقد مسؤولية لا تهمة. إنها العقيدة التي تجعل من المواطن شريكا لا تابعا، ومن الوطن مشروعا مفتوحا نحو الكمال لا مجرد معطى جامد.

 

إن بناء وطنٍ عادلٍ لا يكون بترديد الشعارات، بل بتربية ضميرٍ جمعيٍّ قادر على التمييز بين الولاء الأعمى والإخلاص المستنير. فالوطن، في النهاية، ليس أرضا فقط، بل هو منظومة من القيم والحقائق التي نحيا بها ولها. ومن دون الحقيقة، تتحول الوطنية إلى قناعٍ يخفي الأنانية والمصالح الفردية والحزبية والطائفية، ومن دون الأخلاق تصبح الحقيقة سلاحا للتدمير لا وسيلة للبناء.

 

خاتمة

في النهاية، يمكن القول إن العقيدة الوطنية والأخلاقية ليست مجرد فكرة نظرية، بل هي فلسفة عيش تقوم على الصدق مع الذات والوطن. فالحقيقة، وإن كانت مرّة، هي الطريق الوحيد إلى إصلاح العراق وقيمه الوطنية، ومهما تعثر، لا يُبنى إلا على أساس أخلاقي راسخ. وما بين الحقيقة والأخلاق، يولد الوطن الذي نحلم: وطن حرّ، عادل، ومستنير يحتوي الجميع.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4885 ثانية