لحظة وصول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء ممثلي الإدارة الأميركية. 17 فبراير 2025 - @mfa_russia
عشتارتيفي كوم- الشرق/
يفتتح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء، في قصر الدرعية بالعاصمة السعودية الرياض، المباحثات الأميركية الروسية غير المسبوقة بين البلدين، تمهيداً للقمة المرتقبة بين زعيمي البلدين.
وتناقش المباحثات، ملفات عدة، أبرزها تطبيع العلاقات المتوترة بين البلدين، وتعزيز التعاون الاقتصادي، والتوصل إلى تسوية بشأن الحرب في أوكرانيا، إلى جانب ملفات الأمن الدولي، والحد من سباق التسلح، وقضايا فلسطين وسوريا وإيران والعلاقات مع الصين.
وتأتي المحادثات بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، إذ وجه ترمب كبار المسؤولين ببدء مفاوضات بشأن حرب أوكرانيا التي تعهد مراراً خلال حملته الانتخابية بإنهائها.
ولعبت الرياض، التي تشارك أيضاً في محادثات مع واشنطن بشأن مستقبل قطاع غزة، دوراً في الاتصالات المبكرة بين إدارة ترمب وموسكو، ما ساعد في إتمام صفقة لتبادل السجناء، الأسبوع الماضي.
هدف تطبيع العلاقات
ويشارك في المحادثات من جانب روسيا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ويوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية للرئيس فلاديمير بوتين.
وقال الناطق باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف للصحافيين، إن الاجتماع سيركز أيضاً على الإعداد لمحادثات سلام محتملة بشأن أوكرانيا، موضحاً أن اجتماع المسؤولين الروس والأميركيين في الرياض "سيخصص في المقام الأول لاستعادة العلاقات بين البلدين"، لافتاً إلى أن اختيار السعودية كمكان للمفاوضات، لأنها "تناسب الجانبين الروسي والأميركي".
ووصل لافروف وأوشاكوف إلى الرياض، مساء الاثنين، إذ قال أوشاكوف إن المحادثات ستكون "ثنائية بحتة" ولن تشمل مسؤولين أوكرانيين، مضيفاً أن الوفد الأميركي يتألف من "أشخاص جادين، وأن روسيا جاءت بنهج جاد أيضاً"، موضحاً أنه "من المهم بدء التطبيع الحقيقي للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة".
من جانبه، قال لافروف، الاثنين، إن موسكو "تريد الإصغاء لشركائها الأميركيين خلال لقاء الرياض"، مشيراً إلى أنه "بطبيعة الحال سنكون مستعدين للرد".
وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره الصربي، ماركو دجوريتش، في موسكو: "بعد ذلك، سنبلغ قادتنا بنتائج المحادثات، وهم بدورهم سيتخذون القرارات".
وأردف: "نريد الإصغاء لشركائنا الأميركيين خلال لقاء الرياض، وبطبيعة الحال سنكون مستعدين للرد. وبعد ذلك سنبلغ قادتنا بنتائج المحادثات وهم بدورهم سيتخذون القرارات".
وشدد وزير الخارجية الروسي، على أنه "لا يمكن الحديث عن إمكانية تقديم تنازلات إقليمية لأوكرانيا خلال عملية التسوية"، مضيفاً أن أوروبا ستحاول "التحايل" لتجميد الصراع في أوكرانيا من أجل مواصلة الحرب.
وأشار لافروف، إلى أن "قضية التنازلات الإقليمية في سياق الحديث الأوكراني بدأ يُسمع في واشنطن"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".
ورداً على سؤال بشأن مشاركة أوروبية، قال لافروف: "لا أعرف ماذا ينبغي لأوروبا أن تفعل على طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا، فقد أتيحت لها بالفعل فرص المشاركة في التسوية".
وقال لافروف تعليقاً على نتائج مؤتمر ميونخ للأمن: "يجب على الجميع أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم"، ووصف عدداً من التصريحات في مؤتمر ميونخ للأمن بأنها "عدوانية تجاه روسيا".
واشنطن: نحدد مدى جدية روسيا
بدورها، أفادت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، بأن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيلتقون بالوفد الروسي.
وقال بروس، إن الاجتماع يهدف إلى "تحديد مدى جدية الروس في رغبتهم في السلام، وما إذا كان من الممكن بدء مفاوضات مفصلة".
وفي وقت سابق الاثنين، وصل وزير الخارجية الأميركي إلى السعودية، لإجراء محادثات مع مسؤولين روس. ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين مطلعين قولهما، إن الاجتماع بين كبار المسؤولين الأميركيين والروس في السعودية، الثلاثاء، يهدف لمناقشة اتفاق محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتحضير لقمة ترمب وبوتين.
وأشار "أكسيوس"، إلى أن الاجتماع سيمثل خطوة مهمة أخرى في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ التقدم الكبير الذي حدث الأسبوع الماضي بالمكالمة الهاتفية بين ترمب وبوتين.
أول مباحثات مباشرة منذ سنوات
وستمثل المحادثات واحدة من بين الأعلى مستوى، التي تجرى بالحضور الشخصي منذ سنوات بين مسؤولين روس وأميركيين، ومن المفترض أن تسبق اجتماعاً بين الرئيسين الأميركي والروسي.
وقال روبيو، الأحد، إن الأسابيع والأيام المقبلة ستحدد ما إذا كان بوتين جاداً بشأن صنع السلام.
في غضون ذلك، يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولة أيضاً في منطقة الشرق الأوسط. وقال زيلينسكي، الذي وصل إلى الإمارات، الأحد، إنه يعتزم زيارة السعودية وتركيا، دون تحديد مواعيد، حسبما نقلت عنه "رويترز".
وذكر زيلينسكي، أن ليس لديه خطط للقاء مسؤولين روس أو أميركيين، كما لا يعتقد أن أوكرانيا مدعوة للمحادثات التي تستضيفها السعودية.
تعزيز التعاون الاقتصادي
في سياق متصل، قال مصدر في الرياض لوكالة "رويترز"، إن رئيس صندوق الثروة السيادية الروسي كيريل دميترييف سيشارك في لقاء مع وفد أميركي في السعودية، الثلاثاء، للتركيز على تعزيز العلاقات وزيادة التعاون الاقتصادي.
ويمثل هذا الاجتماع أول تأكيد على أن دميترييف، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وعمل في بنك "جولدمان ساكس" سابقاً، سيشارك في محادثات مع الولايات المتحدة.
ودميترييف (49 عاماً) مصرفي درس في جامعتي "هارفارد" و"ستانفورد" في التسعينيات، وعمل في شركتي "جولدمان ساكس"، و"ماكنزي" الأميركيتين قبل أن يعود إلى موسكو.
ولعب دوراً في الاتصالات المبكرة بين موسكو وفريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب عندما انتخب ترمب رئيساً لأول مرة عام 2016، وكذلك في توطيد العلاقة بين روسيا والسعودية، مما أدى إلى اتفاق بشأن أسعار النفط من جانب تحالف "أوبك+".
واجتمع دميترييف عدة مرات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي لعب أيضاً دوراً في التوسط في تبادل محتجزين، الأسبوع الماضي، بين روسيا والولايات المتحدة.