مشاركون في المسيرة النسائية الوطنية خارج البيت الأبيض قبل أيام من انتخابات 2024 الرئاسية (رويترز)
عشتارتيفي كوم- اندبندنت/
زوي بيتي، الاثنين 18 نوفمبر
حركة "اللاءات الأربعة" هي حراك نسوي بدأ في كوريا الجنوبية ويدعو النساء لرفض الجنس والزواج والإنجاب من الرجال. وانتشر الحراك عالمياً واكتسب زخماً بعد فوز ترمب.
في ولاية ميسوري وبعد ساعات من إعلان دونالد ترمب فوزه بالانتخابات الأميركية خلال وقت سابق من الأسبوع الماضي، حملت آشلي بولارد هاتفها لتصور فيديو. وهي على وشك أن تسر للكاميرا بكلام لم تبح به علناً من قبل، كما تقول، وقد كتبت على المنشور الذي حملته على منصة "تيك توك" عبارة "لا مزيد".
في مطلع الشهر الجاري، أعلنت بولارد البالغة من العمر 36 سنة إلى جانب آلاف السيدات الأخريات، عن قرار اتخذته منذ عامين بالانضمام إلى حركة نسوية راديكالية اكتسحت كوريا الجنوبية فجأة وبدأت بالانتشار في الولايات المتحدة.
وسميت الحركة "فور بي" أو اللاءات الأربعة [بي باللغة الكورية تعني كلا]، وهي حركة احتجاجية، إذ تتعهد النساء بموجبها بـ"أربع لاءات" لرفض ممارسة الجنس مع الرجال أو مواعدتهم أو الزواج بهم أو إنجاب أطفال من صلبهم.
بداية، قررت بولارد الانضمام إلى الحركة سراً. لكنها اختارت الآن "التعبير بصورة صاخبة أكثر" عن قرارها كما تقول بكل عزم، مضيفة "أنا أؤيد هذه الحركة بصورة كاملة وأرغب أن تشاركنني جميعاً في ذلك".
حصد الفيديو الذي نشرته على "تيك توك" أكثر من 2.5 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة أو أكثر قليلاً. وكتب عليه ما يزيد على 4 آلاف تعليق ونال إعجال الآلاف. وفي حديث لي تقول بولارد "أنا في دوامة حالياً". هذه أول مرة ينتشر فيديو لها بهذه الصورة، ومن المنطقي جداً أن تشعر هكذا.
خلال الأيام القليلة الماضية، تصدرت حركة "اللاءات الأربعة" العناوين حول العالم بعد قيام آلاف النساء بتصريحات مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وانطلقت هذه الحركة من كوريا الجنوبية خلال أواخر العقد الثاني من القرن الـ21 في ظل انتشار انعدام المبالاة والرفض السياسي لتجارب النساء في بلد يسجل بعض أعلى معدلات ممارسات العنف ضد المرأة في العالم. وفي الولايات المتحدة، لاقى إقبال النساء على الحركة استخفافاً وسط اعتبار من ينضم إليها نساء "ناقمات... وينتقمن"، لكن النساء مثل بولارد يقلن إنهن غير قادرات على تحمل مزيد، بكل بساطة.
وتقول بولارد "لا علاقة لهذا الموضوع بما يقولونه من قبيل ’لقد خسرتم الانتخابات، فلتنتحبوا لخسارتكم‘. بل ما يغيظنا هو مجرد حصول الانتخابات [بهذه الطريقة]. نشعر بالاستياء لأن النساء سيكن دائماً محط الانتقاد مهما حصل، لكن في هذه الأثناء سيتسنى لمغتصب أن يترأس البلاد. لسنا غاضبات لأننا حزينات على الخسارة ونسعى إلى الانتقام، بل غاضبات لأن الرجال يكرهوننا. وعلينا التوقف عن التصرف كما لو أنهم لا يفعلون".
"إنها حرب على النساء" كما صرحت بيلي آيليش تزامناً مع بولارد تقريباً. ووافقتها كثيرات الرأي. ولم يكن موضوع النوع الاجتماعي محورياً إلى هذه الدرجة في أي انتخابات قبلاً. وفي النهاية، قالت صناديق الاقتراع إن الذكورية -أو الخوف من نجاح امرأة وبخاصة امرأة سوداء، بالطعن فيها- هي التي انتصرت.
عدت النساء الليبراليات نتائج الانتخابات تأييداً للعنف الجنسي بعد عملية انتخاب بدت أقرب إلى استفتاء على حقهن في الإجهاض بأمان وسلامة، وقد شعرن بهذه الخسارة حتى النخاع. وتقول كثيرات إن حركة "فور بي-اللاءات الأربعة" طريقة لاستعادة زمام الأمور بعض الشيء والقتال.
وتستطرد "أريد للنساء أن يعلمن أنهن غير مضطرات للاكتراث في شأن الرجال. لستن مضطرات للاعتقاد بأنكن سمينات. لستن مضطرات لتصديق ذلك. لستن مرغمات أن تصبحن أمهات، ولستن مجبرات على البقاء في ذلك الزواج".
لكن من الواضح أن الأمر ليس بهذه البساطة. ربما كانت الفجوة بين الجنسين –بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي- واضحة وضوح الشمس في استطلاعات الرأي، لكن التفاصيل مروعة حقاً. ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس"، صوتت 53 في المئة من النساء البيض لمصلحة دونالد ترمب. وبين الرجال الذين تراوح أعمارهن ما بين 18 و44 سنة صوت 52 في المئة للجمهوريين، ويرتفع هذا الرقم إلى 56 في المئة في أوساط الناخبين بعمر الـ45 فما فوق. وفي المقابل، انتخب 92 في المئة من النساء السود هاريس إضافة إلى 80 في المئة من الرجال السود.
إن ما حصل في هذه الانتخابات هو معضلة متعددة الأوجه لا يمكن حلها عبر حركة واحدة مثالية تركز على النوع الاجتماعي. ومع ذلك، لحركة "اللاءات الأربعة" القدرة على الاستمرار، تماماً كحملة "أنا أيضاً" [مي تو] غير المسبوقة.
ويعتقد بعض بأن انخفاض معدل الخصوبة -وهو أمر يثير انتباه الحكومة القلقة- مرتبط جزئياً بحركة اللاءات الأربعة. فهل تعتقد بولارد أنه من الممكن أن تكتسب زخماً في الولايات المتحدة وما بعدها؟
وتجيب "لا أعتقد أنها ستخلف تداعيات واضحة وكبيرة بهذه الصورة. وحتى عندها، لا أعتقد أننا سنتمكن بطريقة ملموسة أن نربط التداعيات بشيء كهذا".
وتختم قائلة "لكنني أرى أنها فرصة كي يقال للرجال إننا لن نتحمل أكثر من هذا. وفرصة للنساء كي يعلمن أنه لا بأس في ذلك. يمكنك أن توصدي هذا الباب. هذا ما فعلته أنا".