بيان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) بمناسبة الذكرى 56 لمذبحة قرية صوريا      مسرور بارزاني لمجموعة من الشخصيات الآشورية الأمريكية: نؤكد التزامنا بصون حقوق مختلف المكونات       المجلس الشعبي يستقبل وفد اشوري قادم من امريكا      سيادة المطران اوشاكان كولكوليان رئيس طائفة الارمن الارثوذكس في العراق واقليم كوردستان يترأس قداسا بمناسبة عيد الصليب المقدس      المسيحيون في شمال العراق يوحّدون صفوفهم في مهرجان إيماني: "إيماننا أقوى من الاضطهاد"      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يحتفل بعيد اكتشاف الصليب المقدس والذكرى ال٢٥ لتأسيس كنيسة مار بولس في بنسيلفانيا      غبطة البطريرك يونان يبارك أطفال التعليم المسيحي في رعية أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو – كاليفورنيا      البطريرك ساكو يترأس قداس عيد الصليب للرعية الكلدانية في فيينا      أفتتاح معرض الأكلات الشعبية والأعمال اليدوية ضمن مهرجان عيد الصليب في شقلاوا      اليوم الخامس من مهرجان الصليب 2025 في عنكاوا      مساحات خضراء بمعايير أوروبية.. أربيل على خطى مدريد وباريس      ترامب يهدد بفرض حالة طوارئ وطنية في واشنطن      FDD تشكك في فعالية اللجنة العراقية المُكلّفة بالتحقيق في "تهريب النفط الإيراني بوثائق عراقية"      دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال      غوارديولا يشيد بلاعبيه.. ويحذر من "هذا الخطأ" أمام نابولي      "أسرار خفية" في الشاي الأخضر.. تغير قواعد الصحة والوزن      البابا لاوُن الرابع عشر: بصليبه أظهر لنا يسوع الوجه الحقيقي لله!      صراخ الأطفال يثير استجابة عاطفية فورية لدى الكبار!.. دراسة تفند الحالة      واشنطن تقلّص دعم الجيش العراقي وتعزّز مساعدات البيشمركة      رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا : الجماعات المتطرفة نسخة محدثة من "داعش" ونحتاج لضبط الخطاب الديني
| مشاهدات : 1529 | مشاركات: 0 | 2024-11-16 06:25:08 |

"في عناق اللحظة"

نشوان عزيز عمانوئيل

 

 
 
قصة قصيرة 
 
إهداء :
 
إلى التي وجدت الحرية في الانسلاخ من الخرائط، ولامست المعنى بين ألوان الغروب وسكون الحقول.
لرحلتكِ الأبدية، بلا وجهة، بلا قيود، وبكل الصفاء الذي تستحقينه.
إلى الشاعرة الأنيقة.... كولالة نوري 
.... صديقتي الأبدية 
 
 
 
في مساء خريفي خافت، جلست كولالة في مقهًى صغير قرب محطة قطار مهجورة، كأنها شبح يتأمل انعكاسه على زجاج نافذة عتيقة. بين يديها خريطة مهترئة، تتشابك عليها الخطوط كأوردة مشبّعة بحلم قديم: أن تعبر الولايات المتحدة كمن يفر من ذاته، بحثًا عن غدٍ لا يحمل ظل الأمس. كانت المدن المرسومة على الورق تبدو لها كوعود هاربة، كأبواب مفتوحة على الحرية، أو كأسرار تطل من وراء ستار كثيف.
 
مع أول خيوط الفجر، انطلقت على الطريق بلا وداع. 
وسيارتها تئن تحت وطأة الطريق المفتوح، بينما الهواء يلثم وجهها وكأنه يريد انتزاعها من ماضيها. كل ميل قطعته كان يشبه اقتلاع جذور من أرض أرهقتها. الطريق امتد أمامها كخط أزلي، بلا وجهة سوى تلك اللحظة ذاتها، تلك النشوة التي جعلتها تتوهم أن العالم صار ملكها أخيرًا.
 
لكن عند أحد المنعطفات الحادة، كأن القدر قرر اختبار يقينها. فقدت السيارة السيطرة، وانزلقت كطائر أصيب بجناحه. الزمن تجمّد، وتحوّلت الضوضاء إلى صمت مطبق، إلا من صوت خافت يشبه ارتعاش الضوء في بركة مظلمة. حين أفاقت، وجدت نفسها ممددة على العشب، تنظر إلى السماء التي بدت شاسعة أكثر من أي وقت مضى، وكأنها ترحب بها.
 
ابتسمت كولالة؛ لم يكن ذلك الشعور بالخوف أو الألم، بل كان أشبه بانكشاف سرٍّ خفيّ، كأن الكون أخيرًا همس لها بمعناه. أدركت فجأة أن كل المدن التي سعت إليها، وكل الطرق التي رسمتها على الورق، لم تكن إلا وهمًا. السلام الذي حلمت به طويلاً لم يكن في وجهة، بل في لحظة واحدة خالية من كل شيء عدا وجودها.
 
لامست الأرض بيدها، شعرت بحرارة الحياة تتدفق من خلالها، كأن التراب أراد أن يخبرها أن كل خطوة مشتها قادتها إلى هنا. رفعت عينيها إلى السماء التي انسكبت ألوانها كأغنية صامتة. لم يكن الغروب بالنسبة لها نهاية، بل بداية جديدة لم تطلبها.
 
وقفت بهدوء، ألقت بالخريطة على العشب، وابتسمت. لم تعد بحاجة إلى خطوط تحدد مسارها. عادت إلى الطريق، لكن هذه المرة بلا عجلة، بلا خوف، بلا أي شيء سوى يقين عميق أن الرحلة ليست في الأماكن التي نصل إليها، بل في تلك اللحظات التي نعانق فيها الحياة بكل تناقضاتها: جمالها وصخبها، ثقلها وخفتها، وفي النهاية، سلامها العميق الذي يتسلل إلينا عندما نتوقف عن الركض.
 









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 1.1000 ثانية