امسية ميلادية لـ “كورال أم النور السرياني” وبمشاركة “براعم أم النور” – كنيسة ام النور في عنكاوا      رئيس ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية "إعادة افتتاح دير مار أوراها التاريخي للكلدان في نينوى رسالة سلام إلى العالم"      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل حضرة السيد سعد شمدين آغا سليڤاني      بدعوة من قداسة البطريرك مار آوا الثالث.. البطريركية تستضيف حفل الاستقبال السنوي الثالث بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة لأعضاء السلك الدبلوماسي ومُمثّلي الحكومات لدى إقليم كوردستان العراق المُقيمين في أربيل      بعد زيارة البابا... مسيحيّو لبنان يستعدّون لعيد الميلاد بقلوب مطمئنّة      غبطة المطران مار ميلس زيا يستقبل البروفسور الدكتور أفرام يلدز، رئيس كرسي نينوى الاكاديمي في جامعة سالامانكا في اسبانيا      غبطة البطريرك يونان يزور بازيليك القديس جرجس في مدينة أوكسنهاوزِن، ألمانيا      بالصور.. نيافة المطران مارنيقوديموس داؤد متي شرف يستقبل سعادة القنصل العام لدولة روسيا في اربيل السيد مكسيم روبن      المجلس الشعبي يستقبل الأستاذ سعيد شامايا      جمعية الكتاب المقدس تزور سيادة المطران نيقوديموس داود متي شرف رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس في الموصل وكركوك وإقليم كوردستان      ملياردير هندي يُهدي ميسي ساعة قيمتها أكثر من مليون يورو      رموز QR المزيفة.. كيف تحمي هاتفك من الاحتيال الرقمي؟      رسالة قداسة البابا لاوُن الرَّابع عشر بمناسبة اليوم العالميّ التَّاسع والخمسين للسَّلام      بهدف تعزيز السلامة المرورية.. داخلية كوردستان تعلن تعليمات جديدة لاستيراد السيارات لعام 2026      منظمة بصرياثا: بدأنا إجراءات تشكيل إقليم البصرة وفق المادة 119 من الدستور      بعد قرار ترمب بتخفيف القيود عنها.. ما هي فوائد وأضرار الماريجوانا؟      أستراليا تخطط لشراء أسلحة المواطنين بعد هجوم سيدني      قرار جديد.. ترامب يعلق قرعة "غرين كارد" للهجرة إلى أميركا      واشنطن تقر صفقة أسلحة لتايوان بـ11 مليار دولار وبكين تطالب بوقف تسليح تايبيه "فورا"      بعد هجوم سيدني الدامي.. إحباط "تحرك مريب" باتجاه شاطئ بوندي
| مشاهدات : 434 | مشاركات: 0 | 2025-11-26 07:16:39 |

‏سلام اوكرانيا.. بداية حرب النفط الاقتصادية

محمد النصراوي

 

 

‏حين يسقط آخر غلاف مدفعي على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، ويُنفض غبار المعارك عن بدلات الجنود المنهكين في خنادق "دونباس"، يسود صمتٌ خادعٌ لا تسمعه الآذان البشرية، بل تلتقط ذبذباته العنيفة شاشات التداول في "وول ستريت" و"حي السيتي" اللندني.

‏فلحظة التوقيع على اتفاقيات السلام هناك، هي ذاتها لحظة إشعال فتيل الرعب الساخن في خزائن الدول التي أدمنت "أفيون" النفط باهظ الثمن، وعلى رأسها العراق.
‏مايجري لا يقتصر على مصافحات دبلوماسية في قاعات مكيفة، بل هو إعلان غير مكتوب عن عودة "الدب الروسي" بكامل ثقله إلى الأسواق العالمية، متحرراً من قيود العقوبات الخانقة أو حيل الالتفاف عليها، ليغرق السوق المتعطش أصلاً بتخمة من المعروض تُسقط فوراً "علاوة الحرب" التي عاشت عليها ميزانيات دول الريع لسنوات ثلاث، معلنة نهاية حقبة الوفرة المالية المؤقتة.
 
‏هنا تحديداً، في بغداد، حيث يتقاطع خط العرض الجيوسياسي مع خط الطول الاقتصادي بدموية، يبدأ المشهد الحقيقي للكارثة؛ العراق، الذي شيد قصوراً من رمال الموازنات الانفجارية الثلاثية على أساس سعر برميل "حربي" متضخم، سيجد نفسه عارياً أمام حقيقة "السوق الطبيعي"، تلك الحقيقة المرة التي تقول إن العالم لم يعد بحاجة لبرميل التسعين دولاراً لتدوير عجلاته الصناعية، وسرعان ما يتحول هذا الهبوط الدراماتيكي في الأسعار من مجرد رقم أحمر عابر في نشرة الأخبار الاقتصادية إلى سكين حاد يذبح الشريان الأبهر للاقتصاد العراقي الهش؛ فالدولة التي وسعت جهازها الإداري ليتحول إلى "ثقب اسود" وظيفي يلتهم أكثر من سبعين بالمائة من الواردات التشغيلية، ستواجه لحظة "الفطام القسري"، حيث تتبخر السيولة اللازمة لضمان السلم الأهلي عبر الرواتب، في ظل غياب تام لوسائد هوائية أو صناديق سيادية حقيقية تمتص الصدمة.
 
‏تبرز في هذا السياق المفارقة القاسية في المنطقة، فبينما ستشعر دول الخليج كالسعودية والإمارات بقرصة البرد الاقتصادي نتيجة تراجع العوائد، إلا أنها حصنت نفسها مسبقاً بمعاطف "الرؤى الاستراتيجية" وتنويع المحافظ الاستثمارية، لتبقى الأزمة لديهم مجرد تباطؤ نسبي في معدلات النمو يمكن السيطرة عليه، أما في العراق، فالأمر يتحول من أزمة مالية إلى شلل وجودي تام، واحتمالية عجز فعلي عن الإيفاء بالالتزامات الحاكمة، مما يستدعي شبح اضطرابات اجتماعية تتجاوز في قسوتها وعنفوانها ما شهدناه في تشرين، لأن الجوع والفقر كافران بالولاءات السياسية والمذهبية، وحينها لن تنفع الترقيعات المعتادة في سد الثقب المتسع في السفينة.
 
‏أمام هذا الطوفان القادم، لا يعود الحديث عن المعالجات تنظيراً فكرياً للنخب، بل هو عملية جراحية عاجلة لإنقاذ مريض يحتضر، تتطلب مشرطاً جريئاً يقطع دابر الاعتماد الكلي على الخام، الحل يكمن في تفعيل "اقتصاد الأزمة" عبر الاستثمار الفوري للغاز المصاحب المحروق هدراً وتحويل سحابة الدخان السوداء التي تخنق البصرة إلى عملة صعبة تملأ الخزينة، بالتوازي مع فرض نظام ضريبي ذكي وأتمتة صارمة للمنافذ الحدودية التي تضيع فيها المليارات داخل دهاليز الفساد المعتمة، والأهم من ذلك كله، البدء بفك ارتباط لقمة عيش المواطن بضرع الدولة الريعية عبر تحفيز قسري للقطاع الخاص المنتج لا المستهلك، وهي حلول تبدو مؤلمة لكنها أقل كلفة من الانهيار الشامل.
 
‏فهل تمتلك الطبقة السياسية الحالية، الغارقة حتى أذنيها في صراعات المحاصصة والنفوذ، الوقت أو شجاعة القرار لاستدراك ما فات قبل فوات الأوان؟ أم أننا نسير بعيون مفتوحة نحو الهاوية؟ فالنهاية هنا لا تكتبها الأقلام، بل تصيغها الأرقام الصماء التي لا تجامل، والتي تنبئنا بأن انتهاء الحرب هناك في الشمال البارد قد يكون، وللمفارقة التاريخية الساخرة، بداية لحرب وجودية هنا في الجنوب الدافئ؛ حربٌ لن تكون ذخيرتها الرصاص، بل رغيف الخبز والكرامة الضائعة في متاهات سوء الإدارة، فهل سنشهد انهيار الهيكل الريعي على رؤوس ساكنيه، أم أن الأقدار ستمنح هذا البلد فرصة أخيرة لالتقاط أنفاسه؟









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5683 ثانية