عشتارتيفي كوم- سكاي نيوز عربية/
في خطوة من شأنها التقليل من حدة أزمة شح الطاقة الكهربائية في العراق، التي يعاني منها طيلة سنوات، أعلن وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل، السبت، عن اكتمال مشروع الربط مع الأردن، والذي سيليه اكتمال الربط مع مصر ودول الخليج.
وذلك في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية، كشف فيها عن أن "كل عقود الربط مع دول الجوار ماضية بشكل صحيح"، وأن "الربط الأردني أنجز بالكامل بين الدولتين من خلال الحدود وخلال الأيام القادمة سنطلق التيار".
وبين المسؤول العراقي أن "الوزارة أعطت وعودا سنة 2023 في أن تكون كميات الطاقة المجهزة للصيف 24 ألف ميغاواط، وهذا ما تم تحقيقه خلال الصيف، ونحن في طور إعداد خطة لصيف 2024، وأيضا سنعطي رقما حقيقيا ودقيقا، وسنكون ملتزمين به كما فعلنا خلال الصيف الماضي".
منافع بالجملة
ويرى خبراء أن تدشين مشروع الربط الكهربائي بين العراق والأردن الذي وضع حجره الأساس في أكتوبر 2022، ومع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، يفتح الأبواب أمام تحسين واقع الكهرباء العراقي عبر مده المنظومة الوطنية بآلاف الميغاواتات من الطاقة، ويعزز قاعدة المصالح المشتركة بينه وبين تلك البلدان الخليجية والعربية .
واعتبروا أن معالجة أزمة شح الكهرباء ستنعكس إيجابيا على مختلف القطاعات الانتاجية والخدمية والتنموية في العراق، وتسهم في تكريس مناخات الاستقرار السياسي والاجتماعي وجذب الاستثمارات ولا سيما في مجالات الطاقة المتجددة، التي يعول عليها للمساعدة في رفع انتاجية البلاد من الكهرباء ولا سيما عبر الطاقة الشمسية .
يقول رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية رائد العزاوي، في حوار مع موقع سكاي نيوز عربية:
- تشغيل الربط بين البلدين يتمتع بأهمية قصوى، والذي سيشمل في البداية منطقتي الرويشد الأردنية والرطبة العراقية، لكنه سيتوسع أكثر خلال مدة قصيرة وسيوفر نحو 1500 ميغاوات، وهو ما سيسهم في رفد الشبكة الوطنية العراقية، والتقليل من فجوة النقص فيها والذي يبلغ نحو 13 ألف ميغاوات .
- وهكذا فالعراق يمضي في تطوير تكامله مع الدول العربية كمصر والأردن وبلدان الخليج، والاستفادة من قدراتها الضخمة في توريد ونقل الكهرباء عبر شبكات ربط متطورة.
- أهمية هذا الربط تكمن في الحاجة الملحة للعراق لتنويع مصادر طاقته الكهربائية، حيث اعتمد كثيرا على إيران وغازها في هذا الصدد والتي باتت تثقل كاهله وتسبب له متاعب دولية بسبب العقوبات على طهران، وهو ما سيسهم في تخليص العراق من هذا المأزق.
- المنجز حتى الآن من الربط مع الأردن وصلت نسبته إلى 85 بالمئة وبواقع 400 كيلو فولت، كمرحلة أولى من الطاقة ذات الجهد العالي عبر خط يصل طوله إلى 300 كيلومتر، وبتكلفة عالية تصل إلى أكثر من 140 مليون دولار .
- يتوقع أن يتم الربط بين البلدين قبيل نهاية العام، وكذلك بين مصر والعراق، وهو ما سيساعد العراق في معالجة أزمته الكهربائية المزمنة، والتي لا تكمن في انعدام القدرات والخبرات التقنية ولا في النقل والشبكات، وإنما المشكلة تتجسد في ضعف إنتاجه من الطاقة.
آفاق بلا حدود
بدوره يقول مدير المركز العراقي للدراسات غازي فيصل في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية:
- هذه خطوة مهمة جدا لتغذية المناطق الحدودية الغربية كالرطبة والقائم والتي تعاني من شح كبير في الطاقة الكهربائية، وستلعب هذه الشبكة دورا تنمويا واقتصاديا ملحا، وتربط مصالح البلدين بصورة موسعة، وهو ما سينعكس توثيقا أكبر للعلاقات الاستراتيجية بينهما كلما تداخلت مصالحهما الاقتصادية أكثر.
- كذلك مشروع المدن الصناعية المشتركة بين البلدين الذي أقر منذ سنوات سيقطع شوطا كبيرا ، وبما يسهم في تنويع مواردهما وتبادل الخبرات والاستثمارات، ولا ننسى سكة الحديد التي تربطهما، وخط الأنابيب النفطي من البصرة للعقبة، والذي يشكل خيارا استراتيجيا لنقل النفط العراقي نحو العالم .
- لهذا فهذا الربط يفتح آفاقا بلا حدود أمام شراكة مفتوحة بين العراق وأشقاءه من البلدان العربية في الأردن والخليج ومصر، وهو ما سيكفل استقلال العراق في مجال الطاقة عن دول الجوار غير العربية، والتوجه نحو محيطه العربي الواسع .
- ويعاني العراق طيلة العقود الماضية من عجز كبير في توفير الطاقة الكهربائية خاصة خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث يزداد الاستهلاك والطلب عليها، لدرجة أن أوقات تزويد المواطنين بها تتقلص لساعات قليلة جدا خلال اليوم.
- وينتج العراق نحو 24 ألف ميغاوات من الكهرباء، في حين أن البلاد بحاجة لقرابة 35 ألف ميغاوات، لتأمين الطاقة الكهربائية على مدار الساعة .