فأجاب الملاك وقال للمرأتين : ( لا تخافا أنتما ، فإني أعلم إنكما تطلبان يسوع المصلوب . ليس هو ههنا ، لأنه قام كما قال ! هلما أنظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعاً فيه ) " مت 28: 5-6 " .
من المعلوم أن اإنجيل التي أقرهُ الكنيسة المقدسة كتب من قبل أربعة ، وهم ( متى – مرقس – لوقا – ويوحنا ) لكن طان هناك آناجيل ورسائل كثيرة لم تحتفظ بها الكنيسة القديمة كأجزاء رسمية في الكتب المقدسة لكثرتها ، ولِقلة أهميتها من الناحية اللاهوتية ، أو لوجود معلوماتها في الكتب المقررة ، لهذا سَمَّت الكنيسة تلك الكتابات بالمنحولة ، منها أناجيل ، ومنها رسائل . ومن تلك المصادر التي تحتفظ بها الكنيسة في مكتباتها ( إنجيل بطرس المنحول ) . الراجح كُتِبَ في مطلع القرن الثاني " قبل عام 130م في نظر بعض العلماء ، و150 في نظر البعض الآخر " . إذاً كاتب هذا الإنجيل ليس الرسول بطري الذي إستشهد عام 67م ، بل أحد من تلاميذهِ . عُثِرَ عليه سنة ( 1886 ) ، يتكون من 60 آية فقط ، بعضها تتناول موضوع دعوة يسوع ودفنه ، والقسم الكبير يتحدث عن القيامة ، سنذكر بعض المقتطفات منها من الاية ( 29 -49 ) .
1-إقامة الحراسةعلى القبر ( مت 27: 62-66 ) . الآية " 29 " من إنجيل بطرس تقول : ( خاف الشيوخ خوفاً شديداً فذهبوا إلى بيلاطس وسألوه قائلين . آية "30 " ( إعطنا جنداً لمراقبة قبره مدة ثلاث أيام ، لئلا يأخذهُ تلاميذه فيؤمن الشعب بأنه قام من بين الأموات ويسىء إلينا ) . آية " 31 " ( فأعطاهم بيلاطس قائد المئة " بطرونيوس " مع جند لحراسة القبر ، وذهب الشيوخ والكتبة معهم إلى القبر ) . آية "32" ( ودحرج قائد المئة والجند والذين كانوا هناك جراً كبيراً ووضعوه على باب القبر ) . آية " 33" ( ووضعوا عليه سبهة أختام ، ونصبوا هناك خيمة وحرسوا ) .
الإختلاف الذي نجدهُ في هذه الآية مع الأناجيل المقررة هو وجود سبع أختام وللرقم سبعة رمزيته . آية " 34 " ( ولما كان فجر يوم السبت وصل جمع من أورشليم وضواحيها ليروا القبر المختوم ) .
ظهور الله ( مت 28: 1-4 ) . الآية " 35" ( وفي الليلة التي بدأ فيها يوم الحد ، بينما كان الجند يتناوبون الحراسة إثنين إثنين ، جاء صوت عظيم من السماء ) . آيو "36" ( ورأوا السماوات تنفتح ورجلين متسربين بالنور ينزلان من السماء ويدنوان من القبر ) . آية " 37" ( وذلك الحجر الذي كان قد أُلقيَ على الباب ، تدحرج من تلقاء نفسهِ وإنتقل إلى جانب ، وإنفتح القبر ، فدخل الشابان ) . أما في إنجيل متى فيقول ، ملاك واحد نزل من السماء ودحرج الحجر وجلس عليه . بينما إنجيل يوحنا يتفق مع إنجيل بطرس بوجود ملاكين بحسب ألآية ( يو 12:20 ) .
الآية " 38 " ( لما رأى الجند ذلك ، أيقظوا قائد المئة والشيوخ فهؤلاء أيضاً كانوا يقومون بالحراسة ) . الآية " 39 " ( وبينما كانوا يروون ما رأوا ، إذا بثلاثة رجال يخرجون من القبر ، وكان إثنان منهم يسندان الثالث ، يتبعهم صليب ) . الآية "40 " ( وكان رأس الإثنين الأولين يرتفع إلأى السماء ، في حين أن رأس الذي كانا يقودانه باليد كان أعلى من السماوات ) . الآية " 41 " ( وسمعوا صوتاً آتياً من السموات يقول " هل بشَّرتَ الراقدين ؟ ) . الآية 42" ( فسمع جواب أتى من الصليب : " نعم " ) . الآية " 43 "( فعزم هؤلاء على الذهاب إلى بيلاطس ، ونقل كل شىء إليه ) المقصود هنا بهولاء هو الحراس الذين كانوا يحرسون القبر ( راجع مت 28 : 11-12 ) .
الآية " 44 " ( وبينما كانوا يفكرون ، رأوا السماء تنفتح مرة أخرى ، وشخصاً ينزل منها ويدخل القبر ) . الآية " 45 " ( لما رأى رجال حاشية قائد المئة ، أسرعوا ليلاً إلى بيلاطس ، تاركين القبر الذي كانوا يحرسونه ، ورووا بإضطراب شديد كل ما رأوه قائلين : " كان إبن الله حقاً " ) . الآية "46 " ( فأجاب بيلاطس : ( أنا برىء من دم إبن الله ، أنتم أردتم ذلك ) . الآية " 47 " ( فدنوا جميعاً وسألوه متوسلين إليه أن يأمر قائد المئة والجند بألا يقولوا لأحدٍ ما رأوه ) . الآية " 48" ( وأضافوا : ( خير لنا أن نكون مجرمين أمام الله بأكبر الخطايا ، من أن نقع في أيدي الشعب اليهودي ونرجم ) . الآية 49 " ( فأمر بيلاطس قائد المئة والجند بألا يقولوا شيئاً ) .
ختاماً نقول : حتى الآناجيل المنحولة تؤكد لنا حقيقة القيامة ، فلا يمكن أن تكون القيامة خدعة . في إنجيل متى ( 28: 1-15) يقول أن الزلزال أيضاً هو الذي يفتح القبر . وهناك آية رؤيوية الإسلوب توحي بها للحدث من مغزى كوني : فالقيامة هي إنتصار الله الأخير على الموت ، فيسقط أعداؤه ( كالأموات ) وهيئة ملاك الرب الذي يمثل حضور الله . وقد كشف للنساء الحاضرات ان يسوع المصلوب قد قام .. وها هو يتقدمكم إلى الجليل لترونهُ .
مجداً للقائم من بين الأموات
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"
المراجع
1-الكتاب المقدس
2-كتاب دراسة في الإنجيل كما رواه متى ، للاب إسطفان شربنتيه