عشتارتيفي كوم- ايبارشية اربيل الكلدانية/
عنكاوا – الخميس 10 تموز 2025 في اليوم الثاني من "أيام عنكاوا للشباب AYM 2025، تواصلت مسيرة النعمة التي تعيشها الشبيبة في كنيسة الرسولين بطرس وبولس، حيث اجتمع المئات للصلاة، التأمل، والتمييز، ضمن برنامج رعوي يلامس أعماق القلب، ويوقظ النداء الإلهي في حياة كل شاب وشابة.
بدأ النهار بالقداس الإلهي الذي ترأسه سيادة المطران مار بشار متي وردة، راعي إيبارشية أربيل الكلدانية، الذي ألقى عظة مؤثرة تمحورت حول نداء الله الخفي في حياة الإنسان، مُستلهمًا من دعوة صموئيل وإرميا والرسل الأوائل، ليؤكد للشباب أن "مصباح الله لم يُطفأ بعد"، وأن الربّ لا يزال يهمس في قلوبهم، داعيًا إياهم لينهضوا ويُلبّوا الدعوة دون خوف أو تردّد.
وفي نبرة أبوية صادقة، حثّهم سيادته على الإصغاء، قائلاً: "لا تُشاكلوا هذا الدهر… بل قدّموا أنفسكم ذبيحة حيّة"، مشدِّدًا على أن كل شاب يحمل في داخله نعمة فريدة، ورسالة مميّزة، وأن الكنيسة بحاجة إليهم جميعًا، لأنهم شهود حيّون في أماكن قد يصعب على الكنيسة الوصول إليها.
في أعقاب القداس، قدّم الأب روي عبد الله، الكاهن اللبناني من الرهبنة المريمية، مداخلة تعليمية شدّدت على مسؤولية الشبيبة في زمن الأزمات، داعيًا إياهم إلى التخلّي عن عبارة "ليس من مسؤوليتي"، واستبدالها باعتراف ناضج: "هذا من مسؤوليتي"، تجاه الكنيسة والعالم، مستندًا إلى تأملات في الكتاب المقدس وحياة القديسين.
كما ألقى الأب فادي ليون مداخلة روحية حول "القلب وما يرغب"، مُضيئًا للشباب طريق التعرّف على أعماقهم، كخطوة أولى لتمييز حقيقي وصادق للدعوة، بعيدًا عن المؤثرات السطحية.
وتضمّن اليوم أيضًا لقاءً حواريًا مع عدد من الرهبانيات الرجالية والنسائية، عرضوا فيه خبرتهم في الحياة المكرّسة ورسالتهم في الكنيسة، أعقبه عرض فيلم وثائقي عن الطوباوي الشاب كارلو أكوتيس، الذي لمس قلوب الحاضرين ببساطته وتكريسه الكامل للرب في زمنه الرقمي.
في فترة بعد الظهر، شارك الشبيبة في قراءة متعمّقة من إنجيل مرقس ضمن نشاط تفاعلي بعنوان: "حوار مع سمعان بطرس: كيف ولماذا تبعتَ يسوع؟"، حيث أفسحت المجموعات الصغيرة المجال للنقاش المفتوح والصادق حول معنى التبعية والدعوة اليوم.
واختُتم اليوم برتبة سجود أمام القربان الأقدس تحت عنوان "هاءنذا يا رب"، تخللتها تأملات ونصوص كتابية ولمسات روحية شخصية، وكان لسرّ التوبة حضور عميق، إذ اقترب عدد كبير من الشبيبة من سرّ المصالحة، في تجديد صادق لعلاقتهم مع الرب، بحضور 32 كاهن لسماع الاعتراف.
هكذا، اختبر المشاركون في اليوم الثاني من AYM 2025 نعمة الدعوة من جديد، لا كفكرة مجرّدة، بل كمسيرة التزام حيّ، ونداء يُنتظر الإصغاء إليه. فصوت الربّ لا يزال يُنادي: "هاءنذا أُرسلك…"، والكنيسة تنتظر من يُجيب: "تكلّم يا رب، فإن عبدك سامع".