تظهر صور الأقمار الصناعية سفينة الحاويات جولبون التي تحمل بيركلورات الصوديوم قبالة سواحل إيران. (Maxar Technologies)
عشتارتيفي كوم- العربية نت/
بعد الهجمات المدمرة والمحرجة التي شنتها إسرائيل على مصانع عسكرية إيرانية رئيسية العام الماضي، يبدو أن إيران بدأت تعيد تسليح برنامجها الصاروخي، حيث وصلتها إمدادات مؤخراً من الصين تحمل على ما يبدو المواد اللازمة لذلك.
فقد أظهرت بيانات تتبع السفن أن أول سفينة من اثنتين تحملان ألف طن من المواد الكيميائية المصنعة في الصين والتي يمكن أن تكون مكوناً رئيسيا في الوقود لبرنامج الصواريخ العسكرية الإيرانية قد رست خارج ميناء بندر عباس الإيراني أمس الخميس.
كما كشف مصدران استخباراتيان أوروبيان أن السفينة "جولبون" غادرت ميناء تايكانج الصيني قبل ثلاثة أسابيع محملة بمعظم شحنة تبلغ ألف طن من بيركلورات الصوديوم، المادة الأساسية في إنتاج الوقود الصلب الذي يغذي الصواريخ التقليدية متوسطة المدى في إيران، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن" .
فيما أفادت مصادر استخباراتية، فإن بيركلورات الصوديوم يمكن أن تسمح بإنتاج ما يكفي من الوقود لنحو 260 محركا صاروخيا يعمل بالوقود الصلب لصواريخ خيبر شيكان الإيرانية أو 200 من صواريخ حاج قاسم الباليستية.
شحنة ثانية بالطريق
كما ذكرت المصادر أن الشحنة تم شراؤها نيابة عن إدارة المشتريات في منظمة الجهاد الاكتفاء الذاتي (SSJO)، وهي جزء من الهيئة الإيرانية المسؤولة عن تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية.
بينما لم يتم تحميل السفينة الثانية، جيران، بعد ولم تغادر الصين، حيث تدير شركة خطوط الشحن التابعة لإيران (IRISL)، كلا السفينتين، وفقا لما ذكرته المصادر لشبكة "سي إن إن".
فيما من المقرر أن تنقل جيران بقية الألف طن إلى إيران حيث غادرت السفينة جولبون ميناء تايكانج إلى إيران في 21 يناير/كانون الثاني الفائت.
في موازاة ذلك لم تتمكن المصادر من تحديد ما إذا كانت الحكومة الصينية على علم بالشحنات قبل التقارير الإعلامية عن تحركاتها في أواخر يناير/كانون الثاني، لاسيما أن تسليم بيركلورات الصوديوم في حد ذاته ليس غير قانوني، ولا ينتهك العقوبات الغربية.
انتكاسات إقليمية
تأتي هذه الشحنة في الوقت الذي عانت فيه إيران من سلسلة من الانتكاسات الإقليمية مع الهزيمة الجماعية التي تعرض لها حلفاؤها من سقوط بشار الأسد في سوريا وخسائر حزب الله في لبنان.
وفي أعقاب الضربة الإسرائيلية على منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية في أكتوبر الماضي (2024)، اعتقد بعض الخبراء الغربيين أن الأمر قد يستغرق عاماً على الأقل قبل أن تتمكن طهران من استئناف إنتاج الوقود الصلب.
في حين أشار هذا التسليم إلى أن السلطات الإيرانية ليست بعيدة عن إنتاج صواريخها أو أنها قد تكون عادت بالفعل إلى ذلك.