صلب المسيح فسال الدمع مدراراً من الأحداقِ
تحلزّن على الوجنات الغضة وبللتِ الأعناقِ
لأن البكاء والنوح شيمة المحبين ساعة الفراق
تبعه يوحنا الحبيب والمجدلية من زقاقِ لرواقِ
وحزن العذراء مريم كان جللاً فاق كلّا الآفاقِ
إلى الجلجلة سار الجمعُ وراء الصليبِ بإشتياق
بين اللصين كان صليبك وأنت الخالق الخلاّق
طلبتَ يا أبتي إغفر لهم لأن دمي لأجلهم مراق
المسامير وإكليل الشوك إنه الألم الذي لا يطاق
بالحربة طعنَ جنبك فخرج الدم والماء الرقراق
سامحت من ضربك بالسوطٍ ومن إهانةِ البصاق
لأنك ملك الملوك وخالق الأكوان أيها العملاق
الحزن على ألامك لأجل الخطاة صعب لا يطاق
فديتنا طواعية ورضخت كشاة إلى الذبح تساق
فلولا الفداء الثمين لكانت حياتنا خالية بلا مذاقِ
صرخت صرخة مدوية فحل الظلام وبان النفاق
إنشقّ الهيكلِ فخافت الجموع وإشرأبت الأعناق
قالوا يقيناً أن الرجل كان إبن الله بحق وإستحقاق
كسوا جسدك بالأكفان ووضعوه في القبر بأغلاق
فقمت منتصراً كما تنبأت الأنبياء وتحقق المصداق
أيها الفادي أقمنا معك ومن نير الخطيئة بالإنعتاق
ولا تنظر إلى معاصينا لأنك أحببتنا من الأعماق
آثامنا كثيرة وذنوبنا عديدة لا يصلح معها الرتاق
لكنّ رحمتك غير محدودة لا تسعها كل الأوراق
العيش من غير رحمتك ضياع وليل بلا إشراق
ومن يظلّ طريقك يتيه في عمق دهاليز الأنفاق
قيامتك إنقذت المؤمنين ظلام الهاوية بلا تلاقِ
منصور سناطي – بمناسبة عيد القيامة 23 أذار2024