البابا: ليمنح الرّب كنيسة العراق مستقبلاً من الاستقرار والطمأنينة والسلام والرجاء      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل السيّد سامي اوشانا مدير ناحية مسيريكى – دهوك      سيادة المطران مار نيقوديموس داوود متي شرف يشارك في حفل تنصيب السيدة غويندولين غرين قنصلاً عاماً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية في أربيل      غبطة البطريرك يونان يستقبل سيادة المطران البروفيسور توماس شيرماخر      كنيسة برطلي للسريان الارثوذكس تقيم (اليوم الثاني من الموسم الثقافي السنوي) بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء الى السماء      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل الدكتور جيمس حسدو عضو برلمان إقليم كوردستان      سهل نينوى يستعد لافتتاح سابع مزار عالمي لمريم ام المسيحيين المضطهدين      انطلاق المهرجان السنوي للعنب في عنكاوا بمشاركة واسعة من المزارعين      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل الدكتور سيمون برولو رئيس مكتب أربيل للمعهد الفرنسي للشرق الأدنى (IFPO)      قناة عشتار تزور سيادة المطران مار فيلكس سعيد الشابي وتبارك تسنمه المدبرية البطريركية لأبرشية القوش الكلدانية      سان جيرمان يتوج بالسوبر الأوروبي للمرة الأولى في تاريخه      البابا يدعو لوقف إطلاق النار في أوكرانيا وحلّ الأزمة الإنسانيّة والجوع في غزة      أربيل تدخل مرحلة تنموية جديدة بمشاريع استراتيجية في المياه والكهرباء والطرق      اتفاق بين وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان ووزارة النفط العراقية على آلية تصدير النفط      السيناتور جيمس ريش حول قانون الحشد الشعبي: على العراق الاختيار بين إيران والغرب      تقنية جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي في تعديل الجينات "دون أخطاء"      هجوم "شارون".. برنامج فدية جديد يضرب قطاعات حيوية في الشرق الأوسط      قصة الخلاف الكبير.. كيف تخلى سان جرمان عن أفضل حارس بالعالم؟      افتتاح مركزين جديدين لعلاج أطفال التوحد في إقليم كوردستان      مسؤولان عراقيان: تركيا لم تف بتعهداتها بإطلاق المياه
| مشاهدات : 511 | مشاركات: 0 | 2025-08-14 09:11:48 |

بهنام سليم حبّابه... عاشق الموصل ومؤرِّخها الدؤوب

جورجينا بهنام

 

إلى روح والدي الغالي في ذكراه السنويّة

 

جورجينا بهنام حبّابه

 

المتابع لكتب ومؤلَّفات الأديب والمؤرِّخ «بهنام سليم حبّابه» سيلاحظ حضورًا طاغيًا لمدينة الموصل، ورغبةً جامحة في التأريخ لها ولأعلامها وعائلاتها وصروحها العلميّة والثقافيّة والدينيّة، استحقّ معه حبّابه لقب المؤرِّخ الموصِلِيّ البارّ بمدينته وأهلها.

 

كان كتاب «رجل الله» باكورة هذه المؤلَّفات الصادر عن المطبعة الشرقيّة الحديثة بالموصل عام 1954، ليترجم ويؤرِّخ من خلاله لراعي أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران جرجس دلّال (1926-1951) مُضمِّنًا الكتاب سيرة حياة المطران دلّال، اومُبادٍرًا، في غلاف الكتاب، إلى وصفه بـ«الأب البارّ».

أطنب حبّابه في ذكر مآثر دلّال وتواضعه وخدماته الجليلة، لاسيّما سعيه وإشرافه الشخصيّ على بناء كنيسة الطاهرة الكبرى ببغديدا- قره قوش. ولطالما اعتزّ المؤلِّف ذاكرًا أنّ الكتاب «قد قرّظه البطريرك مار يوسف غنيمة برسالة خاصة للكاتب».

ثمّ واصل سعيه متناولًا أبرشيّات الموصل، سريانًا وكلدانًا، فأصدر عام 1963 «أبرشية الموصل ورعاتها»، لتنشره في مجلّة «المسرّة» اللبنانيّة في عددَين متتاليَين، ثم مستلًّا في كتيّبٍ مستقل.

أعقبه بعد سنوات بآخر قدّم فيه «نبذة عن مطارنة الموصل السريان الكاثوليك» عام 1999. وكما يوضّح غلافه فقد كان «بمناسبة رسامة سيادة المطران الجديد (مار باسيليوس جرجس القس موسى) في كاتدرائيّة الطاهرة بالموصل». ليلحقهما بثالثٍ قدّم فيه «نبذةً تاريخيّة عن أبرشيّة الموصل الكلدانيّة» عام 2001 بمناسبة رسامة المطران مار بولس فرج رحّو رئيسًا لأساقفة الموصل على الكلدان.

 

لكنّ المحطّة الأبرز في مسيرة حبّابه التأريخيّة والتوثيقيّة كانت مع  كتابه الأثير «الآباء الدومنكان في الموصل- أخبارهم وخدماتهم 1750- 2005» الذي يعدّ أحد أهمّ المراجع للدارسين والباحثين، إن لم أهمّها في هذا الصدد.

والجدير بالذكر أنّه في عام 2000 مضى على وجود الآباء الدومنكان بالموصل 250 سنة، قبيل هذه المناسبة اليوبيلية، تشكّلت لجنة خاصة تحضيرية للتهيئة لاحتفالات اليوبيل التذكارية تكونت من: الأب نجيب الدومنكي، الأب جودت القزّي الدومنكي، الأخت سانت إتيين الدومنكيّة، والسادة: الشماس بهنام حبّابه، الفنان ماهر حربي، الأستاذ بسام الجلبي، الأستاذ طلال وديع. وبهذه المناسبة اليوبيليّة بادر حبّابه إلى وضع نبذة تؤرّخ هذه الذكرى فكان كتاب (الآباء الدومنكان في الموصل أخبارهم وخدماتهم).

وإذ كان هذا الكتاب باكورة الكتب التي سلّطت الضوء على خدمات الرهبنة الدومنكيّة في الموصل بشكلٍ علميّ أقرب إلى المنهج الأكاديميّ، اعتمده كثير من طلبة الماجستير والدكتوراه مصدرًا لمادتّهم التاريخيّة ومرجعًا متفرِّدًا للمعلومات الدقيقة. وعدّه الأب الراحل الدكتور يوسف حبي عضو المجمع العلمي العراقي وعميد كلية بابل في بغداد حينها، «جهدًاّ كبيرًا نهض به الصديق والأستاذ بهنام حبّابه بكلّ جَلَدٍ وإتقان... إنّه جهدٌ يستحق كلّ التقدير، إنّها معلومات نفيسة يحتاج إليها كلّ من يُعنى بتاريخ بلادنا من سائر الوجوه... إن ما قام به الأستاذ حبّابه ليس بقليل، إذ فتح الباب واسعًا أمام واحدة من أهم الحركات الرائدة التي عملت على بعث الثقافة والتقدم في الموصل والعراق كله...».

 

واصل حبّابه دأبه واجتهاده رغم بلوغه الخامسة والثمانين حينئذٍ، ليصدر له في العام 2012 كتاب «الأسر المسيحيّة في الموصل» ضمن سلسلة الثقافة السريانيّة التي تصدرها المديريّة العامّة للثقافة والفنون السريانيّة بعنكاوا-أربيل. وجا متضمِّنًا أسماء الأُسر المسيحيّة التي سكنت الموصل في خلال القرن العشرين ومطلع الألفيّة الجديدة، وشيئًا من تاريخ أبنائها.  

وإذ كان منفتحًا على النقد البنّاء وراغبًا في تطوير الكتاب وزيادة مادّته العلميّة، واصل حبّابه البحث جامعًا المزيد من المعلومات والأسماء، مستعينًا بالمقابلات الشخصيّة والمراسلات الورقيّة والإلكترونيّة، ومستفيدًا من الملاحظات، والآراء ليهيّئ كتابًا جديدًا أوسع وأشمل حمل عنوان «الأصول والفروع»، سلّمه للمديريّة العامّة للثقافة والفنون السريانيّة، فأخذ طريقه إلى الإعداد والتصميم منتظرًا دوره في الطبع. لكن الأستاذ بهنام حبّابه غادر عالمنا في 13 آب 2024 قبل أن يبصر كتابه النور.

ولعلّ ما أورده في مقدّمة هذا الكتاب خير ما يعبّر عن تعلّقه بمدينته الموصل ورغبته الجامحة في العودة غليها يوما ما عقب أن غادرها مضطرًّا، كسائر مسيحيّي الموصل، عقب ما شهدته من أحداثٍ مؤسفة بعيد 2003، لاسيّما الاحتلال الداعشيّ عام 2014.

يقول حبّابه في مقدّمة كتاب «الأصول والفروع»: «يوم بدأت في إعداد هذا الكتاب، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الأحداث الأليمة، غادر من أولئك النازحين عدد غير يسير مهاجرين إلى أقطار العالم المختلفة من أوربا إلى الأمريكتين وصولاً إلى أستراليا، فضلاً عن أعدادٍ أخرى ما زالت تنتظر في الأردن ولبنان وتركيا. وهكذا تفرقوا أيدي سبأ، بعد أن كان لهم في الموصل، وكذلك في بلدات سهل نينوى، شأن ومقام وفضل وخير ورزق وفير بفضل التجارة والزراعة والأعمال الحرة. واليوم بعد تسع سنوات على النزوح وخمسٍ على التحرير، عاد قسم منهم إلى بعض قرى وبلدات سهل نينوى وما زالت الموصل تشتاق إلى أصحابها المسيحيّين، الذين لم يعد منهم إلا عدد قليل من الأسَر.

 

وقد يسأل سائل ما الجدوى من تدوين أسماء العائلات المسيحية التي سكنت الموصل؟ فأقول إني أحبَبت أن أسجّل لها تاريخًا تذكره الأجيال المتعاقبة، مع مآثرها وأفضالها وأهميتها وشهرتها في مدينة الموصل. إنّ مئاتٍ ومئات من الأسر المسيحيّة سكنت الموصل على مدى القرون المتعاقبة، ثم غادرتها إثر العدوان الداعشيّ الهمجيّ الآثم، وخشية أن يكون رحيلها إلى غير رجعة، لذلك سجلت هذه الأسماء ودونتها في كتابي هذا الذي أسميته (الأصول والفروع)، ليبقى هذا الكتاب شاهدًا على الوجود المسيحيّ في المدينة عبر الأعوام والدهور، ينطق بمآثرهم: علماً وحضارة وتقدماً، وليعرف القاصي والداني أننا كنا هنا، وسنعود يوماً...».



















أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5746 ثانية