الجيش الألماني ضمن التحالف يزور مطرانية القوش للكلدان      الثقافة السريانية تشارك في ختام فعاليات مهرجان عيد الصليب في شقلاوا      الاتحاد السرياني وحراس الأرز: لا إنقاذ للبنان إلا بسحب السلاح والالتزام بمسار السلام      ندوة عن المواقع الأثرية المسيحية بمتحف البحرين الوطني      بيان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) بمناسبة الذكرى 56 لمذبحة قرية صوريا      غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بقداس عيد الصليب المقدس في كنيسة أمّ المعونة الدائمة في سان دييغو – كاليفورنيا      القداس الالهي بمناسبة عيد إكتشاف خشبة الصليب المقدس - ورسامة وترقية كوكبة من الشمامسة لكنيسة العذراء سيدة السريان في دهوك      الرئيس بارزاني يستقبل عدداً من الشخصيات الآشورية المقيمة في الولايات المتحدة      نيجيرفان بارزاني يستقبل وفداً من آشوريي أمريكا ويؤكد على سياسة الإقليم في حماية المكونات وثقافة التعايش      مسرور بارزاني لمجموعة من الشخصيات الآشورية الأمريكية: نؤكد التزامنا بصون حقوق مختلف المكونات       "سومو": استمرار الجهود للوصول الى اتفاق نهائي يتيح استئناف التصدير من إقليم كوردستان      الكهرباء الاتحادية تقول إنها تعدّ خططاً لتطوير قطاع الطاقة استعداداً لصيف 2026      القوات الإسرائيلية تتقدم بمدينة غزة.. وغموض يلف مصير الأسرى      الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح والعذراء مريم عبر العصور      ألونسو: هدف ريال مدريد الفوز بدوري الأبطال..ونعوّل على مبابي      ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.. قاتل يتخفى في صمت      البابا في يوبيل التعزية: العزاء يأتينا من الإيمان الراسخ والثابت      مساحات خضراء بمعايير أوروبية.. أربيل على خطى مدريد وباريس      ترامب يهدد بفرض حالة طوارئ وطنية في واشنطن      FDD تشكك في فعالية اللجنة العراقية المُكلّفة بالتحقيق في "تهريب النفط الإيراني بوثائق عراقية"
| مشاهدات : 1088 | مشاركات: 0 | 2020-02-24 09:50:36 |

الشهادة وحدها لا تكفي

ثامر الحجامي

 

 

   عندما يأتي الإنسان الى الدنيا فإنه يتعرض الى سقوطين، الأول من رحم أمه والثاني الى حفرة القبر عندما يغادرها، وما بين سقطتي الولادة والموت تجري أحداث كثيرة، غالبها بمحض إرادة الانسان وبعضها خارجة عنها، يسعى خلالها للكمال الدنيوي أو الإخروي، راسما فيها ملامح شخصيته، كاتبا تاريخه الذي سيخلفه بعده.

  هكذا تجري محركات الدفع الغريزية، لتنتج شخصيات وأحداث تكوُن في مجملها طبيعة الحياة البشرية التي نعرفها، فنرى فيها صراعات متعددة ما دام يدور الليل والنهار، ونشهد تغييرا في الشخوص البشرية، ما دام هناك سقوط الى الأرض وسقوط فيها.

   تكونت خلال ذلك مفاهيم شرعتها الأديان السماوية، وإتفقت عليها البشرية، من قبيل الحق والباطل، والخير والشر، والظالم والمظلوم، والحقوق والواجبات، حتى كان لبعض المفاهيم قدسية يسعى لنيلها أفراد البشرية، لأنها تضعهم في مصاف الخالدين في التاريخ البشري، بل وربما الخلود الإخروي، بينما بعض المفاهيم كانت رذيلة، لدرجة أن أصحابها يكونون ملعونين ومحل سخط وسخرية وإزدراء، وإن حاولوا بشتى الطرق تغطية أفعالهم بعناوين براقة.

   من تلك العناوين البارزة التي خلدت أصحابها، هي محاربة الظلم والطغيان والوقوف بوجه الطواغيت، وتقديم التضحيات والأرواح في سبيل قضايا الأمة الكبرى، أو من أجل مفاهيم إتفقت البشرية على قدسيتها كالدين والوطن والأرض والعرض،  إضافة الى الطائفة والعشيرة، وصعودا الى الشعوب بأكملها، لذلك فإن كثيرا ممن خلدهم التاريخ، قد وهبوا حياتهم من أجل الدفاع عن مقدساتهم فنالوا أعلى درجات التقديس البشري، وربما الخلود الإخروي الذي نصت عليه الديانات، إذا صح صراع الحق ضد الباطل.

    لذلك كانت " الشهادة " أعلى الدرجات التي يسعى إليها الإنسان المؤمن بقضيته، المدافع عن مبادئه، الساعي الى دفع الظلم عن أمته، الواقف بوجه الإعتداءات الباطلة التي تهدد وجود شعبه، ويدفع الحيف عنهم بأغلى ما يملك وهي روحه التي ترتفع الى عنان الخالدين، وجسدة الذي يسقط في حفرة الحياة الأبدية، تاركا سفرا ناصع البياض وتاريخا يكتب بأحرف من نور، وأمة تفتخر بتلك التضحيات الجسام، وتخلد ما سطره الشهداء من بطولات، وإمتنانا عظيما وتكريما كبيرا لتلك الدماء التي حفظتها وصانت كرامتها، فجعلتها تتفاخر على غيرها من الأمم.

    الشواهد كثيرة لإحتفاء الامم بشهدائها وتكريمهم، ولا يكاد يخلو بلد في العالم من نصب أو ساحة أو شارع بإسم شهيد، حتى أصبح من البديهيات التي تتسابق عليها الشعوب، إحتفاء بهم وتكريما لتضحياتهم، وليكونوا مثالا في الإيثار والتضحية للأجيال القادمة، ورموزا شامخة تجسد حضارة الشعب وما تعرض له من أخطار وتحديات، وهكذا جرت العادة في العراق الذي كان نصيبه الملايين من الشهداء!

    فمن ضحايا النظام البائد؛ بين معدومين ومحروقين في أحواض التيزاب، الى شهداء المقابر الجماعية وضحايا التفجيرات الإرهابية وقوات الإحتلال، مرورا بشهداء سبايكر، وصولا الى شهداء فتوى الدفاع المقدس ضد المجاميع الإرهابية ومعارك التحرير ضد داعش، كانت قوافل الشهداء تملأ الشوارع لتدخل البيوت، معلنة الوداع الأخير، تاركة إرثا من البطولة والتضحية والفداء.

   كل هذا التفاني والإخلاص والإيثار، مع مظلومية الشهداء ومحرومية عوائلهم بسبب فراقهم، لكن ذلك لم يرق لمن إمتلأ قلبه حقدا وغلا، فيعمد الى الإنتقاص من تلك التضحيات، ومن تلك الدماء الزاكية التي أحيت الأمة وأعادت هيبة الوطن، ويحاول بشتى الطرق أن يساوي ما دونها بها، بل إن " البعض " نظم حفلأ جماعيا لإحراق صور الشهداء، وكأنه يخاطبهم : " إن تكونوا شهداء لا يكفي.. ما لم تكونوا من حزبي ".

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.7700 ثانية