الادباء السريان ... وحضور متميز في مهرجان الجواهري      قداسة البطريرك مار آوا الثالث، يلتقي باكليروس، اللجان الخدمية، الإدارية والتعليمية لرعيات الكنائس في سيدني      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية صوركا      غبطة البطريرك يونان يستقبل سعادة سفير العراق لدى إيطاليا الدكتور سيوان البارزاني، روما      ‎قداسة البطريرك افرام الثاني يستقبل سعادة القائم بأعمال السفارة النمساوية في سورية في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهمته في سورية      المطران يلدو يحتفل بتذكار مار بثيون في كنيسته ببغداد      قداسة البطريرك افرام الثاني يستقبل رئيس منظمة إغاثة مسيحيي الشرق      مصدر مسؤول: المسيحيون المقيمون بلبنان بأمان والسفارة العراقية تتابع أوضاعهم      رسول الفاتيكان يكشف عن آلاف المسيحيين في اليمن ومصيرهم بعد الحرب      غبطة البطريرك يونان يلتقي الآباء الكهنة والراهبات الذين يخدمون أو يدرسون في روما      تقنية ثورية لإزالة أورام الدماغ من خلال حاجب المريض      تحركات بيلينغهام تكشف سر تحوله من هداف ريال مدريد لعبء على الفريق      ابتكار جديد.. تخزين البيانات في الحمض النووي      كلمة البابا فرنسيس في ختام الجمعية العامة لسينودس الأساقفة حول السينودسية      الديمقراطي الكوردستاني: ليس لدينا "فيتو" على أي شخص أو جهة في تشكيل الحكومة المقبلة لإقليم كوردستان      الدنمارك والسويد تمنعان زواج أولاد الأعمام والأخوال      ارتفاع حالات "تسمم الهامبرغر" في ولايات أميركية      موازنة العراق تحت الضغط.. تأثير الدَّين على الرواتب وبرامج الحكومة      دولة مهددة بكارثة بسبب ارتفاع درجة الحرارة      برباعية ساحقة.. برشلونة يلحق الهزيمة الأولى بريال مدريد منذ 13 شهرا
| مشاهدات : 459 | مشاركات: 0 | 2024-10-26 06:22:27 |

قصة قصيرة جدا على حافة اللاشيء

نشوان عزيز عمانوئيل

 

 
 
فتحت عيني ببطء، لأجد نفسي ممددًا في غرفة بيضاء وسرير يشبه أحلامي التي لاتعني شيئاً ، الطبيبان على يساري، يبدوان وكأنهما جزء من لوحة فنية سيئة الرسم، مجرد خطوط ملونة بلا معنى. نظرت إلى الجدار المقابل، كان مغطى بمعادلات رياضية تطير كفراشات منسية. لحظة واحدة... هذا ليس الواقع. لكن، من قال إن الواقع موجود أصلًا؟ أغمضت عيني مرة أخرى، علّني أعود إلى اللاوجود. ذلك المكان الرائع، حيث لا شيء يعني شيئًا.
 
في سري، قلت بصوت لم يسمعه أحد: 
Fu** me 
"ليس مرة أخرى!" لم أكن بحاجة لأن يسمعني أحد، فالأنابيب التي تملأ جسدي كانت كافية لإخراسي. هل هو السبت؟ الأحد؟ سألت الممرضة، فجاء الرد: "الأربعاء." الأربعاء؟ مضحك. الأيام هنا ليست سوى أسماء مجردة، لا تختلف عن تلك المعادلات المتطايرة على الجدران. أردت أن أضحك، لكن جسدي كان منهكًا، مثقلًا بعبء الحياة التي لم أطلبها.
 
بدأت أفكر. كيف جئت إلى هنا؟ ومن أتى بي؟ الأهم، ما الذي يعرفونه عني؟ هذه ليست المرة الأولى التي يحاولون فيها حبسي هنا. لكن هذه المرة، الأمور أكثر تعقيدًا. كنت عاريًا، بلا متعلقات، بلا هوية، بلا حذاء حتى.
 الثلج في الخارج ينتظرني كعقاب صامت. لكن لا يهم. كل ما أحتاجه هو الوقت. سأتحسن جسديًا، سأنفي عن نفسي التهم، سأقنعهم أنني طبيعي تمامًا، أو على الأقل طبيعي بما يكفي ليتركوني أخرج.
 
الأيام تمر، وأنا أحاول التوازن على حافة اللامعنى. كان جسدي يتعافى ببطء، لكن نفسيتي؟ لا أحد يسأل عن ذلك. ربما لأنهم يعلمون أنها ليست موجودة أصلًا. كانوا يريدونني أن أكون مستقرًا، أن أبدو طبيعيًا. ففعلت ما يطلبونه. ابتسمت عندما يجب أن أبتسم، ولمحت ببعض التفاؤل الزائف في نظراتي. كل ذلك كان جزءًا من خطتي. كنت بحاجة إلى الخروج. ليس لأن الحياة تنتظرني بالخارج، بل لأنني أردت أن أكون في مكان آخر، أي مكان آخر.
 
مر الوقت ، وبدأت أستعيد قوتي. كانوا يراقبونني، لكنهم لم يروا شيئًا. كانوا يتوقعون أن أنفجر، أن أظهر لهم أنني محطم، لكنني لم أفعل. كنت هادئًا كالموت، باردًا كالجليد الذي ينتظرني في الخارج. ثم جاء اليوم. وقفت أخيرًا، أرتدي جوارب المستشفى، وأتخيل نفسي أخطو على الثلج. كانت خطواتي الأولى نحو الحرية، أو نحو العبث ذاته.
 
الآن، بعد عدة أسابيع ، أكتب هذه السطور. ولا شيء تغير. الذكريات هي مجرد شريط ملون، لا طعم له ولا رائحة. بيني وبين تلك اللحظات، هاوية من اللاشيء. كل ما أعرفه هو أنني كنت هناك، ثم لم أكن. كانت تلك أجمل لحظة في حياتي، أو ربما أكثرها عبثًا.
 









أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6501 ثانية