عشتارتيفي كوم- رووداو/
فجأة ومن دون سابق إنذار، تبادلت عشيرتان في قضاء الاصلاح بمحافظة ذي قار، جنوبي العراق، مساء الأحد (3 اذار 2024) اشتباكاً مسلحاً بالأسلحة الثقيلة، أسفر عن سقوط ضحايا، منهم مدير استخبارات المحافظة.
الخلاف الأزلي بين عشيرتي آل رميض وآل عمر، سببه التنافس على المناصب في الحكومة المحلية بالمحافظة، ورغم تدخل وفد من المرجعية الدينية من النجف لرأب الخلافات بينهما قبل مدة، الا أن النزاع اندلع مجدداً وبشكل أشد ضراوة.
ملف الصراعات القبلية جنوبي العراق، يعد من أبرز التحديات التي تواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى جانب ملف الخدمات، حيث يستمرّ تسجيل ضحايا في المحافظات الجنوبية والوسطى نتيجة النزاعات المسلحة، والتي تستدعي في غالبيتها تدخل القوات الأمنية لفضها.
مقتل مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار
وزارة الداخلية العراقية، أعلنت مقتل مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار، عزيز شلال جهل، خلال النزاع العشائري، مؤكدة في بيان لها أن "من ارتكب هذا العمل الإرهابي الإجرامي لن يفلت من العقاب وسيكون تحت طائلة القانون.
الداخلية، أشارت الى أن "قيادة شرطة محافظة ذي قار شرعت بعملية تفتيش واسعة ضمن محل الحادث وطوقت المكان بالكامل لإلقاء القبض على طرفي النزاع لينالوا جزاءهم العادل"، وفقاً للبيان.
اشتباك بالأسلحة الثقيلة
حول تفاصيل الحادث، قال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار، داخل عبد الحسين المشرفاوي، لشبكة رووداو الاعلامية، مساء الأحد (3 شباط 2024) إنه "وقبل نحو اسبوعين تفاءلنا خيراً بتوقف اطلاق النار في قضاء الاصلاح بين آل رميض وآل عمر، باعتبار أن وفداً من المرجعية الدينية تدخل في الأمر والامور كانت طيبة".
واستدرك المشرفاوي: "تفاجأنا قبل ساعات قليلة باندلاع الاشتباكات مجدداً واستشهاد مدير استخبارات مكافحة ارهاب محافظة ذي قار"، مردفاً أنه "ولحد الان لا نعرف الاسباب الحقيقية لاندلاع الاشتباكات بهذه الشراسة والعنف واستخدام السلاح الثقيل".
ونوّه المشرفاوي الى "حصول اطلاق النار بكثافة، ومن المؤكد ستكون هنالك ضحايا كثيرين سواء مقتولين أو مصابين"، واصفاً الأوضاع في قضاء الاصلاح بأنها "خارج السيطرة".
التنافس على المناصب
بالعودة الى أصل المشكلة، أوضح مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في ذي قار أنها "مشكلة قديمة بين الطرفين على مناصب ادارية تتعلق بالحكومة المحلية من جانب، ومن جانب اخر نزاع أزلي بين الطرفين"، مؤكداً "عدم وجود هدنة لحد الان، والاشتباكات مستمرة بينهما".
(183) نزاعاً مسلحاً في ذي قار
ولفت المشرفاوي الى أنه "وقبل اقل من شهر، عقد اجتماع بحضور مسؤول شؤون العشائر في ذي قار، وتشير الارقام الى حصول 183 نزاعاً عشائرياً في عموم ومختلف مناطق المحافظة خلال عام 2023".
ورأى المشرفاوي أن "ذي قار لم تكن هكذا، حيث كانت آمنة قياساً بمحافظتي ميسان والبصرة، لكننا أصبحنا أشد ضراوة من ميسان والبصرة".
المحافظ يتوعد
من جانبه، أصدر محافظ ذي قار مرتضى عبود الابراهيمي، بياناً، قال فيه: "تلقينا ببالغ الحزن والأسى الاحداث المؤسفة التي جرت هذه الليلة وما نتج عنها من إستشهاد احد خيرة الضباط في المحافظة (العميد عزيز شلال الشامي أبو ماهر) مدير استخبارات ذي قار".
وأضاف المحافظ: "منذ تلقينا هذا النبأ المؤسف تم الاتصال المباشر مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية، وقد أعرب سيادته عن امتعاضه الشديد من هذه الجريمة النكراء ووجّه بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحق المجرمين".
محافظ ذي قار، توعد "كحكومة محلية التزامنا التام بتطبيق القانون والوقوف مع الأجهزة الأمنية في أداء مهامها ولن نسمح أن تمر هذه الحادثة دون الوصول الى القتلة ليأخذوا جزائهم العادل"، مؤكداً أن "دم الشهيد (أبو ماهر) لن يذهب سدى حتى الاقتصاص من القتلة".
منذ عام 2003، يمثّل السلاح المنفلت تحدياً كبيراً أمام الحكومة التي تسعى إلى نزع السلاح من المواطنين والكيانات المسلحة، وحصره بيد الدولة عبر خطة تشمل جوانب إعلامية وقانونية وإدارية.
تزداد كمية الأسلحة لاسيما في محافظات الوسط والجنوب، وتزايد تكديسها في يد أفراد وجماعات مسلحة وعشائر بعد الاستحواذ على كميات كبيرة من سلاح الوحدات العسكرية منذ عام 2003 وخلال الحرب على تنظيم داعش، بجانب تجارة وتهريب السلاح عبر الحدود المفتوحة.
يعدّ العراق من أكثر بلدان الشرق الأوسط إنفاقاً على التسليح، وفقاً لتقارير سابقة؛ إذ خصص 18.7 مليار دولار للإنفاق العسكري عام 2021 فقط، ويشمل ذلك النفقات التشغيلية وتسليح الجيش وهيئة الحشد الشعبي وجهاز مكافحة الإرهاب ووزارة الداخلية بجميع مؤسساتها الأمنية.