أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 638 | مشاركات: 0 | 2023-05-27 08:20:00 |

أنظروا ... من حقكم أن ترحلوا ... ولكن! (الحلقة الثانية)

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

 

نعم، نجد اليوم أنفسنا أمام عالم غريب، فقد تغيّر كل شيء وأصبح الإنسان فريسة الحياة فتراه يركض وراء المال وإنْ كان حراماً، ووراء الحياة وإنْ كان بكبرياء، ووراء الشهرة وإنْ كانــــت مشتـــراة، ووراء المصلحــة والعشيــرة والكــــراسي، ويحــب لنفسه كــل شيء ولا يحــب

لغيره. كما أنّ نظره إلى الحدود البعيدة والقريبة يتطلع بكل اهتمام وفي يده الموبايل والحاسوب شاكراً ثورة المعلومات والاتصالات التي سنحت له هذا الاختراع في الفيسبوك واليوتيوب و... و... واصبح بذلك يدور حول نفسه وشهواته ونزواته وابتعد عن حقيقة السماء ونسي أن الحياة الحقيقية تكون في إسعاد الآخرين وليس في استعبادهم. لذلك نرى أن عالمنا عالم مظلم، فهو يتّهم كل مَن ينادي بالحقيقة والعدل بارتكاب خطيئة علنية وجريمة نكراء بحق البشر وبذلك يُدان بجرم التعرض للمصالح الشخصية لكبار الزمن والدنيا، فيدخل محكمة الظلم للمثول أمام قاضي هذا الزمان وإنْ كان بريئاً من أجل الذات ومع الأسف!.

            X أنظروا واسمعوا (عفواً لكلمات كفعل أمر)، تمسّكوا بإيمانكم ولا تكونوا مسيحيي العواطف والعادات، وليكن انتمائكم لوطنكم ولأرضكم ولمدينتكم ولقريتكم، فأنتم أبناء الوطن قبل أن تكونوا أبناء الإيمان، وإلى هذا الوطن الجريح تنتمون وهذه قضيتكم، وما ذلك إلا شهادة أمينة لمسيرة حياتكم ولحقيقتها. وأسأل هنا: مَن يشهد لحمل الصليب وللمسيح الذي كان أمس واليوم وسيبقى إلى الأبد (عبر8:13)؟ إذا ما تركتم بلدكم وأرضكم فهل نأتي بقيرواني آخر غريب عن أرضكم ليحمل عنكم وعنّا عبء الحياة وثقل الدنيا، ويرافقكم في الرحيل؟ فأنتم ونحن جميعاً شعب واحد وليس شعوب مختلفة، فإذا تألم عضو يتألم الجسد كله هكذا يقول مار بولس (1كو26:12) ... وهذه حقيقة الحياة أليس كذلك!؟.

            X أنظروا، مهما علت أصوات التحريض والعنصرية والتطرف لا يجوز هذا أن يجعلكم تنحرفون وتتركون مبادئكم بل يجب أن تتمسكوا بها وننادي معكم بأرضكم ووطنكم. ولا تدعوا سبباً يدخلكم في أزمة وحالة من التوتر والخوف وخاصة مما يحصل ومن التيارات المتطرفة وأحياناً الخطاب الإقصائي فيؤول بكم الزمان إلى الهجرة، بل كونوا أقوى من هذه الأبواق ولا تهتموا لأصوات التطرف والتخلف من أي بشر كان وأياً كان شكلها ولونها، وفي ذلك تظهرون أنكم من ظهور أجدادكم أتيتم، لذا أرجوكم أن لا تضعفوا أبداً، ومهما كانت مظاهر اليأس لأن إيمانكم يعلّمكم أن تكونوا أقوياء بالرب (1كور13:16) وليس بالأشخاص اصحاب المصالح والغايات والدنيا وكبارها نعم ونعم. فإذا هاجرتم وتركتم كل شيء ماذا ينفع لراحتكم وأنتم في خضمّ الحقوق والمبادئ البشرية الزائلة وإخوتكم كما قلتُ (البقية الباقية) تتألم بسبب عدم سماعكم أنينها. ألا يعني ذلك مشاركتكم لقائين في قتل أخيه؟ إذ الرب سيقول لكم "أين إخوتكم؟" (تك9:3). فأنتم هنا من أجل حقوقكم أنتم وإخوتكم انطلاقاً من إيمانكم المسيحي، الأمين للمسيح الحي الذي به تجاهرون، فهو غايتكم وعقيدتكم كما هو غايتنا وعقيدتنا.

            X أنظروا، أنا أعرف جيداً وأكيداً أن بعضاً منكم وربما شريحة كبيرة بعددها من رجال المعابد وكبار الدنيا وصغار الزمن، وربما بعملي هذا يزيد غضبكم عليَّ لتدخّلي في شؤونكم ولا يحق لي ذلك، فأنا أقول: من حقكم أن تقولوا ما تشاؤون وما يصبو لكم فأنتم أحرار في الحديث عن الهجرة والرحيل أو عدمها، كما بإمكانكم تشويه صورتي إذا ما أردتم كما فعلها سابقاً غيركم لغايات معروفة، ولكن أنقل اليوم معكم حقيقة مسيرتنا في هذا البلد الجريح، عليكم قول الحق لكي تتحرروا من مستمسكاتكم فالمسيح الرب يقول:"قولوا الحق والحق يحرركم" (يو32:8). ولكن سأبقى أقول: لا ترتكبوا هذا الخطأ الفاضح والقاتل لإخوتكم لأن ذلك خسارة لكم ولهم، وكنائسكم تتحول بسبب رحيلكم إلى متاحف، وفيها أُعطيتم اسماً كما دعاكم الرب وأنتم في بطون أمّهاتكم (متى1:10). فلا تسمعوا أصوات الدعوة إلى الرحيل إنْ كانت من رجال المعابد الكبار والصغار ومن الشعب المؤمن بما ترى عيونه، وعيون قلبه بعيدة عن الحقيقة وربما تقولون أن العديد من رجال المعابد قد رحّلوا أهاليهم وأقربائهم ليجلسوا على كراسي الحكم ويناموا براحة البال ويتنعّموا بما وهبته الدنيا. نعم، هذا خطأ كبير يرتكبونه وهم يعلمون ذلك ولكن يسدّون آذانهم عن السماع (إرميا 21:5) ويطمئنون أنفسهم بأنهم لم يعملوا إلا عملاً صالحاً (متى16:19) من أجل الدنيا وينسون أن يطمئنوا أهاليهم وأقربائهم إلى أبديتهم وخاتمتهم ودينونتهم.

            نعم، كل ما تفكرون به هو واقع ولكن إعلموا هذا أن ذلك شأنكم فإنني أقول لكم أنكم لن تجدوا أجمل من أرضكم وهذا الكلام ليس شعاراً بائساً أو كلاماً فضفاضاً، فالوطن يمرّ اليوم بأزمات مختلفة صنعها المستفيدون من الغرب أو من الشرق، من كبار العولمة أو السياسة، من المصالح ذاتية وأنانية، ولكن مهما يكن فالوطن وطنكم والأرض أرضكم، ومسؤولية حضوركم المسيحي مسؤوليتكم جميعاً، أنتم ونحن، إنها مسؤولية رجال المعابد وكبار الدنيا، ومسؤولية السياسيين، ومسؤولية القيادات المختلفة الداعية لرسالة الإنجيل السمحاء من أجل الأجيال الصاعدة، فكلنا - أنتم ونحن - نؤمن بإنجيل واحد ورب واحد وإيمان واحد كما يقول مار بولس (أفسس5:4). فانبضوا بالحياة، وكونوا مدافعين عن إيمانكم كما كان آباؤكم وأجدادكم، ومدافعين حقيقيين عن شعبكم، وحافظين لتراثكم، وأُمناء لجرن عماذكم. فإذا رحلتم سجّلتم تاريخاً مؤلماً بإفراغ أرضكم وهذا أمر مرفوض، ويصبح وجودكم المسيحي أقلية عددية بعد أن كنتم أنتم وأجدادكم وآباؤكم غالبية عظمى في منطقتكم والسبب عدم سهركم على القطيع (البابا فرنسيس خلال مقابلته العامة، الأربعاء 4/12/2019) فهل تعبتم من حراسة القطيع من أجل الأغلبية؟ وفي هذا لا تتحدثوا عن حقوقكم وأنتم بعيدون عن الحقيقة ذاتها، واعلموا أن الذين سبقوكم أعطوا الكثير وأنتم ماذا تعملون وفاءً لهم ولإيمانكم؟ أما إذا عطلتم ذلك فأنتم تعانون من ضياع وتشتركون في خطيئة آبائكم (خروج 5:20) فتموت جذوركم فلا يقال بعد أن هذه كانت أرض المسيحيين واليوم هي أرضنا، إنه شكّ كبير (متى31:14) فلا تخافوا، فالرب يسوع قال ذلك (متى27:14) فأنتم تحملون في طيات نفوسكم وأحاسيسكم سموّاً ورُقِيّاً، واعلموا أن أرضكم مقدسة بأنبيائها وتاريخها القديم والمسيحي، واعلموا أن دوركم الوطني بالبناء يساعد مسيرتكم فحضوركم شهادة وشركة ومن خلال ذلك يجب أن تعلنوا دوركم بهدف التفرغ لنشر الرسالة الإنسانية الدينية وتعليم القطيع صوت السماء وشمّ رائحته القطيع. فرجل المعبد رمز لعمل السماء على الأرض وليس أولاً وأخيراً رجل السياسة، رجل الذهاب والإياب والسفر والنوم وراحة البال. فلنترك ذلك لكبار العلمانيين والسياسيين والذين يمثلون الوجود الإنساني فما نحتاجه هو وحدة الكلمة والرؤية وهذا يبشر بمستقبل يليق بالوطن وبكم، فيا رجال المعابد، أنظروا ... أن الرب يسوع أسس الكنيسة مع الرعاة لا مع القادة السياسيين. أسس الكنيسة مع أشخاص غير متعلمين، فالاثني عشر كانوا غير متعلمين وسارت الكنيسة إلى أمام وذلك بفضل رائحة الخراف - كما يقول البابا فرنسيس – لدى الراعي ورائحة الراعي لدى الخراف، إن ذلك علاقة أعظم. وفي هذا الشأن فالقديس أوغسطينوس في خطابه (46) عن الرعاة يقول: المسألة لا تتعلق بالعصرنة بالطبع لا بدّ من التحديث من خلال الأساليب وهذا صحيح فإذا نقص قلب الراعي فلن يأتي أي نشاط رعوي بأية نتيجة.

            نعم، إن صلاتي من أجلكم أن تبقوا متمسكين بإيمانكم وهويتكم وأرضكم بمشرقيتها وبعراقيتها، فأنتم الأحفاد المؤمنين والمحامين لكنائسكم. فلا تبيعوا أنفسكم ومستقبلكم بمال الدنيا الزائل، فكل شيء زائل ولن يبقى حجر على حجر (متى 2:24)، وسفر الجامعة يقول "باطل الأباطيل وكل شيء باطل" (جامعة11:2) والرب يبارككم ويباركنا... نعم، آمين وآمين.










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6832 ثانية