عشتارتيفي كوم- رووداو/
في مسعى علمي جديد قد يُحدث نقلة نوعية في علاقة الإنسان بالحيوان، تعمل شركة بايدو الصينية، المعروفة بلقب "جوجل الصين"، على تطوير تقنية متقدّمة تهدف إلى ترجمة أصوات الحيوانات إلى لغة مفهومة للبشر. وقد تقدّمت الشركة مؤخراً بطلب رسمي إلى الحكومة الصينية للحصول على شهادة ملكية فكرية لهذا الابتكار، الذي من شأنه أن يفتح آفاقاً جديدة في مجال التواصل بين الكائنات الحية.
لطالما حاول الإنسان منذ العصور القديمة فكّ رموز أصوات الحيوانات ومحاولة فهم ما تعنيه تلك الأصوات من مشاعر أو إشارات سلوكية، سواء من خلال الملاحظة أو الدراسات العلمية. ومع التقدم في علوم الأعصاب والسلوك الحيواني، اتسع هذا الاهتمام ليأخذ أبعاداً تكنولوجية متقدّمة، وشكّلت مبادرة بايدو واحدة من أحدث هذه المحاولات وأكثرها طموحاً.
تسعى الشركة إلى بناء قاعدة بيانات شاملة تتضمن معلومات غنية عن الحيوانات المستهدفة، مثل أنماط الأصوات التي تصدرها، وسلوكها في المواقف المختلفة، بالإضافة إلى المؤشرات الفسيولوجية المرتبطة بها، كضربات القلب، ودرجة التوتر، وحركات الجسم. ومن ثم، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه المعطيات المتشابكة، من أجل التعرف على طبيعة السلوكيات التي تبديها الحيوانات في ظروف متعددة، وتحديد نوع المشاعر التي تختبرها، والطرق الصوتية التي تعبّر من خلالها عن تلك الحالات.
وعند التوصّل إلى فهم شامل لتلك الأنماط، تسعى بايدو إلى تطوير نظام قادر على تحويل الأصوات الحيوانية إلى عبارات بشرية ذات معنى، ما يتيح نوعاً من "الترجمة اللحظية" بين الحيوان والإنسان.
وفي طلبها الرسمي، أوضحت بايدو أن هذا النظام قد يسهم في بناء جسور جديدة بين الإنسان والكائنات الأخرى، ويُمهّد الطريق لفهم أعمق للعالم الحيواني، مما قد يُحسّن من طرق رعاية الحيوانات الأليفة والبرية، ويعزز سبل التعايش المشترك بين الأنواع.
ويُنتظر أن تثير هذه الخطوة اهتماماً كبيراً في الأوساط العلمية والتقنية، خاصة إذا أثبتت فعاليتها، إذ إنها قد تُحوّل الخيال العلمي إلى واقع ملموس، وتمنح الإنسان نافذة غير مسبوقة على المشاعر والدوافع الداخلية للحيوانات.