عشتارتيفي كوم- زاكروس/
تبادل الحزبان الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين، الاتهامات بشأن الانسحاب من افغانستان، وتداعيات ذلك على البلد الأسيوي، بعد أن أدى الانسحاب إلى عودة قوية لحركة طالبان وسيطرتها على مفاصل الحكم، في نهاية صيف 2021
في البداية أصدر الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي، أمس الأحد، تقريراً لاذعاً بشأن تحقيقهم في الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وألقوا باللوم في النهاية الكارثية لأطول حرب أمريكية على إدارة الرئيس جو بايدن.
كما قلل التقرير من دور الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان قد وقع على اتفاق الانسحاب مع طالبان.
وركز التقرير الجمهوري على الأشهر الأخيرة مما وصفها إخفاقات عسكرية ومدنية، بعد اتفاق الانسحاب الذي أبرمه ترامب في شباط 2020، والذي سمح لحركة طالبان التي تراها واشنطن أحدى أكبر الحركات الأصولية المعادية لها، باجتياح جميع أنحاء البلاد حتى قبل مغادرة آخر المسؤولين الأمريكيين في 30 آب 2021.
وأشار التقرير إلى أن الخروج "الفوضوي" خلف وراءه العديد من المواطنين الأمريكيين وحلفاء ونشطاء وغيرهم المعرضين للخطر من حركة طالبان.
وقال النائب الجمهوري مايكل ماكول، الذي قاد التحقيق بصفته رئيسًا للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن مراجعة حزبه تكشف أن إدارة بايدن "كانت لديها المعلومات والفرصة لاتخاذ الخطوات اللازمة للتخطيط للانهيار الحتمي للحكومة الأفغانية، حتى نتمكن من إجلاء الموظفين الأميركيين والمواطنين الأميركيين وحاملي البطاقة الخضراء وحلفائنا الأفغان الشجعان بأمان".
لكن تقرير الجمهوريين في مجلس النواب يتملص من الحديث عن دور ما قبل بايدن في قضية الأنسحاب، إذ سبق ولفتت التحقيقات والتحليلات السابقة إلى فشل منهجي امتد إلى الإدارات الرئاسية الأربع الأخيرة وخلصت إلى أن بايدن وترامب يتقاسمان اللوم الأكبر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، شارون يانغ، إن التقرير الجمهوري استند إلى "حقائق مختارة، وتوصيفات غير دقيقة، وتحيزات سابقة".
وأضافت يانغ في بيان أنه "بسبب الصفقة السيئة التي أبرمها الرئيس السابق ترامب مع طالبان للخروج من أفغانستان بحلول ايار 2021، ورث الرئيس بايدن موقفاً لا يمكن الدفاع عنه"، إما تصعيد الحرب الأمريكية ضد طالبان المعززة، أو إنهائها.
وقال الديمقراطيون في مجلس النواب في بيان إن التقرير الذي أعده زملاؤهم الجمهوريون تجاهل الحقائق حول دور ترامب.
أنهى الانسحاب انتشاراً أمريكياً دام ما يقرب من عقدين من الزمان من قبل القوات الأمريكية والقوات المتحالفة التي هدفت للقضاء على عناصر تنظيم القاعدة المسؤولين عن هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة التي كانت قد أنفقت ما يقرب من 20 عامًا مليارات الدولارات على بناء منظومة متحالفة معها.