تعيين سيادة المطران حبيب هرمز زائرا رسوليا جديدا لأوروبا      نيافة الحبر الجليل مار طيماثاوس موسى الشماني يزور طلاب الدورة الدينية الصيفية ( مدرسة ديانا )/ برطله      كنائس دمشق تتحدّى الخوف وتواصِل قداديسها بعد التفجير الأخير      بعد تفجير كنيسة مار إلياس.. دعوات للمحاسبة والوحدة من قلب السويداء      نورشوبينغ تتضامن: وقفة مؤثرة مع ضحايا الاعتداء الإرهابي في دمشق      مدرسة الموهوبين /نينوى، تحتفي بتأهل الطالب جرجس علاء جرجس لتمثيل الفريق الوطني العراقي في الأولمبياد الدولي للكيمياء      قداسة البطريرك مار آوا الثّالث يترأس طقس رسامة المؤمنَين ديماتور بيث اوشانا ونينوس ابرم الى درجة الهيوبذيقنى، والهيوبذيقنى كريس ججو للدرجة الشمّاسيّة - كنيسة مار يوسف في كاليفورنيا      غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد القديسَين مار بطرس ومار بولس - الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت      البابا يترأس القداس الإلهي في عيد القديسين بطرس وبولس ويتحدث عن الوحدة والشركة الكنسية وعن حيوية الإيمان      المحامي الآشوري الشاب من سيدني، أوليفر صليوا، يتسلّم جائزة السلام العالمية      إيجابيات وسلبيات النوم تحت المروحة      آخر صناع العود في دارمسوق (دمشق*): إرث عائلة مسيحية      الكاردينال غوجيروتي يعرب عن قلقه حيال مصير الحضور المسيحي في الشرق      بغداد وأربيل تقتربان من الاتفاق على النفط والرواتب      مشروع الإمداد السريع بالمياه في أربيل يقترب من الاكتمال بنسبة 90%      الإعلام الحكومي: تحويل ما يقارب الـ 17 مليون وثيقة صحة صدور من ورقية إلى إلكترونية      وسط مفاوضات معطلة.. روسيا تتقدم في شرق أوكرانيا وتستعد لاستنزاف كييف بـ"هجوم صيفي"      ترمب يوقع أمرا تنفيذيا برفع العقوبات عن سوريا      الهلال يكتب التاريخ.. أول فوز عربي وآسيوي على مانشستر سيتي      سيارة رباعية الدفع بحجم دراجة نارية للتغلب على ازدحام المدن
| مشاهدات : 1031 | مشاركات: 0 | 2019-12-05 11:01:41 |

ثورة الغضب والخوف من انهيار قوتها الناعمة

رسل جمال

 

تدخل  التظاهرات (السلمية) يومها الأربعين في بغداد والمحافظات على وتيرة متصلة، ومع استمرارها وِلدت صور وطنية مشرقة من رحمها، ما بين عمل تطوعي و التكافل الاجتماعي كالطبابة، وغسل ثياب المتظاهرين و تنظيف الشوارع وصبغ الأرصفة والرسم على الجدران، اضافة إلى القضاء على بعض السلوكيات المشينة التي كانت منتشرة بين فئة الشباب والمراهقين كالتحرش، ففي مكان مزدحم بالرجال عادة في الأيام العادية (قبل المظاهرات) الا وهو الباب الشرقي، وحديقة الأمة اذ كان يصعب على النساء المرور بهذه المناطق، خوفاً من التعرض للتحرش، أما اليوم فنرى النساء جنباً إلى جنب، مع اخوتهن الرجال يساندنهم ويعبرن عن صوتهن بكل حرية وهن على ثقة تامة أنهن لن يتعرضن لأي اذى، فهناك حالة من الاطمئنان يسود المكان وهذه نعمة نحمد الله عليها٠ 

 

سلوكيات اعتقد البعض انها اندثرت في مجتمع أرهقته الحروب والأزمات والصراعات الدائرة، بين إرادات متناحرة مستمرة لكسر الأخر وإقصاءه، ففي خضم كل هذه الإرهاصات والملابسات انطلقت شرارة التظاهرات، منذ اكتوبر الماضي وبغض النظر عن المحرك الحقيقي للتظاهرات سواء كان الفشل المتراكم لحكومات سابقة، أو أيادي خفية تحركها مواقع السوشيال ميديا وتحدد توقيتاتها، الا انها موجودة بقوة ولا احد يمكن ان ينكر ذلك٠

 

رغم الجانب المضيئ للتظاهرات، الا انها لا تخلو من الجانب المظلم والمظهر الجوكري، الذي يريد ان يسيطر على المشهد ليجر المظاهرات إلى طريق الا عودة والانظام، ويتجسد بأبشع صورة في الإصرار على التعدي على المال العام، والإصرار على كسر عجلة الاقتصاد وذلك بشلل اهم مركز تجاري في بغداد، والاستقتال  على تعطيل الحياة فيه ، (الشورجة ) الذي يشكل مصدر رزق للعديد من العوائل ٠

 

هناك اقتتال  وهو الوصف الحقيقي لما يجري في ازقة شارع الرشيد وليس تظاهر،ولا يوجد أي مسوغ له، ولا يراد منه الا التخريب، فهو انهيار واضح للقوة الناعمة المؤثرة التي كانت تملكها المظاهرات السلمية، وحجة لمهاجمتها، وعليه فالميدان بات يفرز المتظاهر الحقيقي من المدعي، فالمرابطين في المطعم التركي (جبل أحد) وساحة التحرير  وحديقة الأمة وشارع السعدون والنفق، لأيمكن ان يتساوى مع من يرابط في شارع الرشيد ومن يرمي قنابل المولوتوف، على القوات الأمنية التي تحمي البنك المركزي وغرفة التجارة، وعليه يجب الوقوف بحزم مع تلك الفئة الضالة، وفرزها عن جموع المتظاهرين السلمين! 

 

ورغم عفوية التظاهرات وربما هذه احدى نقاط قوتها، ظهرت العديد من المشاهد المخيفة والمرعبة، وندعوا الله انها سقطت سهوا من شبابنا المندفع بحماس، وليس منهجاً يتخذه اوطريقته بالتغيير، اذ ظهرت مقاطع فيديو تحرض على الاستهانة بالثوابت والمعتقدات والتجرء على المقدسات ومحاولات لحرق مراقد لاولياء الله كما حدث من عبث ومحاولات  لحرق مرقد السيد محمد باقر الحكيم في النجف الاشرف فهو حرف لمسار التظاهر الحضاري، وانسياق الجمهور للتفكير الجمعي الخاطئ، لان إهانة رجل الأمن أو رجل الدين أو شيخ العشيرة أو المعلم أو الطبيب، هو إهانة لثوابت المجتمع وضرب الإنسانية في الصميم، ولا يمثل أي انتصار للتظاهرات بل العكس تماماً فهو رجوع إلى الوراء وانحدار نحو العبث والفوضى، والتمهيد لكسر حاجز الحرمات تحت بند الحريات الشخصية!

 

حان الوقت ان يترأس التظاهرات والحراك الشعبي من يعبر عنه ويتكلم بلسان حاله، ويقود هذا الجمهور المنتفض، خصوصا مع وجود حالة من الرفض القاطع للطبقة السياسية الحاكمة منذ ٢٠٠٣ ولغاية اللحظة، أي اننا أمام دورة حياة جديدة لعملية سياسية مغايرة للسابقة، يطمح لها الشارع العراقي ويحلم بها، وعليه فان ساحة التحرير اليوم مطالبة بتقديم ورقة بديلة تتضمن اسم لقائد ونظام يختاره الشارع ويتحمل مسؤولية ووزر اختياره، فالشباب المنتفض اليوم أمام تركة ثقيلة وامانة عظيمة وهي دماء الشهداء التي نزفت بتلك الساحات، ودموع الأمهات الثكلى، وعليه فان التظاهرات اليوم تواجه تحدي بالمحافظة على ما تملك  من قوة ناعمة وهو ثمرة هذه الوقفة التي استمرت لأربعين يوماً،وتفويت الفرصة على سراق الثورات واللاهثين وراء بريق السلطة من جديد!

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4505 ثانية