قداسة البطريرك مار اغناطيوس يحتفل بالقداس الإلهي في كنيسة مار جرجس في زحلة      تهنئة من المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري (سورايا) الى قداسة البابا ليون الرابع عشر      مؤتمر عمّان عن مسيحيّي المشرق... دعوة للوحدة والتنوير في مواجهة التطرّف والتمييز      غبطة البطريرك يونان يشارك في جلسات مؤتمر "المسيحيون في المشرق العربي وطموحات الوحدة والتنوير"، ويترأّس إحداها، عمّان - الأردن      نيجيرفان بارزاني مهنئاً البابا الجديد: إقليم كوردستان يظل ملتزماً بالتعايش والوئام بين الأديان      مسرور بارزاني يهنئ البابا الجديد بريفوست بانتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية      غبطة البطريرك يونان يهنّئ بانتخاب قداسة البابا الجديد لاون الرابع عشر      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يحتفل بذكرى القديس كيوركيس الشهيد في نهلة      المنظمة الآثورية الديمقراطية تهنئ قداسة البابا ليو الرابع عشر      السوداني يهنئ البابا الجديد باختياره لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية      إقليم كوردستان على موعد مع موجة امطار وبَرَد مصحوبة بعواصف رعدية وغبار      منظمات مدنية: البرلمان العراقي يخيّب الآمال وتعديل الأحوال الشخصية يهدد المجتمع      استمرت 3 ساعات.. انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات الأميركية-الإيرانية بمسقط      وزارة صحة إقليم كوردستان: تسجيل أول حالة وفاة بالحمى النزفية في دهوك      شعار البابا لاوون الرابع عشر... درع لاهوتيّة لعهدٍ كنسيٍّ جديد      إنجاز علمي غير مسبوق.. باحث كوردي يطوّر أول علاج فعّال لسرطان عنق الرحم      شركة صينية تسعى لاستخدام الذكاء الاصطناعي لفهم لغة الحيوانات      المحكمة الاتحادية العراقية ترفض إصدار أمر ولائي ضد قانون تحويل حلبجة إلى محافظة      "ترامب أكد أن التفاوض مع بوتين صعب".. مصادر أميركية تكشف      مسيرات وخرق إلكتروني.. تفاصيل هجوم باكستان المضاد على الهند
| مشاهدات : 1823 | مشاركات: 0 | 2023-11-24 07:32:43 |

واجبات الإنسان نحو الطبيعة ومستقبلها

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

( هوذا يوم الرب قادم قاسياً بسخط وحمو غضب الله ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها خطاتها ) " أش 9:13 " 

    الله خلق الكون بنظام دقيق . خلق السماء والأرض والشموس والمجرات والكواكب الكثيرة التي تعد بالمليارات ، ولكل كوكب نظامه ويتبع إلى منظومته الشمسية ، وكل شىء يسير وفق خطة الخالق منذ يوم الخلقة الذي يعتبره العلماء يوم الإنفجار العظيم ، وبعد ذلك خلق الله الإنسان والحيوانات والنباتات ، وسلّمَ الخليقة إلى أسمى مخلوق ليرعاها ، وهو الإنسان العاقل ، فقبل الخطيئة كل شىء كان يسير بترتيب عندما كان الأبوين في جنة عدن ، فكانت الخليقة تتبع الإنسان الذي كان راعياً عليها . بعكس العلم المعاصر الذي يقول بأن الخليقة قائمة بذاتها . وتتحرك مع الزمن ذاتياً أي لها إستقلاليتها في الخلقة والوجود ، فأعطوا نظريات كثيرة عن الإنسان والخليقة من دون الله .  لكن علم اللاهوت يجد علاقة واضحة بين الله والإنسان والطبيعة ، فيوصف المسيح بأنه هو الخالق . فالله خلق الكون بكلمة ، فقال : كن ، فكان ( يو3:1 ) . والكلمة هو المسيح الذي يقول عنه الكتاب ( بكر كل خليقة ) " قول 15:1 " . لأن فيه خلق كل الكون . تقول الآية ( فيه خلق الكل ، ما في السموات ، وما في الأرض ، ما يرى ، وما لا يرى ..كل ما في الكون قد خلق به ولأجله ) " قول 16:1 " . 

   إذاً خالق الطبيعة هو الله الذي سلمها للإنسان ، فعلى الإنسان أن يتناغم مع الطبيعة الجميلة ويحرسها لأنها أمانة لدية . وأول عمل يقوم به هو تعميق العلاقة بين البشر على أسس المحبة لكي يستخدم الكل سلطتهم بصورة صحيحة للحفاظ على كل ما في الطبيعة ، فإذا عاش الإنسان بسلام ، بعيد عن الحروب والكوارث وتلويث البيئة سيستطيع الحفاظ على جمال الطبيعة من الدمار ، كتلوث البحار والمحيطات والجو  بسبب الغازات السامة التي تخرج من المعامل ، وسلامة الغابات التي تحترق بسبب الإهمال أو الحروب المدمرة والأسلحة الفتاكة التي يستطيع الإنسان أن يدمر بها كوكب  الأرض عشرات المرات ، ومثل تلك الأسلحة موجودة في بلدان كثيرة ، والسياسات متناقضة ومتقاطعة ومخيفة . ومصلحة الدول العظيمة تفرض على الدول  الضعيفة مصالحها ، وهكذا تظهر الحروب والكوارث ، وكلها تدرج وتفسر ضمن إطار البيئة ، والتي تسبب لها مخاطر كثيرة تهدد سلامتها لأنها تلعب دوراً سلبياً لصالح الدمار . لقد أنذر الله الإنسان بنبؤات كثيرة بما سيحصل من كوارث مدمرة عندما تقوم أمة على أمة . فيوئيل النبي كتب لنا هذه الأية ( وأعطى عجائب في السماء والأرض دماً وناراً وأعمدة دخان ، تتحول الشمس إلى ظلمة ، والقمر إلى دم قبل أن يجىء يوم الرب ) " 2: 30-33" .  

 كذلك كتب إشعياء النبي عن هذا الدمار في ( 9:13 ) وإرميا في ( 22:10 ) وأيضاً في ( مز 32: 7-8 ) . وهكذا يبين لنا العهد القديم في أسفاره المقدسة أن سبب الدمار هو الإنسان نفسه بسبب خطيئته . فبسبب خطأ الإنسان في العهد القديم دمر الله الأرض كلها بطوفان مدمر ولم يخلص غير نوح البار وعائلته . وكذلك دمر سادوم وعامورة بسبب الخطيئة أيضاً ولم ينجو غير لوط البار وعائلته . وهكذا عندما يكبر حجم الخطيئة ويصل إلى محضر الله فإجرة تلك الخطيئة هو الدمار. والله الذي يسمح بالدمار ليس هو سبب الدمار ، بل خطيئة الإنسان التي تثمر ثماراً تليق بأفعاله الخاطئة .  

   لولا توبة نينوى لكانت خطيئة الإنسان هناك هي سبب في تدميرها . أما في العهد الجديد فقد جاء المسيح لكي يعيد الإنسان إلى ما كان قبل السقوط . أي ليجعل الإنسان خليقة جديدة ( طالع 2 قور 17:5 ) ولكي يعيد الطبيعة تتبع الإنسان المؤمن الصادق في كل مسيرته الطاهرة الجديدة لهذا قال بولس الرسول ( لأن الخليقة قد أُخضعت للباطل ، لا بإختيارها ، بل من قبل الذي أخضعها ، على رجاء أن تُحرر هي أيضاً من عبودية الفساد إلى حرية المجد التي لأولاد الله ، فإننا نعلم ان الخليقة كلها تئن وتتمخض معاً حتى الآن ) " رو 8: 20-22 " . أي حتى الطبيعة تريد أن تتحرر من ظلم الإنسان لتخلق من جديد .  

   أما سفر الرؤيا فيشرح لنا يوحنا الرائي كل شىء بالتدريج كيف سيتم تدمير هذه الأرض ، وكيف يتم الإنتقام من دماء القديسين الذين أريقت دمائهم عليها بسبب إيمانهم ، إلى أن يدمر كل شىء في الطبيعة بسبب خطيئة الإنسان لكي يخلق الله أرضاً وسماءً جديدة ، بل أورشليم جديدة لكي تشترك الخليقة كلها ولأول مرة الإنسان والحيوانات والجماد بتسبيح مشترك وكامل مع الله الخالق والمسيح الذي سيملك كل شىء بعد أن يحقق الله مخططه ( طالع رؤ 21و22 ) . 

   هذا سيحدث عندما يصل الإنسان إلى خط اللاعودة من الخطيئة رغم الضربات التي سيضرب بها من السماء بعد فتح الأختام السبعة من قبل الحمل المذبوح . هكذا يؤكد لنا سفر الرؤيا أن موقف الإنسان العدائي من الله وإصراره على الخطيئة رغم الضربات الكثيرة التي ستضرب بها الأرض ، فالإنسان لا يتوب والتي تشبه الضربات العشرة التي ضرب الله بها مصر ، لكن فرعون قسى قلبه . هكذا الإنسان في النهاية سيظهر عدائه لله رغم كل تلك الضربات المروعة بعد البوق الخامس والسادس ، ستستمر البشرية على خطيئتها وتبقى قاسية وتعبد أوثان أيديولوجياتها المعاصرة البعيدة من فكر الله الخالق . سيعبدون مصالحهم رافضين عبادة الله والعمل بوصاياه  ، أي أتقوا المخلوق وعبدوه من دون الخالق ( طالع رو 25:1 ) . لهذا سينتقم الله بسبب خطيئة الإنسان بعد إن تفتح الأختام السبعة ، وتبوِّق الأبواق السبعة لكي يبقى الإنسان البار الذي سينجو من كل تلك الضربات كما نجى الشعب العبري في مصر . الإنسان سيقسى قلبه في الأيام الأخيرة معانداً ومتحدياً لله كفرعون  فيكون هو السبب في دمار الخليقة . علماً بأن ملاك الرب سيحرض الناس في تلك الأيام على التوبة والعودة إلى الله . فيقول لهم ذلك الملاك الطاهر في وسط السماء والذي يحمل بشارة أبدية للبشر ، منادياً ( خافوا الله ومجدوه ، فقد حانت ساعة الدينونة . إسجدو لمن خلق السماء والأرض والبحر والينابيع ) " رؤ 7:14 " ومن هذا نعلم بأن علاقة الإنسان مع الطبيعة عدائية بسبب بعده عن الله وتمجيد مصالحه الزمنية على حساب المحافظة على الطبيعة ، وبمصالحه الشخصية الأنانية يهين الله وأخيه الإنسان ، ومن ثم يعادي الطبيعة . لهذا تبدأ الضربات ويظهر الدمار الرهيب ، وعذابات مذهلة ، وموت شنيع ، وخوف ورعب وفزع وذلك لأن الإنسان تحول من مساره بسبب خطاياه ، وإجرة الخطيئة هي الموت . لهذا يرى يوحنا الرائي بأن نفوس الشهداء تحتج وتطالب الإنتقام السريع ، وبعد إنفتاح الختم السادس سيحدث للخليقة ، في الأرض حوادث غير مسبوقة كالزلازل العظيمة والفيضانات ، أي سيسمح الله للطبيعة نفسها لكي تنتقم من الإنسان الذي شوَّهَ جمالها . وفي تلك الأيام سيلجأ الناس بدءً من القواد والملوك والرؤساء والأغنياء إلى المغاير وصخور الجبال ( طالع رؤ 15:6 ) .  

   أجل ستثور الخليقة التي شوّهها الإنسان بفعل خطاياه فتقوم بضرب الإنسان الخاطىء ، وتتناغم مع الشهداء الذين رووا أرضها بدمائهم الطاهرة . أما الإبليس الذي كان يحرض الإنسان إلى الخطيئة فسيرمى في بحيرة الكبريت الأبدية مع كل من لم يكتب إسمهُ في سفر الحياة ( رؤ 20 : 10 ، 15 ) .  

   نختم الموضوع بالقول : يوحنا رأى السماء الجديدة ، والأرض الجديدة ، وأورشليم الجديدة  ( رؤ 21: 1-2 ) وسمع صوتاً من السماء يقول له : أن الله من الآن فصاعداً سيسكن مع الناس وسيكون معهم إلى الأبد ، أما نصيب الجبناء والكفار وعابدي الأوثان وكل من يقاوم الحق يكون ( في  المستنقع المتقد بالنار والكبريت ، ذاك هو الموت الثاني ) " رؤ 8:21 " .  

 وبعدها تخلق سماء وأرض جديدة ، ويتم الوعد الإلهي ( ها أنا أصنع كل شىء جديداً ) .  

أما المؤمنين الذين عبدوا الله فسينظرون الله وجهاً لوجه . وسيكون اسمه على جباههم ...الرب الإله ينشر نوره عليهم أبد الدهور ) " رؤ 5:22 " . ولإلهنا المجد الدائم . 

  التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) " رو 16:1 " 

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5521 ثانية