قداسة البـطريرك مار آوا الثالث يُحيي الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة “جينجياو” في الصين      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل معالي وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السيد رائد الصالح      غبطة البطريرك يونان يلتقي فخامة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية، روما      البطريرك ساكو يشارك في الندوة العلمية الموسومة (الاب يوسف حبي)، الإنسان والمفكر      فرنسا: مجلس الشيوخ يطالب بحماية المسيحيين واللاجئين بعد تصاعد الهجمات      دياربكرلي لقناة عشتار: إعلان قداسة المطران مالويان تكريم لتضحيات مسيحيي الشرق في بدايات القرن العشرين      ندوة بمناسبة مرور 60 عامًا على وثيقة الحوار الديني "في عصرنا"      وفد ألماني رفيع يزور كوردستان ويشيد بـ الأمن والتعايش في الإقليم      غبطة البطريرك يونان يلتقي قداسة البابا لاون الرابع عشر على هامش مشاركته في احتفال إعلان قداسة سبعة قديسين جدد -الفاتيكان      اقامة صلاة التشمشت في دير مار دانيال الناسك – سهل نينوى، الأحد 19 تشرين الاول 2025      نيجيرفان بارزاني يرحب بتعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق      العراق يوافق على تمديد اتفاقية تصدير النفط إلى الأردن      الرئاسة التركية تقرر تمديد بقاء قواتها في العراق      إلى بلد "مجهول".. واشنطن تعتمد وجهة جديدة لترحيل المهاجرين      إصابة لاعب ريال مدريد بجلطة دماغية      دراسة تحذر: تناول اللحوم المصنعة أسبوعيا يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي      البابا لاون: الشعب الأرمني شاهد لإيمان راسخ كالصخر      علماء آثار يكتشفون أرضية فسيفسائية من القرن الخامس تحمل نقشاً باليونانية في قلعة أورهوي (الرها)      صادرات نفط كوردستان تتجاوز الـ 200 ألف برميل يوميا      الأنواء الجوية: أمطار رعدية بدءاً من الثلاثاء وارتفاع في درجات الحرارة
| مشاهدات : 2049 | مشاركات: 0 | 2024-12-22 13:17:54 |

من كتابي "ومرت السنوات على عجالة"

نبيل يونس دمان

(١)

ولدت في القوش- محلة أودو خريف عام 1951 أيام عيد مار ميخا النوهدري شفيع البلدة، وكانت القابلة المشرفة على ولادتي المرحومة منّه اخت ججو سرّه. كان البيت الذي ولدت فيه قبواً مظلماً، فيه شباك صغير واحد يؤدي الى غرفة داخلية مظلمة تماماً، ليس فيها كوة او شباك، وهناك غرفة أصغر كثيرا في الداخل ايضاً، كان يحفظ فيها الحنطة او الخردوات او الذهب، وكانت الغرفة الاولى أهم الغرف، وفيها السكن والنوم والحركة، وفيها تخت كبير لنفرين وسرير خشبي مشبك صغير لي صنعه والدي النجار، وأمام الغرفة يقع الحوش الذي فيه على الجهة اليمنى اداة الطبخ( پايه) وبعد ذلك حل محلها او جاورها المسخن( بريموس) ذو الصوت المدوي، وعلى الجانب الأيسر كان يوجد خزان حجري( جرن) على شكل متوازي مستطيلات، وفيه فتحة دائرية نحو الاعلى وعليها غطاء حجري( كْسايه) يخزن في هذا الحوض الماء فيحتفظ بنقائه وبرودته خصوصاً في الصيف، وعلى مسافة وعلى اليسار ايضا يوجد التنور الطيني الذي ينتج الخبز الحار، وهو ايضاً ملتقى شعبي لنساء المحلة، يتبادلون الأخبار ويرون الاحاديث المختلفة، ومن الجهة الاخرى يوجد سرداب( بيكاري) يستخدم مأوى للحيوانات الداجنة، وفي مدخل البيت من الجهة الأخرى للتنور يوجد بيت العم أيليا ساكا دمان، وفوقه غرفة لبيت العم عبد المسيح عيسى دمان. وفاتني ان اقول ان فوق بيتنا غرفتين متداخلتين للعم هرمز يوسف دمان، وفوقها سطع عال مشترك لجميعنا، يا له من سطح بارد في الصيف، حيث تهب عليه انسام هواء منعشة، واحيانا تكون شديدة تكاد تقلع افرشتنا من مكانها، ويشرف ذلك السطح على بيوت أقل ارتفاعا، والى شماله بيوت اكثر ارتفاعا.
يروي الاهل عن محاولة ابن العم حك مت(حكّو) ايليا رفعي الى الاعلى كنوع من المداعبة، لكنه لم يستلمني فسقطت خلفه على مفرشة العجين (خوانه) فصار حكمت يبكي بمرارة ويقول" لقد قتلت نبيل! " ولكن حمداً لله خرجت من تلك الحادثة بسلام. وانا في طفولتي المبكرة جداً( كݒلتا) كان الاهل يأخذونني معهم الى بيت عمتي حبوبة خلف كنيسة مار ميخا، فيغطونني بغطاء ملون زاهٍ، ولا يقبلون اي كان ان يشاهدني او يقبلني، وفي احدى المرات وهم امام بيت العم حنا رزوقي تقدمت زوجته( مكو رئيس) بإصرار ورفعت الغطاء من رأسي لتقبلني وتقول" ما شاء الله، انتم على حق بتغطيته من أعين الحساد، ابقوه هكذا والله يحفظه" كانت تلك تقاليد الماضي البعيد بعكس اليوم حيث يوضع في عربة تدفع بين الجمهور بشكل اعتيادي، وكنت في صغري مدللاً وعنيداً فكنت أرفض لقمة الخبز مراراً بالزعم بأن من أعدها غير متمكن فتتناوب امي وودي وحليمة حتى اقتنع، وعند خلودي للنوم في المهد ارفض طريقة وضع الغطاء على جسمي( اللحاف) فيتناوبن النسوة ذلك وانا ارفض وابكي، حتى مجيء ابنة العم نعمي ايليا فأرتاح الى طريقتها وأخلد للنوم، كانت جدتي تصر ان اتناول طعامي مع عمي كامل، وفي احدى المرات رفض وهم أصروا فرمى صحن الاكل( قروانة) بعصبية امام البيت وبقينا بدون غداء ذلك اليوم. بعد مضي 28 عاماً على ولادتي استطعت ان أعرف يوم ميلادي من القس هرمز صليوا صنا، بمناسبة إقبالي على الزواج وكان ذلك يوم 13- 11- 1951. أمام بيتنا كان هناك قنطرة( قمطار) والى الشمال منها بمسافة قصيرة هناك قنطرة اخرى لبيت جدي كوريال اسطيفو أودو، وكانت تلك اماكن او ملتقيات لمجالس شعبية مهمة في ذلك الزمان.
كان مثلي في الحياة التي انا مقبل عليها: عمي المعلم كامل ياقو دمان وكانت الوظيفة اهم شيء آنذاك، لذلك تعلمت الدروس الاولى على يد هذا العم الجليل، اتذكر في أعوام 1955، 1956 كنت أعترض طلبة المدرسة الابتدائية الاولى في مار ميخا لاتكلم معهم بالإنكليزية البسيطة وكان اندهاشهم كبيرا عندما اقول لهم" أي بي سي عيالا، كامل بابا يمي ..؟!!!) وكان يعرض كتابه لي هرمز يوسف بوكا لأقرأ فيه قائلاً" 1، 2، 3، 4،.. والى 10) ثم يسألني ما إسمك بالانكليزية وأجاوبه بالمطلوب، فيزداد اندهاشاً وانا امضي فرحا الى البيت لأروي كل ذلك الى امّي.
اصدقائي في المحلة كانوا: عابد سعيد شاجا، نونو جعفو قوجا، أبلحد كادو، سامي گولا، عادل طعان، ياقو طعان، حميد دمان، وآخرين أكبر سناً ومنهم: الياس جعفو قوجا، داود ابلحد حنوش، عزيز اودو، عزيز دمان، واخرين اصغر سنا منهم: منصور سعيد شاجا، متي ججو شاجا، كريم كادو. أتذكر حفل زواج عمي حبيب في بيتنا( في حدود 1956) وقد اشترت لي جدتي شمي من الموصل بدلة صوفية حمراء وفيها خطوط خضراء وأعجبني فيها اكثر رائحة النفتالين!! اتذكر عندما خرجت العروس من بيت اهلها( صادق هومو) وهي تجهش بالبكاء مرتدية الملابس الالقوشية الجميلة، ورأسها مغطى بمنديل خفيف زاهي الالوان، لقد كانت الطفلتان الاصغر مني: اختي سعاد وابنة عمتي سليمة جهوري تؤديان رقصة جميلة وفي يد كل واحدة طماطة لا زال المنظر وكأنه امامي الآن. وأذكر في نفس الفترة زواجاً اخراً في بيتنا في شخص ابن العم بحو ايليا دمان من الانسانة الاصيلة حليمة توما قلو. كان مطرب تلك الحفلات علي حسن( عليكو من قرية سريچكا) الأيزيدية.
يحدث اجتماع النساء عند التنور في عملية تحضير الخبز الطازج، كانت أمي وزوجة عمي تصطحباني معهن الى تنور الجيران، وفي احدى المرات كانت إحدى النساء حامل وإسمها وردكي التي أنجبت لاحقاً إبنتها البكر جورجيت، فقلت لها: ماذا تخبئين أمامك؟!! فقالت بسرعة: منزق الخبز( والمنزق يشبه نصف مخدة مدور في نهايته ومصنوع من عيدان الحصران الصلبة يبلل بالماء ويوضع فوقه خبز الرقاق الطازج وتدخل اليد الى منتصفه ثم يلصق الخبز داخل التنور الذي تستعر فيه الحرارة) فانطلت كذبة المنزق علي سنينا طويلة. كنت ألعب مع اقراني الصغار خلف مبنى ناحوم النبي( في قصيله) وجاء من دوكان عمي حبيب وجلب لي خبز حار مع علبة مربى كانت نادرة في ذلك الوقت، فجلست على صخرة اتناول ذلك الاكل اللذيذ، ويا لفرحتي ويا لغيرة اصدقائي عندما جلب لي أيضاً علبة اسطوانية فيها ثقوب، ما ان تقلبها حتى تسمع مواء قطة! ، كل اللعب التي تصلني في طفولتي كنت بعد الاستمتاع الكافي بها، افتحها لارى ما في داخلها فتعطب الى الابد، وتصيح علي جدتي قائلة( خرابه مال) بالكردية ومعناها مخرب بيته!. كانت الجدة ترافق عمي الطالب في الاعدادية الغربية بالموصل، وكلما تأتي الى القوش في العطل او المناسبات تجلب لنا خبز الموصل وكبابها الشهير وكذلك الحلويات، منها بقرة وصخلها مصنوعان من الحلوى، فأتلذذ بأكلها وكذلك تجلب لي الشوكولاته على شكل حلوى مغلفة باوراق زاهية.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7649 ثانية