بالصور.. جانب من القداس الإلهي بمناسبة تذكار القديس مار يوسف خنانيشوع - كنيسة مار كيوركيس في ديانا      حفل تأبيني على روح مثلث الرحمات مار ابرم موكان في تريشور/ الهند      سوريا: شابتان مسيحيتان مختفيتان.. ولا معلومات عنهما حتى الآن      اليوم الثاني من "أيام عنكاوا للشباب "AYM 2025: شباب يُصغون للدعوة ويُجدّدون التزامهم      غبطة المطران مار ميلس زيا، يقيم في تريشور قداس اليوم الثالث على رحيل غبطة المطران مار ابرم موكن      محافظ نينوى يبحث مع مطران الكنيسة الشرقية القديمة عودة المسيحيين إلى الموصل ويؤكد: سيتم إعادة بناء كنيسة حي النور      الأب كولومبا ستيوارت... حارس المخطوطات المشرقيّة      بذريعة البحث عن كنز مزعوم.. تدمير كنيسة أثرية أرمنية في تركيا      الإعلام السوريّ والمكوّن المسيحيّ... شراكة أم تهميش؟      عنكاوا تحتضن انطلاق "أيام عنكاوا للشباب 2025" تحت شعار: "أُعطيكم رُعاةً بحسب قلبي"      تسارع دوران الأرض يثير القلق.. وتحذيرات من "كوارث محتملة"      إسقاط مسيرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي      طقس العراق.. شديد الحرارة مع غبار و"زخات خفيفة" محتملة في دهوك      ترمب يستعد لإعلان خطة جديدة لتسليح أوكرانيا.. ومصادر: تشمل أسلحة هجومية      أمل جديد لمرضى الحساسية الموسمية.. اكتشاف علمي قد يغير طريقة العلاج      ترامب يتوج تشيلسي بكأس العالم للأندية      مسرور بارزاني يهنئ فريقي دهوك وزاخو بمناسبة تأهلهما لنهائي كأس العراق      توقيف 19 متّهماً بالضلوع في اندلاع حرائق غابات بالسليمانية      مقر بارزاني: بغداد تعهدت بحل مشكلة الرواتب خلال أيام ونمنحها فرصة أخيرة      النساء أكثر عرضة لألزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب
| مشاهدات : 1569 | مشاركات: 0 | 2020-08-07 18:31:30 |

مجزرة سميل ؛ بداية انطلاق التجاوزات على شعبنا في العراق

حميد مراد

 

  بكل حزن والم تمر علينا الذكرى ( 87 ) لمجزرة سميل، تلك الفاجعة البشعة التي تعتبر الجريمة الاولى التي نفذت ضد شعبنا الاشوري في الوطن، تلك الكارثة التي كشفت الوجه الحقيقي والدموي للحكومات العراقية في كيفية تعاملها مع من يختلف معها في الدين او القومية او ان يفكر في المطالبة بالحقوق المشروعة والاساسية، وتعتبر هذه النكبة منافية لقيم الانسانية والاعراف الدولية، والبداية الاولى لانطلاق الانتهاكات والتجاوزات التي توالت الواحدة تلو الاخرى واستمرت لغاية الان ضد هذا الشعب العريق الذي يتمتع بصفات حميدة واخلاص ومحبة صادقة لهذا البلد رغم ما تعرضوا له عبر تاريخهم من انتهاكات جسيمة في مجال حقوق الانسان، وظلوا صابرين ومتشبثين بتربة وطنهم وتاريخهم وحضارتهم التي اعطت للإنسانية الكثير، ويساهمون بكل اخلاص في دعم الاستقرار السياسي والسلم المجتمعي في البلاد .

- القوانين والاعراف الدولية :

  ومنذ بداية القرن الماضي تسعى المنظومة الاممية من خلال كافة الاتفاقيات والمواثيق والعهود الدولية لضمان حقوق الاشخاص المنتمين الى الأقليات القومية او الأثنية او الأقليات الدينية واللغوية من اجل حماية وجودهم في مناطقهم التاريخية، الا ان الانظمة السياسية والعقول التي حكمت بغداد كانت لها نزعة عنصرية وطائفية وانتقامية فجلبت الكوارث على ابناء هذه الاقليات، فقدم الاشوريون طلباتهم الى الحكومة العراقية من اجل نيل حقوقهم القومية، والحكومة اعتبرت هذه المطالب فتنة داخلية وتمس الأمن القومي للبلاد، فجرى تحشيد مكثف للراي العام العراقي، وبدعم بريطاني مبطن لأنها كانت تريد سلب ارادة الاشوريين والخلاص منهم رغم كل الخدمات الكبيرة التي قدموها لهم في الحرب العالمية الاولى وما تلاها، فسخروا كافة وسائل الاعلام ضدهم، في تصعيد قل نظيره في تلك المرحلة، وانهالت المقالات في الصحف اليومية ولمدة ثلاثة اشهر، الى جانب التقاء كافة الفرقاء في العملية السياسية على نقطة واحدة الا وهي عدم الموافقة على طلب الاشوريين، واتفقوا على ابادتهم، والغريب ان يتفق الفرقاء بهذه السرعة على نقطة واحدة التي تم ربطها بالوحدة وتربة الوطن وتهديد لمستقبل الامة الخ من الشعارات الجاهزة لتنفيذ جرائمهم النكراء ضد كل من يطالب بالحقوق ورفع الظلم عنه .. فتوتر الوضع العام ضد الاهالي واستشعروا بخطورته نتيجة المضايقات والاحتكاكات المتكررة، الى جانب الاستيلاء على محاصيلهم الزراعية من قبل جيرانهم من ابناء العشائر العربية والكردية، فضلا ً عن وضع زعيم الامة " البطريرك مار شمعون ايشاي " تحت الاقامة الجبرية في بغداد نتيجة رفضه التخلي عن المطالب المشروعة للشعب الاشوري.

- لماذا بكر صدقي حصرا ً ؟ :

  بعد ان اصبحت الامور واضحة للطرفين من ان هناك حرب قادمة، خطط الانكليز لها بعناية وبمكر مفرط، نسقت وشجعت رئيس الحكومة المعتوه رشيد عالي الكيلاني على ان يكون عميلهم العقيد بكر صدقي هو من ينفذ هذه الجريمة الغادرة، الوثائق البريطانية كشفت فيما بعد من ان العقيد في الجيش العراقي بكر صدقي هو احد عملائها. تحركت قطعات الجيش بقيادة العقيد السفاح بكر صدقي الى بلدة سميل التابعة الى محافظة دهوك الان في7/آب/1933 قادها قائمقام قضاء زاخو، واول قرار اصدره ضد الاشوريين طالبهم بتسليم اسلحتهم فورا ً وان يتجمعوا امام مركز الشرطة بحجة حمايتهم، فتجمع الالاف في هذه البلدة قادمين من عدة قرى .. وفي يوم 11 آب دخلت فرقة المدرعة بقيادة الضابط " إسماعيل عباوي " وعلى الفور امر بفصل الاطفال والنساء عن الرجال الذين تم ادخالهم الى غرف وفتح النار عليهم منهم رجال دين، واخرين جرى سحلهم وضربهم حتى الموت امام اطفالهم وعوائلهم واهالي البلدة في اسلوب فاشي مقيت ثم قتل الاطفال والنساء .. وفي مركز دهوك تم نقل الاشوريين بمركبات عسكرية الى خارج المدينة وتم تصفيتهم على الفور .. كما جرت معركة في القرى الحدودية المطلة على نهر خابور الفاصل بين الحدود السورية العراقية، استشهد فيها العديد من الابطال، وكانت قيادة الجيش الاشوري بسد الفارس ملك ياقو.

- الخسائر : " الاعداد المذكورة تقريبية لعدم وجود احصائية دقيقة ".

  كانت هذه الكارثة قد ادت الى استشهاد ما بين ( 3 الى 6 ) الاف شخص، وحرق وتدمير ( 66 ) قرية، وتهجير ( 70 ) الف شخص الى سوريا، وتجريدهم من الجنسية العراقية وكان في مقدمتهم البطريرك مار شمعون ايشاي في 17/آب/1933 وابعاده الى خارج العراق ونفيه الى جزيرة قبرص.

  ان عمليات القتل في سميل في ذلك التاريخ هو نفس الاسلوب الذي مارسته عناصر داعش الارهابية في منتصف حزيران من عام 2014 عندما قاموا بعزل النساء والاطفال عن الرجل وفتح النار عليهم ودفنهم في مقابر جماعية امام عوائلهم، انهم من تلك السلالة، ونفس النهج والفكر المدمر للإنسانية.

- انتهاء المعارك :

  بعد انتهاء المعارك اعلنت الحكومة في بغداد عن انتصارها بذبح السكان الاصليين من الاطفال والنساء والرجال، واستقبلت السفاحين استقبال الابطال ومنحتهم اوسمة النصر، وكان في مقدمتهم المجرم العقيد بكر صدقي !!.

  نتيجة الغرور والتعالي والعمالة اقدم هذا السادي بعد تحريضه من اسياده في عام 1936 ان يقود انقلابا ً ضد حكومة ياسين الهاشمي، لتكون نهايته الابدية عام 1937 عندما جرى اغتياله على يد نائب العريف " عبدالله التلعفري " في حديقة داخل مطار مدينة الموصل.

 - الختام :

  ان نكبة سميل تلتها جرائم وانتهاكات واعتداءات جسيمة اخرى تعرض لها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والارمني في العراق حيث تعرض الى النزوح القسري في عام 1961 عند انطلاق حركة التحرر الكردية نتيجة استمرار القصف الجوي والمدفعي لقراه لغاية عام 1975 حيث اصبحت هذه القرى ساحات حرام وعمليات عسكرية دائمة .. وفي عام 1969 نفذ الجيش عملية دنيئة اخرى ضد شعبنا في قرية صوريا .. والجريمة الكبرى كانت عمليات الانفال عام 1987 نفذت ضد قرى كوردستان ومنها قرى شعبنا، وخلال هذه الاعوام شرد اكثر من ثلثي شعبنا الى مدن بغداد والموصل وكركوك والبصرة .. وعند تغيير النظام البائد عام 2003 بدأت المضايقات والانتهاكات ترتفع وتيرتها بين الحين والاخر لتصل ذروتها عندما تم اختطاف وقتل الشهيد المطران بولس فرج رحو عام 2008 في مدينة الموصل .. واقتحام كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 .. ختموها عام 2014 بإدخال تنظيم داعش الارهابي على بلدات شعبنا في محافظة نينوى، كل هذه الجرائم والتجاوزات ادت الى هجرة ابناء شعبنا الى الخارج وتناقص اعدادهم بشكل مخيف، ورغم كل هذه الكوارث لازالت قوى ومؤسسات شعبنا لا تمتلك اي مفهوم حول الاسباب الحقيقية التي اوصلت ابناء شعبنا الى هذا الحال، او التحرك لوضع خطة استراتيجية موحدة حول القضايا المصيرية في الوطن للمرحلة المقبلة.

 

المجد لشهداء سميل شهداء الحرية.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4665 ثانية