عشتارتيفي كوم- رووداو/
أكد رئيس أساقفة أبرشية أربيل للكلدانيين، سيادة المطران بشار وردة، أن مشاركة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، في مراسيم توديع البابا فرنسيس التي أقيمت في العاصمة الإيطالية روما، يمثل فخرا للمسيحيين في إقليم كوردستان والعراق، فضلا عن أنه يضع كوردستان على الخارطة العالمية.
وقال المطران وردة، لشبكة رووداو الإعلامية، يوم السبت (26 نيسان 2025)، إن "من اليوم بدأت أيام الحداد ولمدة 9 أيام، سيكون فيها هناك كل يوم قداس"، مشيرا إلى أنه "تم من الآن تحديد أسماء الكرادلة وأماكن الاحتفال بالقدس على نية البابا".
وأضاف، أن "خلال هذه الفترة دائماً جمعية الكرادلة ستكون في اجتماعات دورية لمناقشة الشؤون الكنسية. أين هي الكنيسة الآن؟ ما هي المسؤوليات والواجبات، التحديات، الصعوبات، القضايا، الأزمات، إن كانت العالمية أو إن كانت الكنسية التي تخوضها الكنيسة حالياً؟"، مؤكدا أن "هذه الحوارات مهمة جداً لما نسميه رسم شخصية المرحلة القادمة."
وأشار المطران وردة بشأن اختيار خليفة البابا، بالقول: "كما أكدت في أكثر من لقاء أنه لن يكون هناك أي عمليات ترشيح، ولن يكون هناك أسماء مطروحة، وما يطرح الآن في الإعلام هو عبارة عن توقعات ليس لها أي أساس"، مبينا أنه "دائماً في الكونكلافات السابقة هناك اسم لم يكن مطروحاً أبداً".
وتابع، أن "في 9 من شهر أيار يدخلون إلى ما نسميها الكونكلاف، وستكون هناك إجراءات أخرى تتسم بالسرية أو بالأحرى الخصوصية الكنسية، على اعتبار أنه ليس هناك ما هو سري، بقدر ما أنها خصوصية الانتخاب، لأن هذا الانتخاب هو تكليف أكثر من ما هو دعوة وموجه أولاً لخدمة الكنيسة بشكل أساسي."
ولفت المطران وردة، إلى أن "توقعات الجميع في خلال أقل من أسبوعين سيكون هناك بابا جديد، أي لن تطول العملية. هي عملية حداد مفروضة وموجودة لمدة 9 أيام"، مبينا أن "هذا تقليد قديم من الكتاب المقدس، من سفر أعمال الرسل، وبعدها تبدأ عملية الانتخاب، التي في الانتخابات السابقة لم تدُم ثلاثة إلى أربعة أيام، لأنه كما قلت: الحوارات التي تسبق كل هذه الأيام وفي هذه الأيام حتى تسبق الانتخابات سترسم شخصية المرحلة".
وبين، أن "شخصية المرحلة لا تعطي اسم، كما أن هذه الحوارات التي يساهم بها الكرادلة أنفسهم من خلال الخطب اللي يقدموها، كلٌ يطرح رؤيته واهتمامه وما يراه في وضع الكنيسة الحالي وكيف الكنيسة ستواصل هذه المسيرة."
وعن مشاركة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في توديع البابا، قال المطران وردة: "هذه المشاركة هي فخر لنا كمسيحيين في كوردستان وفي العراق أن يكون نيجيرفان بارزاني، رئيس الإقليم، متواجداً في هذا المحفل الدولي الذي فيه تُودع الإنسانية بابا لأكثر من مليار وأربعمائة مليون كاثوليكي حول العالم."
وأشار إلى العلاقة الخاصة التي جمعت البابا فرنسيس بقيادة إقليم كوردستان، قائلاً: "لا ننسى كانت هناك علاقة ودية خاصة جمعت البابا فرنسيس برئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، وأيضا الرئيس مسعود بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني"، مبينا أن "ربما هذه لأول مرة، أن في زيارة البابا للعراق كان هناك دائماً بروتوكولات زيارة البابا لأي مكان، وهو زار 68 دولة، عادة يلتقي كل السياسيين مرة واحدة في القصر الرئاسي ويوجه لهم خطاباً، وهذا ما حصل في بغداد."
وتابع المطران وردة: "لكن البابا والفاتيكان واعتزازاً بما قدمه إقليم كوردستان وحكومة الإقليم خاصة في رعاية المسيحيين وأكثر من مليون مهجر في 2014، وخاصة المسيحيين، كان لهم في هذه الزيارة بروتوكول استثنائي، إذ خُصص لقاء خاص في أربيل والتقى فيه بنيجيرفان بارزاني الذي استقبل البابا في المطار، ومسرور بارزاني الذي كان أيضاً على رأس المستقبلين، والرئيس مسعود بارزاني"، مؤكدا أن "هذا الاستثناء البروتوكولي يدل على عمق العلاقة واعتزاز الفاتيكان بهذه الصداقة الودية."
وختم، أن "مشاركة نيجيرفان بارزاني في هذا المحفل الدولي هو أيضاً وضع كوردستان على الخارطة العالمية. أنه نحن لسنا منعزلين ولسنا كياناً منعزلاً، بل نحن حاضرون في كل هذه المحافل وحاضرون بقوة وبما نحمله أيضاً من رسالة".
ووصل رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني مساء يوم الجمعة، إلى العاصمة الإيطالية روما للمشاركة في مراسم وداع بابا الفاتيكان التي بدأت يوم السبت.
والاثنين (21 نيسان 2025)، غيّب الموت في روما البابا فرنسيس، عن 88 عاما، على خلفية معاناته منذ أكثر من شهرين، من تداعيات التهاب رئوي حاد.
ويوم السبت، شهد روما تشييع جثمان البابا فرنسيس إلى مثواه الأخير في العاصمة الإيطالية، روما بحضور عدد كبير من قادة الدول، وبمشاركة رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني.
وودعت حشود من المسيحيين الكاثوليك وقادة العالم البابا فرنسيس، أثناء تشييع جثمانه من الفاتيكان إلى مثواه الأخير الذي اختاره بنفسه، في مقبرة بكنيسته المفضلة في روما.
وكانت السلطات توقعت حضور 200 ألف شخص للجنازة التي اقيمت في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وترأس قداسها الكاردينال الإيطالي جيوفاني باتيستا ري.
بحسب الفاتيكان أن 162 وفداً أكدوا حضورهم لمراسم الجنازة، منهم العشرات من رؤساء الدول والحكومات والعديد من الملوك الحاكمين.