عشتارتيفي كوم- باس نيوز/
أعلن المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ودراسات الاستخبارات (ECCI)، في تقرير تحليلي جديد، أن العراق أصبح في مواجهة واحدة من أخطر وأعقد أشكال التهديد الأمني المرتبط بالإرهاب السيبراني، وسط ضعف الموارد، وانعدام الكفاءة، وغياب الخبرات المتخصصة في مجال الأمن السيبراني.
وقالت شهلا الهاشمي، عضو لجنة خبراء الأمن السيبراني في المركز، إن الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، قامت بنقل معاركها من الميدان إلى الفضاء الرقمي، حيث تنشط عبر منصات مثل ‹تلغرام› و‹تويتر› لبث الدعاية المتطرفة وتوجيه التعليمات لصناعة المتفجرات، بل واستخدام أدوات تقنية متطورة لإنتاج صور وفيديوهات مزيّفة.
وأكد التقرير أن هذه الجماعات تستغل الانقسام الطائفي، والظروف المعيشية الصعبة، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، لبث رسائل تحريضية داخل المجتمع العراقي.
وحذّرت الهاشمي من هشاشة الثقافة الرقمية لدى شريحة واسعة من شباب العراق، الأمر الذي يجعلهم عرضة بسهولة لاختراقات فكرية عبر الدعاية المتطرفة، في ظل غياب قوانين حديثة لتنظيم المحتوى الرقمي، وضعف المنظومة القانونية في تجريم التحريض والتهديد عبر الإنترنت.
وأشار التقرير كذلك إلى هشاشة بنية العراق الرقمية، التي سهّلت أمام الجماعات المتطرفة اختراق مواقع حكومية وتعطيل حسابات رسمية، لبث رسائل مشفّرة ودعائية.
وأوضح المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب ودراسات الاستخبارات في ختام تقريره أن «نجاح العراق في الحرب العسكرية ضد داعش لا يعني نهاية خطر التطرف، فالمعركة الرقمية لا تزال مفتوحة، وتتطلب من العراق تبني استراتيجية أمنية جديدة، إذ لا يمكن مجابهة هذا التهديد بأساليب أمنية تقليدية».