عشتار تيفي كوم - رووداو/
يطالب مسيحيو قضاء بعقوبة في محافظة ديالى بإعادة افتتاح كنيسة أم المشورة الصالحة وتأهيلها بشكل كامل، عادين افتتاح الكنيسة يمثل "حاجة دينية واجتماعية" لما تبقى من العوائل المسيحية في المدينة، في ظل أجواء يؤكدون أنها تتسم بالتعايش والاستقرار.
وفي حديث لشبكة رووداو الإعلامية، أوضح عامر جميل مشرف كنيسة "أم المشورة"، أن الكنيسة بحاجة إلى أعمال تأهيل ودعم لوجستي بعد الافتتاح.
وقال: "نحتاج إلى ترميم ورعاية، وبعد الافتتاح سنحتاج أن يجهزونا بالأثاث"، لافتاً إلى أنه "في المرحلة الثانية نطلب قساً لنقيم قداساً داخل الكنيسة من أجل كافة المسيحيين".
بدوره، أكد راني باسم، وهو صاحب محل، أن هذه المطالب تُطرح في إطار أوضاع طبيعية من حيث التعايش والعلاقات الاجتماعية داخل بعقوبة، مضيفاً أن "هذه مطالبنا التي نريدها، ونحن متعايشون هنا ووضعنا طبيعي من حيث التحرك والتعامل مع المواطنين، وكل ما نريده ألا يقصرون معنا بافتتاح الكنيسة".
من جهتها، عبّرت انتصار صباح، وهي ربة منزل، عن أملها بأن يتزامن افتتاح الكنيسة مع مناسبة أعياد الميلاد، قائلة: "نتمنى افتتاح الكنيسة في العيد، وان نجتمع على المحبة، ونسأل الله ان يحفظ أبونا ساكو".
في السياق ذاته، أشار نصير غازي، وهو موظف من أهالي المحافظة، إلى طبيعة العلاقة بين المكونات في محافظة ديالى، مؤكداً أن المسيحيين جزء من النسيج الاجتماعي للمحافظة، وقال إن "جميع المسيحين هم أهلنا وأخواننا في محافظة ديالى ومنذ أعوام نحن متعايشين مع اخلاقهم حميدة".
كما شدد المواطن شاكر مجيد على سلمية المسيحيين وعلاقاتهم الجيدة مع جيرانهم، موضحاً أن "جميع المسيحيين جيدين وليست لديهم مشاكل مع المسلمين الذين هم أخوة لهم، كما ليست لديهم أذية مع الجار فهم مسالمين وطيبين".
تُعد كنيسة أم المشورة الصالحة في قضاء بعقوبة أقدم كنيسة في محافظة ديالى، إذ شُيّدت في أربعينات القرن الماضي.
وكان عدد العوائل المسيحية في بعقوبة قبل عام 2003 -حسب تقارير- يزيد على 100 عائلة، عُرفت بطيبتها وبساطتها، وعملت في مهن وحرف متعددة، من بينها الطب والتمريض والفنون والتجارة.
وشهدت الكنيسة عبر تاريخها انتقال موقعها إلى مكانها الحالي في ستينيات القرن الماضي، وتعاقب على خدمتها عدد من القساوسة، فيما كان يحضر قداس الأحد عشرات العوائل المسيحية قبل عام 2003.
ومع تدهور الأوضاع الأمنية بعد ذلك العام، بدأت موجات الهجرة، ما أدى إلى إغلاق الكنيسة ونقل سجلاتها إلى بغداد، لتبقى في بعقوبة اليوم أقل من 10 عوائل مسيحية، وفقاً لما تشير له التقارير.