عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/
في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء 1 كانون الثاني 2025، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الذي احتفل به المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمناسبة عيد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الجديدة 2025 ويوم السلام العالمي وعيد الملفانين مار باسيليوس ومار غريغوريوس، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس الأب سعيد مسّوح نائب مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة وقيّم الدير، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، وخدمه بعض الشمامسة الإكليريكيين من طلاب إكليريكية الشرفة، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "ودُعِيَ اسمه يسوع كما سمّاه الملاك قبل أن يُحبَل به في البطن"، توجّه المونسنيور حبيب مراد "أوّلاً بالمعايدة البنوية إلى غبطة أبينا البطريرك بمناسبة حلول السنة الجديدة 2025، سائلين الله أن يديمه بالصحّة والعافية، ويديم رعايته للكنيسة، لا سيّما في ظلّ الظروف الصعبة التي تعانيها بلادنا ومنطقتنا. ثمّ نهنّئ كلّ شخص منكم، الآباء الكهنة والشمامسة، وإخوتنا وأخواتنا الحاضرين بهذه المناسبة المقدسة، وجميع المؤمنين في كلّ مكان".
ونوّه إلى أنّه "في هذا الصباح المبارك، الذي هو بداية عام جديد، سنة 2025، أوّل أمر يتبادر إلى ذهننا هو أن نشكر الرب على هذه العطيّة الكبيرة، أنّه حفظنا سالمين إلى هذه اللحظة، وأعطانا سنة كاملة انقضت بحلوها ومراراتها الكثيرة، نشكر ربّنا عليها، ونطلب منه أن تكون عطيّة السنة الجديدة سنة خير وبركة ومحبّة وفرح وسلام".
ولفت إلى أنّه "مع بداية السنة الجديدة، رتّبت الكنيسة مناسبات أخرى في هذا اليوم، أوّلها وأهمّها عيد ختانة الرب يسوع حسب ناموس العهد القديم، حيث كان كلّ طفل يؤخَذ في اليوم الثامن بعد ميلاده ليُختَن في الهيكل. يسوع تمّم هذه الشريعة لأنّه يخضع دائماً للناموس والشريعة والقانون، كي يعلّمنا أن نكون دوماً خاضعين للقانون. وعندما اختُتِن يسوع، دُعِيَ بهذا الاسم الذي أعلنه الملاك عندما بشّر العذراء بالحبل الإلهي، بقوله: يُدعى اسمه يسوع. وكذلك حين تكلّمنا عن وحي الله ليوسف، ذكرنا أيضاً أنّ هذا الملاك أعلن ليوسف: لا تخف أن تأخذ مريم، فهي حُبلى بابن... سَمِّهِ يسوع، وهو يخلّص شعبه من خطاياهم".
وأشار إلى أنّ "لهذه الختانة أهداف عدّة، فهي تأكيد على أنّ الرب لا يريد منّا الختانة بالحرف، بل يريد قلوبنا وإيماننا، كما ذكر مار بولس أيضاً في رسالته إلى أهل غلاطية. الأساس هو إيماننا وليس الحرف، الأساس أن يطهِّر الله قلوبنا. وهذه الختانة تثبت وتؤكّد أبوّة الله لنا، وبنوّتنا للآب السماوي، والعهد بين الله وبيننا، وتؤكّد أيضاً أهمّية الخضوع لله وإتمام إرادته".
وذكّر أنّ "يسوع لفظة سريانية آرامية تعني الله يخلّص، الله هو الخلاص، المخلّص. لذا رتّبت الكنيسة مع القديس البابا بولس السادس، اعتباراً من سنة 1967، أن يُسمَّى هذا اليوم يومَ السلام العالمي. وفيه يصدر قداسة البابا رسالة عن السلام، يشدّد فيها على أهمّية السلام، وقد تمّ اختيار هذا اليوم بالذات، يوم رأس السنة، كي نبدأ سنتنا بالسلام، ونبدأها مع الرب يسوع الذي هو سلامنا. أمّا اليوم، فهو اليوم العالمي الثامن والخمسين للسلام، فقد وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالته بهذه المناسبة، وجاءت بعنوان "أَعْفِنا ممَّا علينا، وامنحنا سلامك"، وفيها يدعو قداسته كي تكون سنةً ينمو فيها السلام الحقيقي والدائم، والذي يمنحه الله".
وتناول "مناسبة رابعة رتَّبَتْها الكنيسة في هذا اليوم، هي عيد الآباء القديسين الملافنة، ولا سيّما اثنان منهم تخصّص لهم عيدهم في هذا اليوم، هما مار باسيليوس ومار غريغوريوس، واللذين كانا أخوين، ومن علماء اللاهوت الكبار، ومن مثبّتي الإيمان في القرن الرابع. نطلب صلاتهما كي يبارك الرب إيماننا وينيره دوماً بنور الحقّ والمحبّة، هذا النور الذي يشعّ سلاماً، سلاماً مع الله، سلاماً مع ذواتنا، وسلاماً مع بعضنا البعض ومع الآخرين".
وختم موعظته رافعاً "الصلاة إلى الله على هذه النيّة، كي يجعل هذه السنة سنة سلام في لبنان والشرق والعالم، حتّى تكون زمن تمجيد لاسمه القدوس، كما أنشد الملائكة في بيت لحم: المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر، خاصّةً وأنّ هذه السنة هي أيضاً سنة يوبيل الرجاء، الذي أعلنه قداسة البابا فرنسيس، وفيه نرجو أن يثبّتنا الرب في إيماننا به أكثر فأكثر، ويمنحنا الخلاص".
وبعد البركة الختامية، التقى غبطة أبينا البطريرك بالمؤمنين الذين قدّموا له التهاني بحلول العام الجديد، مع التمنّيات أن يكون عام صحّة وعافية وخير وبركة وسلام وأمان واستقرار وفرح في لبنان والشرق والعالم.