نشيد جديد لجبل لبنان مستوحى من صلاة لمار أفرام السرياني       قداسة البطريرك مار افرام الثاني والوفد الهنغاري يتفقدون أعمال بناء المدرسة السورية الهنغارية الخاصة في باب شرقي      الكاردينال بارولين… زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى تركيا ولبنان رسالة رجاء في زمن مضطرب      البطريرك ساكو يصل اسطنبول للمشاركة في استقبال البابا لاون الرابع عشر      الاتحاد السرياني زار نقيب المحامين في بيروت مهنئا      غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يصل إلى مطار اسطنبول الدولي للمشاركة في زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى تركيا      البابا لاون: في نيقية رسالة وحدة للمسيحيين وفي لبنان رسالة سلام      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يلتقي معالي الوزير تريستان آزبي ووفد هنغاري      مسيحيون في جنوب لبنان يأملون أن تمنحهم زيارة البابا لاون السلام وقوة الصمود‭ ‬      قداسة البطريرك مار أفرام الثاني يستقبل وزير الهجرة السويدي و وزير التعاون التنموي الدولي والتجارة الخارجية في السويد      أليكس نعمان الملاكم الأسترالي من أصول آشورية يحقق لقباً جديداً      البابا لاوُن الرابع عشر يلتقي الرئيس التركي والسلطات وأعضاء السلك الدبلوماسي ويترأس في اسطنبول لقاء صلاة مع الأساقفة والكهنة      مبعوث ترامب يستلم التكليفات الرئاسية الخاصة بملف العراق      السفارة الأميركية ببغداد: مستعدون لدعم جهود حماية البنى التحتية الحيوية      فرنسا تعيد الخدمة العسكرية الطوعية.. وماكرون يلمح إلى "تجنيد إجباري" في حالة الحرب      ترامب: تعليق الهجرة بشكل دائم من جميع دول العالم الثالث      نمو سكان العالم 700%… فلماذا يتراجع في بعض الدول؟      وزير كهرباء كوردستان يحدد شرط عودة التيار خلال 48 ساعة ويتحدى مهاجمي "كورمور": مشروع "روناكي" لن يتوقف      FBI يحقق في دوافع مسلح أفغاني أطلق النار على جنديين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض      بابا الفاتيكان يصل تركيا في أول رحلة خارجية له
| مشاهدات : 666 | مشاركات: 0 | 2025-11-28 10:02:53 |

البابا لاوُن الرابع عشر يلتقي الرئيس التركي والسلطات وأعضاء السلك الدبلوماسي ويترأس في اسطنبول لقاء صلاة مع الأساقفة والكهنة

البابا لاوُن الرابع عشر يلتقي الرئيس التركي والسلطات وأعضاء السلك الدبلوماسي في تركيا ٢٧ تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٥ (AFP or licensors)

 

عشتارتيفي كوم- فاتيكان نيوز/

 

عقب الاستقبال الرسمي والزيارة الخاصة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان وزيارة ضريح كمال أتاتورك في أنقرة، التقى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، يوم الخميس 27  تشرين الثاني نوفمبر 2025،  في القصر الرئاسي في العاصمة التركية أنقرة رئيس البلاد وممثلي السلطات وأعضاء السلك الدبلوماسي. ووجه الأب الأقدس كلمة بدأها شاكرا الجميع على حسن الاستقبال معربا عن سعادته لبدء الزيارة الرسولية الأولى في حبريته في هذا البلد مشيرا إلى أن هذه الأرض ترتبط بشكل وثيق بأصول المسيحية وهي اليوم تدعو أبناء إبراهيم والبشرية بأسرها إلى أخوّة تعترف بالاختلافات وتثمنها.

توقف الأب الأقدس بعد ذلك عند الثراء الثقافي والفني والروحي لهذا البلد والذي يذكرنا بأنه حين تلتقي أجيال وتقاليد وأفكار مختلفة تتشكل حضارات كبيرة يلتحم فيها التقدم والحكمة في وحدة. وإن كان صحيحا ان تاريخ البشرية يتضمن قرونا من النزاعات وأن العالم حولنا تُزعزع استقراره طموحات واختيارات تدوس العدالة والسلام، إلا أنه وأمام التحديات فالكون شعبا بمثل هذا التاريخ العظيم هو في الوقت ذاته هبة ومسؤولية.

ثم عاد البابا إلى شعار زيارته حيث يظهر جسر مضيق الدردنيل، وقال إن هذه الصورة تُعبِّر بوضوح عن الدور الخاص لتركيا. وتحدث عن المكانة الهامة لهذا البلد في حاضر ومستقبل منطقة المتوسط والعالم بكامله وذلك بشكل خاص بفضل تثمين التنوع الداخلي. وأضاف البابا ان هذا الجسر وقبل أن يربط بين آسيا وأوروبا، بين الشرق والغرب، فإنه يربط تركيا بذاتها حيث يجمع مناطق البلاد المختلفة جاعلا منها تقاطع طرق. وأضاف أن أي بلد يصبح حيا مع التعددية لأن ما يجعله مجتمعا متحضرا هي الجسور التي تجمع بين سكانه.

هذا وأراد البابا لاوُن الرابع عشر التأكيد على رغبة المسيحيين في الإسهام بشكل إيجابي في وحدة هذا البلد، فهم يشعرون بأنفسهم جزءً من الهوية التركية التي ثمَّنها كثيرا البابا يوحنا الثالث والعشرون والذي تصفونه بالبابا التركي، قال الأب الأقدس، وذلك نظرا للصداقة العميقة التي ربطته بشعبكم. وذكَّر البابا هنا بعمل سلفه حين كان نائبا للاتين في اسطنبول وموفدا رسوليا في تركيا واليونان في الفترة من ١٩٣٥ حتى ١٩٤٥ كي لا يستبعد الكاثوليك أنفسهم من تطور الجمهورية التركية الجديدة. ثم ذكَّر البابا لاوُن الرابع عشر بثقافة اللقاء التي كان البابا فرنسيس يتحدث عنها كثيرا وذلك في مواجهة ما كان يصفها بعولمة اللامبالاة داعيا إلى الشعور بألم الآخرين والإصغاء إلى صرخة الفقراء وصرخة الأرض.

توقف البابا لاوُن الرابع عشر بعد ذلك عند أهمية العدالة والرحمة والعطف والتضامن واصفا إياها بمعايير حقيقية للتنمية. وأضاف أن في مجتمع للدين فيه دور مرئي مثل المجتمع التركي من الجوهري تكريم كرامة وحرية أبناء الله جميعا، فجميعنا أبناء الله، شدد الأب الأقدس مضيفا أن هذا له تبعات شخصية واجتماعية وسياسية. وتابع أن مَن يطيعون بقلوبهم مشيئة الله يعززون الخير العام واحترام الجميع، ووصف البابا هذا بتحدٍ يجب أن يشكل السياسات المحلية والعلاقات الدولية خاصة امام التطورات التكنولوجية التي يمكنها أن تزيد من الظلم بدلا من الإسهام في هزيمته. وأشار الأب الأقدس في هذا السياق إلى الذكاء الاصطناعي وتبعاته المحتملة داعيا إلى العمل معا على تغيير وجهة التطور وإصلاح الضرر الذي أصاب بالفعل وحدة عائلتنا البشرية.

ثم انطلق الأب الأقدس من هذا التعبير ليتحدث عن العائلة فأشار إلى أهميتها في المجتمع التركي وشدد على الحاجة الضرورية إلى مبادرات لدعم مركزية العائلة. ثم توقف عند الثقافة الفردانية وأكد أن فقط معا يمكننا أن نكون أنفسنا بالفعل، وأن فقط بالمحبة تتعمق حياتنا الداخلية وتتقوى هويتنا. وكرر البابا هنا الحديث عن أهمية العائلة وشدد مجددا على ضرورة دعم العائلة وأيضا دعم إسهام النساء في إزدهار الحياة الاجتماعية.

هذا وواصل قداسة البابا راجيا أن تكون تركيا مصدر استقرار وتقارب بين الشعوب في خدمة سلام عادل ودائم. ثم أكد أن قيام أربعة بابوات قبله بزيارة تركيا يعني أن الكرسي الرسولي لا فقط يحتفظ بعلاقات جيدة مع الجمهورية التركية بل ويرغب أيضا في التعاون في بناء عالم أفضل بإسهام هذا البلد. وشدد الأب الأقدس على حاجتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى أشخاص يعززون الحوار بإرادة قوية وصبر مثابر. وأشار قداسته إلى أننا نعيش حاليا حقبة تشهد ما وصفها البابا فرنسيس بحرب عالمية ثالثة مجزأة، وأشار إلى أن ما على المحك هو المستقبل مشيرا إلى سلب آليات التدمير الموارد والطاقة من التحديات التي على العائلة البشرية مواجهتها معا، وفي طليعتها السلام، مكافحة الجوع والفقر، الصحة، التعليم وحماية الخليقة.

ثم ختم البابا لاؤُن الرابع عشر مؤكدا رغبة الكرسي الرسولي بقوته، التي هي روحية وأخلاقية فقط، في التعاون مع جميع الأمم التي تهتم بالتنمية المتكاملة لكل شخص، وواصل داعيا إلى السير معا في الحقيقة والصداقة واثقين بتواضع في معونة الله.       

 

البابا يترأس في اسطنبول لقاء صلاة مع الأساقفة والكهنة والمكرسين والعاملين الرعويين

وصباح يوم الجمعة ٢٨ تشرين الثاني نوفمبر، ثاني أيام الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاوُن الرابع عشر، التي بدأت في تركيا والتي سينتقل منها إلى لبنان، ترأس قداسة البابا لقاء صلاة في كاتدرائية الروح القدس للاتين في اسطنبول مع الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والمكرسين والعاملين الرعويين. وفي بداية كلمته أعرب قداسته عن سعادته الكبيرة بكونه معهم ثم شكر الرب على أنه مكنه في زيارته الرسولية الأولى من زيارة هذه الأرض المقدسة التي هي تركيا، مكان التقى فيه تاريخ شعب إسرائيل مع المسيحية الناشئة وحيثما يتعانق العهدان القديم والجديد وحيثما كُتبت صفحات مجامع كثيرة.

تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن الجذور العميقة للإيمان الذي يوحدنا فعاد إلى طاعة ابينا إبراهيم لله وخروجه من أور الكلدانيين ثم بعدها من حاران في جنوب تركيا حاليا متوجها إلى أرض الميعاد (راجع تك ١٢، ١). وذكَّر البابا بعد ذلك بأن بعد موت يسوع وقيامته جاء تلاميذه أيضا إلى الأناضول، وفي أنطاكيا، التي كان أسقفها فيما بعد القديس إغناطيوس، أُطلق عليهم اسم المسيحيين للمرة الأولى (راجع رسل ١١، ٢٦). ومن هذه المدينة بدأ القديس بولس بعض زياراته الرسولية مؤسسا جماعات كثيرة. كما وأنه وعلى شواطئ شبه جزيرة الأناضول، في أفسس، قد سكن ومات يوحنا الإنجيلي حسب بعض المصادر القديمة.

أراد البابا لاوُن الرابع عشر التذكير أيضا بالماضي البيزنطي الكبير والاندفاع الإرسالي لكنيسة القسطنطينية وانتشار المسيحية في الشرق كله. وتابع قداسته أن اليوم لا تزال تعيش في تركيا جماعات مسيحية كثيرة من الطقس الشرقي مثل الأرمن والسريان والكلدان وأيضا من الطقس اللاتيني، هذا إلى جانب مواصلة البطريركية المسكونية كونها مرجعية سواء لمؤمنيها من اليونانيين أو لغيرهم من الطوائف الأرثوذكسية الأخرى.

ثم قال البابا للحضور أنهم هم أيضا قد وُلدوا من ثراء هذا التاريخ الطويل، واليوم هم الجماعة المدعوة إلى زرع بذرة الإيمان الذي نقله إلينا إبراهيم والرسل والآباء. وشدد البابا على أن التاريخ الذي سبقهم ليس مجرد شيء لتذكُّره ثم أرشفته في ماضٍ مجيد بينما ننظر باستسلام إلى أن الكنيسة الكاثوليكية قد أصبحت أصغر عددا، بل علينا التحلي بنظرة إنجيلية ينيرها الروح القدس، قال البابا. وتابع أننا حين ننظر بعينَي الله نكتشف أنه قد اختار حياة الصغر ليسكن بيننا، وهذا هو أسلوب الرب الذي علينا أن نشهد له. وذكَّر البابا بأن الأنبياء قد أعلنوا وعد الله متحدثين عن غصن صغير ينمو (راجع اشعيا ١١، ١)، وبأن يسوع قد مدح الصغار الذين أتوا إليه (راجع مرقس ١٠، ١٣-١٦)، كما وقد أكد أن ملكوت الله لا يأتي بلفت الأنظار (راجع لوقا ١٧، ٢٠-٢١) بل ينمو كما أصغر البذور التي غُرست في الأرض (راجع مرقس ٤، ٣١).

شدد قاسة البابا بالتالي على أن منطق الصغر هذا هو قوة الكنيسة الحقيقية، فقوتها ليست في الموارد والبنى، كما ولا تأتي ثمار رسالتها من الأعداد أو القوة الاقتصادية أو الأهمية الاجتماعية. فالكنيسة تعيش بنور الحَمَل ملتفة حوله وتُدفع على دروب الحياة بقوة الروح القدس. وهي مدعوة دائما مجدَّدا إلى الثقة في وعد الرب: لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير، فقد حَسُنَ لدى أَبيكم أَن يُنعِمَ عَليكُم بِالمَلَكوت (لوقا ١٢، ٣٢). وعاد الأب الأقدس هنا إلى كلمات البابا فرنسيس حين قال إنه ما من مستقبل لجماعة مسيحية لا ينهج فيها المؤمنون والكهنة والأساقفة طريق الصغر هذا.

وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن الكنيسة التي تعيش في تركيا هي جماعة صغيرة لكنها تظل خصبة مثل بذرة وخميرة الملكوت. وشجع قداسته الجميع على إنماء موقف روحي قوامه الثقة والرجاء ويتأسس على الإيمان والاتحاد بالله. وتحدث عن علامات رجاء وتضرع إلى الله طالبا نعمة أن نتعرف عليها وأن ننميها، كما وأن هناك علامات رجاء علينا نحن أن نُعبِّر عنها بإبداع محافظين على الإيمان والشهادة، أضاف قداسته. وأشار البابا هنا إلى ما هي من بين أجمل العلامات الواعدة، أي الشباب الكُثر الذين يطرقون أبواب الكنيسة الكاثوليكية حاملين تساؤلاتهم وقلقهم. ودعا الحضور هنا إلى مواصلة العمل الرعوي الدؤوب الذي يقومون به وأيضا على الإصغاء إلى الشباب ومرافقتهم والاهتمام بالمجالات التي تُدعى الكنيسة في تركيا إلى العمل فيها بشكل خاص، مثل الحوار المسكوني والحوار بين الأديان ونقل الإيمان إلى السكان المحليين والخدمة الرعوية للمهاجرين واللاجئين. وتوقف البابا عند هذه النقطة الأخيرة مشيرا إلى أن التواجد الكبير للمهاجرين واللاجئين في هذا البلد يضع الكنيسة أما تحدي استقبال وخدمة مَن هم من بين الأكثر هشاشة. هذا إلى جانب أن الكنيسة هنا تتألف من أجانب كما ويأتي كثيرون منكم أنتم أيضا من أراضٍ أخرى، قال قداسته للحضور وشدد هنا على أهمية الانثقاف.

هذا واراد الأب الأقدس التطرق إلى أنه قد عُقد في هذه الأرض المجامع المسكونية الثمانية الأولى، واليوم يمر ١٧٠٠ سنة على مجمع نيقية الأول وهو حدث آني دائما ويفرض بعض التحديات التي يريد تسليط الضوء عليها. تحدث البابا لاوُن الرابع عشر بالتالي أولا عن أهمية لمس جوهر الإيمان وكوننا مسيحيين، وقال إن الكنيسة قد عثرت مجددا على الوحدة في نيقية حول قانون الإيمان. وأضاف أننا لا نتحدث عن صيغة عقائدية بل عن الدعوة إلى البحث دائما، وإن كان وسط حساسيات وروحانيات وثقافات مختلفة، عن الوحدة وجوهر الإيمان المسيحي وذلك حول مركزية المسيح وتقاليد الكنيسة. وقال الأب الأقدس إن مجمع نيقية يدعونا اليوم أيضا على التأمل حول مَن هو يسوع بالنسبة لنا، وماذا يعني في الجوهر أن نكون مسيحيين. وأضاف أن هكذا يصبح قانون الإيمان الذي نعترف به بشكل موحَّد ومشترك معيار التمييز والبوصلة الموجِّهة والمحور الذي يجب أن يدور حوله إيماننا وأفعالنا.

التحدي الثاني حسبما واصل البابا لاوُن الرابع عشر هو ذلك المتمثل في الحاجة الملحة إلى أن نكتشف مجددا في المسيح وجه الله الآب. فمجمع نيقية يؤكد ألوهية يسوع ومساواته للآب، قال البابا وتابع أننا في يسوع نجد وجه الله الحقيقي وكلمته النهائية ل لبشرية والتاريخ، وهذه الحقيقة تضع في مشكلة دائما تصورنا لله حين لا يتطابق هذا التصور مع ما كشف لنا يسوع، وتدعونا هذه الحقيقة إلى تمييز نقدي متواصل حول أشكال إيماننا وصلاتنا، الحياة الرعوية، وروحانيتنا بشكل عام. 

وتحدث البابا لاوُن الرابع عشر عن تحدٍ آخر، أي ما وصفه بعودة للأريوسية لها وجود في ثقافة اليوم وحتى بين المؤمنين في بعض الأحيان، وذلك حين يُنظر إلى يسوع بإعجاب بشري، ربما أيضا بروح دينية، ولكن بدون اعتباره بالفعل الإله الحي الحق الحاضر بيننا. فكون يسوع إلها، رب التاريخ، يتم التعتيم عليه بشكل ما ويُكتفى باعتباره شخصية تاريخية عظيمة، معلما حكيما، نبيا كافح من أجل العدل وليس أكثر من هذا. إن مجمع نيقية يُذكِّرنا بأن يسوع المسيح ليس شخصية من الماضي، بل هو ابن الله الحاضر بيننا، الذي يقود التاريخ نحو المستقبل الذي وعدنا به الله.

أما التحدي الأخير الذي أراد قداسة البابا تسليط الضوء عليه فكان وساطة الإيمان وتطور العقيدة. وقال إنه وفي سياق ثقافي مركب قد نجح قانون إيمان نيقية في أن يكون وسيطا لتحديد جوهر الإيمان بين الفئات الثقافية والفلسفية في تلك الحقبة. ثم ذكَّر الأب الأقدس بأنه قد تم بعد ذلك بعقود قليلة وفي مجمع القسطنطينية الأول التأمل والتوسع في قانون الإيمان النيقاوي، وصولا، وبفضل التعمق في العقيدة، إلى صيغة جديدة أي قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي نكرره خلال احتفالات الأحد. وتحدث البابا لاوُن الرابع عشر هنا عن درس كبير آخر نتعلمه، ألا وهو ضرورة التعبير عن الإيمان بلغات وفئات الوسط الذي نعيش فيه مثلما فعل الآباء في نيقية والمجامع الأخرى. شدد البابا من جهة أخرى على ضرورة التفرقة بين جوهر الإيمان والصيغ والأشكال التاريخية التي تُعبِّر عنه والتي يمكنها أن تكون جزئية أو مؤقتة وأن تتغير تدريجيا مع التعمق في العقيدة. وذكَّر الأب الأقدس هنا بإصرار جون هنري نيومان، الذي أُعلن مؤخرا معلما للكنيسة، على تطور العقيدة المسيحية وذلك لأنها ليست فكرة مجردة أو جامدة بل تعكس سر المسيح نفسه.

وفي ختام كلمته أراد البابا لاوُن الرابع عشر التذكير بالبابا يوحنا الثالث والعشرين الذي أحب هذا البلد، والذي كتب أنه يريد أن يكرر ما يشعر به في قلبه أي حبه لهذا البلد ولسكانه. وذكَّر الأب الأقدس أيضا بما كتب سلفه حول رؤيته من نافذة بيت اليسوعيين في البسفور الصيادين وكيف كان يتأثر بانهماكهم في العمل رغم المطر الشديد. وتحدث البابا يوحنا الثالث والعشرون عن شجاعة هؤلاء الصيادين وبالتالي عن واجبنا أن نحاكيهم في العمل ليلا ونهارا بمشاعلنا موقدة كلٌّ على مركبه في طاعة للقادة الروحيين. ثم ختم البابا لاوُن الرابع عشر راجيا للجميع أن يحفزهم هذا الشغف، محافظين على فرح الإيمان، على العمل مثل الصيادين الشجعان على مركب الرب. ثم تضرع كي تشفع لهم وتحرسهم مريم كلية القداسة.

 

 

البابا يترأس في اسطنبول لقاء صلاة مع الأساقفة والكهنة والمكرسين والعاملين الرعويين ٢٨ تشرين الثاني نوفمبر ٢٠٢٥ (@Vatican Media)











أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6188 ثانية