كنيسة مار يوسف الكلدانية في الشيخان تحتفل بقداس ليلة الميلاد المجيد      مراسيم استقبال المهنئين بأعياد الميلاد المجيد - قاعة كنيسة مارت شموني في عنكاوا      البرلمان القبرصي يتبنى قراراً يدين المذبحة التاريخية التي ارتكبت بحق السريان الآشوريين على يد الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يترأس القداس الإلهي احتفالاً بعيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح - الكاتدرائية البطريركية للقديسة مريم العذراء في بغداد      بالصور.. القداس الإلهي لمناسبة عيد الميلاد - كاتدرائية الرسل الطوباويين في أربيل      قداس ليلة عيد الميلاد المجيد - كنيسة ام النور في عنكاوا      قداس عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح في كنيسة الشهداء/ شقلاوة      رسالة تهنئة من الرئيس مسعود بارزاني بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح      نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان يهنئ المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد      مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان يهنئ بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح      القهوة قد تبطئ الشيخوخة البيولوجية      قاذفات نووية روسية قرب الأجواء البريطانية… ما القصة؟      كهرباء كوردستان: الشتاء الحالي سيكون الأخير الذي يشهد مشكلة انقطاع التيار الكهربائي       حرق النفايات في العراق.. إجراءات حكومية عاجلة ونتائج محدودة      رسالة البابا إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد الميلاد ٢٠٢٥      أموريم يعلق على إصابة فيرنانديز وسط مخاوف من تطور خطير      ألتمان رئيس أوبن إيه آي يحدد موعد الاختراق الكبير التالي في الذكاء الاصطناعي      الجرجير يتصدر قائمة الخضروات الأكثر صحة      صافرة عيد الميلاد تسكت الملاعب مؤقتا في كأس أفريقيا      في قداس عشية عيد الميلاد، البابا: في الطفل يسوع، يهب الله العالم حياةً جديدة
| مشاهدات : 1052 | مشاركات: 0 | 2025-11-25 07:19:55 |

*حروف الغيرة*

شوقي العيسى

 

 

في قريةٍ وادعةٍ بين التلال، كان يقطن شابان أدبيان، “سليم” و”نديم”. نشآ على حب الكتب، وتعلّما من الحروف ما لم يتعلمه غيرهم من أبناء القرية. لم يكونا فقط يكتبان الشعر والنثر، بل كانا يزرعان في قلوب الناس الحكمة، ويوقظان فيهم الرغبة في التعلم والتغيير.

رأى سليم أن الجهل عدوُّ الإنسان، فأقام مجلسًا أسبوعيًّا يقرأ فيه للناس كتبًا عن الحياة والدين والعمل. أما نديم، فكان يعلّم الأطفال الكتابة والخط ويحثهم على التفكير، لا الحفظ فقط. شيئًا فشيئًا بدأت ملامح القرية تتغير: ارتفعت الهمم، خفتت النزاعات، وأصبح للعلم مكان في البيوت.

لكن كما أن النور يُظهر الظلال، فقد بدأت الغيرة تنمو في قلوب البعض. تساءل بعضهم في سرّه:

– “من نصب هذين علينا معلمين؟ ولماذا يُذكر اسمهما في كل مجلس؟”

وبدأت المؤامرات تحاك ضدهم، واصبح في القرية مجالس اخرى مبنية على ولائِم لشراء ذمم الفقراء.

وانتشرت الألسن كالريح، تشكك في نوايا سليم ونديم.

قال أحدهم:

– “هما لا يفعلان هذا لله، إنما ليُقال عنهما مثقفين!”

وقال آخر:

– “إنهم يزرعون الكبرياء في أولادنا!”

وقال "آخر إنهم ملحدون!" واجمعت القرية "لماذا هؤلاء مثقفين ونحن لا"

حينها

وصلت الهمسات إلى سليم ونديم. لم يغضبا، لكن الألم كان صامتًا في قلوبهم. جلسا تحت شجرة التين التي اعتادا القراءة تحتها، وقال سليم:

– “يا نديم، هل خسرنا قلوب الناس حين أردنا نفعهم؟”

فأجابه نديم مبتسمًا، رغم حزنه:

– “ربما، لكننا لم نخسر قلوبنا. والغرس لا يُلام إن أثمر.”

وفي اليوم التالي، قرر الاثنان أن يتواريا قليلًا. لم يظهر مجلس سليم، وغاب صوت نديم من الصفوف. بعد أيام، بدأ الناس يشعرون بفراغٍ غريب. الأطفال يسألون عن دروس الخط، والشيوخ يفتقدون صوت الحكمة في المجالس.

عادت القرية مفعمة بالجهل والصراعات والقيل والقال.

حين أدرك الناس قيمة ما كانوا يملكونه، اجتمعوا تحت شجرة التين، وكتبوا رسالة اعتذار بخط طفلٍ من تلاميذ نديم، وجعلوها قصيدة كتبها سليم ذات يوم:

“نُجفِي الجَمالَ، ثمّ نَبكي فِقْدَهُ

ونَلومُ زهرَ الروضِ إنْ لم يَثمرِ”

عاد سليم ونديم بعد ذلك، لكن هذه المرة، لم يكن العلم وحده في قلوب الناس… بل التقدير أيضًا.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6277 ثانية