أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 1330 | مشاركات: 0 | 2019-11-11 10:05:28 |

رأي في التظاهرات العراقية

د. عبدالله مرقس رابي

 

في ضوء اللقاء مع المحامي "ظافر نوح"

من موقع الحدث

 

                      لتسليط الضوء على أنتفاضة الشعب العراقي الحالية في بغداد والمحافظات الجنوبية، اعتمدت على المعلومات التي وُردت مباشرة من أحد المتظاهرين المعروفين الذي نزل الى الساحات من اليوم الاول مُشاركاً ومتابعاً ومعتصماً في خيمة المحامين لما يجري على الارض، وهو الاعلامي والناشط الحقوقي المحامي "ظافر نوح" رابضاً مع المتظاهرين في ساحة التحرير حيث موقع الحدث. من خلال المقابلة التي أجراها معه الاعلامي "فوزي دلي " من أذاعة "صوت الكلدان" في ولاية  مشيكن الامريكية. وكانت التغطية المعلوماتية له على أثر الاسئلة الشاملة والدقيقة التي طُرحت عليه.

وصف ضيف أذاعة صوت الكلدان من موقع الحدث التظاهرة: أنها تظاهرة الشعب العراقي بكل أطيافه خرجوا الى الساحات مطالبين بحقوقهم والقضاء على الفساد الاداري ومحاسبة الفاسدين في الحكومة العراقية، تظاهرة سلمية انطلقت في الاول من تشرين الاول بحماس كبير وأندفاع لا مثيل له، تجمعهم كلمة رائعة ومُهيبة هي "العراق"التي بترددها أسحقت الطائفية المتخلفة التي أوقعت البلاد في أتون لا خروج منه الا بمناداة "نحن عراقيون". وشعارهم " الوطن" وتحت راية واحدة موحدة"العلم العراقي" لا راية الميلشيات والاحزاب السياسية الطائفية.

وصفها "نوح" انها حلم ومعجزة ،اذ لم يتوقع أحد ،وحتى المحللين السياسيين أن يحدث أحتجاج عارم وبهكذا قوة ضد الحكومة. بل الحكومة نفسها توقعت أنها ستكون مؤقتة وتتفرق بسهولة ،الا ان الاعداد تتزايد يومياً الى أن وصل المليون شخص من شباب من كلا الجنسين ومختلف الاعمار ومن كل فئات الشعب. يقول: هي الثورة من أجل حياة أفضل، وانعطاف كبير في تاريخ العراق اليوم. ثورة ضد الحكومة التي أنتكست في تحقيق العيش الملائم للشعب العراقي، التي أخفقت في تحقيق أبسط الخدمات،وهي ضد الاحزاب السياسية الطائفية التي وضعت الدستور ولم تطبقه.

متظاهرون تجمعهم فكرة واحدة هي مطالبة بالحقوق والعيش الرغيد، ثورة رافقها التغيير في العقلية العراقية، تغيير في عقلية الانسان العراقي، فبدلاً من الطائفية ،الرغبة الجامحة في التعايش السلمي بين مختلف مكونات النسيج العراقي تحت مفهوم "الوطن" وراية واحدة هي راية العراق.وهذا يعد أول أهداف الثورة ،واول انجازها،التحول في العقلية للشعب العراقي.ولهذا كانت صدمة للسلطات ،كيف حدث هذا ولم يتوقعوا من شباب اليوم هكذا أندفاع للمطالبة باصلاح النظام السياسي ،وتطبيق الدستور،لا للمحسوبية ولا للعشائرية ،ولا للطائفية، انما الالتزام بالضمير والانسانية ،عليهم أن يعوا انهم في وطن.وليس من بين المتظاهرين مندسين وحاقدين كما يُروج.

ردة فعل الحكومة

توقعت السلطة بأن التظاهرة ستنتهي،ولكن بعد استراحة أحتراما لارواح الشهداء،انطلق مُجدداً المتظاهرون بكل اطياف الشعب العراقي،وكان ذلك العدد مفاجأة للحكومة.وعلى أثر هذا الاصرار من الشعب بدأت مقاومة الحكومة لهم ، فتعرض المتظاهرون يومياً الى غازات مُسيلة للدموع ، وأُغمي عليهم  العديد منهم، وبعض حالات الاختناق ،وقد وصل أحد الايام عدد القنابل الى 400 قنبلة. وأستخدمت الغاز الثقيل الخارق للجمجمة ،وقد جمعنا الظروف الفارغة لتلك القنابل للتعرف عليها واجراء التحقيق لكشف عن هذه المادة التي عرفنا أنها ليست قنابل مُسيلة للدموع، وهي غريبة ومن الصعب التعرف عليها، ونحن كمحامين قدمنا الشكاوي لمنظمات دولية للاجراء اللازم.وقد توقف اطلاق القنابل أثناء زيارة ممثلة الامم المتحدة في العراق في ذلك اليوم ، انما في الليل أطلقوا على المتظاهرين مادة الكبريت. في البداية تخوف المتظاهرون  للاعراض التي سببتها هذه القنابل ،ولكن تدريجياً تشجعوا وأستمروا بأحتجاجهم وأطلقوا على هذه الغازات " عطر الابطال" فأُطلقت هتافات "أضربونا بعطر الابطال".أضافة الى انتشار اشخاص ملثمين لتهديد وترهيب المتظاهرين.وكل هذا لايثني من عزيمة المتظاهرين بدليل أن عددهم يتزايد يومياً.بالرغم من وصول عدد الشهداء لحد هذا اليوم 200 شهيدا والاف من الجرحى والمعتقلين.

أما سلمياً كانت ردة الحكومة أصدار بعض البيانات التي لم تلتق مع مطاليب المتظاهرين، بل انكشف امامهم أن الحكومة تخدعهم، فكيف مضى على حكومة عبدالمهدي سنة كاملة دون توظيف شخص واحد ،ولكن في بيانه أكد على توفير الان 12 الف وظيفة.وقد أدرك المتظاهرون ان هذه التصريحات ليست الا للالتفاف حول حقوق الشعب ،وعلى أثرها فقدت المصداقية وتُعتبر محاولات تخديرية. لم يطلب المتظاهرون تنازلات من الحكومة،ولكن عليها واجبات ،كما للشعب حقوق.بل مطاليبهم هي نظام جديد للاحزاب، وان لا تكون الدولة مؤسسة مبنية على حساب المذهبية والدينية والعشائرية،انما الالتزام بالقانون وتطبيق الدستور والانسانية .وليس للحلول الترقيعية.

 ويضيف قولا: لا يوجد لقاء بين الثوار والحكومة، فالسلطات الثلاث مصدومة ،ليس لهم خطاب ليعلنوه وليس لهم جواب. ويعرفوا جيداً ان الشعب مصدر السلطات بحسب الدستور المادة الخامسة، جاء بهم الشعب،ومن حقه أن يغيرهم طالما لم يححقوا شيئاً له.وعليهم أحترام أرادة الشعب العراقي.فالخطأ ليس على الارض ،أنما الخطأ عندهم.

الحياة اليومية للمتظاهرين

  يقول المحامي المعتصم" ظافر"  بالرغم من الاعداد الغفيرة جداً من المتظاهرين،هناك تعايش بينهم سلمياً ومشاعر موحدة لان هدفهم واحد. وتجاوب الشعب لاستمرار التظاهرة قائم.والشعب يمول نفسه، كالتبرع بالماء والاكل الذي يتم تحضيره في البيوت، ونقل المتظاهرين الى ساحات الثورة ، فاشتهر أصحاب "التكتوك" التي كانت منبوذة ورُوج لمنعها قبل الثورة من قبل الحكومة ،وقد أستخدمها أصحاب المدخولات المتدنية للتنقل ،انما اصبحت اليوم رمز للثورة فسواقها هم أصحاب فضل للمتظاهرين،أذ نقلوا المصابين الى المستشفيات والمتظاهرين الى ساحات الثورة ،فأصبحوا قادة الثورة بدلا من طبقة مسحوقة.

وهناك من يتبرع لتوفير الادوية وبعض الحاجات الاخرى للمصابين ومنهم جمعية "سان جود "الكلدانية وقدم البطريرك الكاردينال ساكو وفريقه من الاساقفة الى ساحة الثوارحاملا معه الادوية واحتياجات أخرى للمتظاهرين،وكان حضوره داعماً ومحفزاً لهم ووجوده يعد رسالة بأنه احتجاج وطني،وقد عبر المتظاهرون عن فرحتهم وأعتزازهم به.( هكذا ينقل الاعلامي المهني بشفافية الخبر بدون تأويلات شخصية عن الحدث والسلوك ، ودون أن ينعت الانسان بصفات لايمكن كشفها عن الشخصية الا من قبل الباحثين الاجتماعيين والمختصين بالصحة النفسية من خلال دراسات معمقة وقياسات علمية لهذا الغرض .اذ ظافر نوح، هو اعلامي مهني خريج كلية الاعلام ،جامعة بغداد قبل أن يكون محامياً ويمارس كلتا المهنتين بشفافية وحيادية. وهو مع المتظاهرين حالياً للتوعية بحقوق الانسان والتأكيد على سلمية الاحتجاج ومساعدة اًلمصابين ).

ومن بين المتظاهرين أطباء وصيادلة وطلبة الكليات الطبية والصيدلة، يقدمون ميدانياً أفضل الخدمات لانقاذ الجرحى، فقبل نقل المُصاب الى المستشفى، يجرون عمليات التنفس الاصطناعي لتفادي الاختناق، تزويدهم بالمغذي ووقف النزيف. وقد طلبت الحكومة منهم عدم القيام بهذه الخدمات في ساحات الاحتجاج وهُددوا بطردهم من كلياتهم، لكن يزدادون أصراراً لتقديم خدماتهم الانسانية. كما لا يقصرن النساء والشابات في تنظيف ساحات الاحتجاج وتقديم المساعدات للمتظاهرين ،وهي حالة نفتخر بها ،حالة تقدم لنا  صورة عراق موحد تضامني وحالة من العيش المشترك.

هكذا هي الحياة اليومية للمتظاهرين وتفاعلهم اليومي،وهم شبه معزولين عن العالم الخارجي كما عبر عن ذلك ضيف الاذاعة لعدم السماح للاعلاميين وممثلي المؤسسات الاعلامية لتغطية الاحداث ومنعهم من الدخول الى ساحات الثورة واللقاء مع المتظاهرين. بينما يدخل بعضهم بخفية عن الانظار ويخافوا من كشف الحقائق.

يمكن الاستنتاج مما قدمه الاعلامي والحقوقي المعتصم "ظافر نوح" من موقع الحدث عن التظاهرات الشعبية العراقية ضد الحكومة القائمة أنها:

تحرك شعبي لتفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية في البلد منذ عام 2003.وعدم وفاء الحكومات المتعاقبة بالوعود التي أطلقتها للاصلاح وتقديم الخدمات وتوفير مستلزمات العيش الانسانية والقضاء على الفساد،وتجاهلت السلطات مطالب الشعب وأنشغلت بتوزيع المناصب والصراع عليها من قبل الاحزاب السياسية الطائفية.

أدرك الشعب العراقي الحقائق ،حقائق العمل السياسي الحالي بأنه غير مجدي ،وبالرغم من تغيير الوجوه القيادية ،الا ان السلوك واحد والفكر نفسه لايتغير،فتولدت قناعة عنده بأن النظام السياسي الحالي الطائفي والذي يتخذ من المحاصصة في ادارة دفة الدولة لابد أن يتغير،فكل ما تؤديه الحكومات من محاولات ما هي الا ترقيعية ،والا لماذا يستمر الفساد في كل مؤسسات الدولة من القاعدة والى القيادة، ولم تُعالج ظاهرة البطالة، وعدم توفر الخدمات الارتكازية التي تعد من اولى واجبات الحكومة.

على أثر هذا الاسلوب السياسي والاداري المُتبع ،فقد الشعب العراقي الثقة بالسلطات الثلاث،وعدم المقدرة في التحكم بالاحداث لتحقيق الاستقرار والعيش الرغيد بالرغم للعراق ثروات طبيعية وبشرية تجعلها من الدول الغنية والمتقدمة.

ثارت الجموع الشبابية ولحقتهم أطياف مختلفة من الشعب ،من مختلف الاعمار والجنسين،ومن مختلف المهن والطبقات الاجتماعية والطلبة من مختلف المراحل الدراسية وكل مكونات النسيج العراقي ومن كل قوى التيار الديمقراطي،نعم الشيعة أعدادهم كثيرة وهذه حالة طبيعية لتفوق عددهم ،وهذا لا يعني أنها تظاهرة شيعية ،ففي بغداد كل المكونات المذهبية .والدليل على أنها ليست كذلك، وحدة هتافات المتظاهرين  من اليوم الاول حيث أطلقوا شعار "العراق" ونحن عراقيون ونحن هنا من أجل الوطن وانقاذه ووحدتهم في رفع راية واحدة هي " علم العراق" وليست ألاعلام والرموز الطائفية كما تعمل الاحزاب السياسية الدينية وميليشياتها.

هدفها واحد هو المطالبة بحقوقهم وحاجاتهم التي على الحكومة توفيرها،ولوحدة الهدف تميزوا بالعقل الجمعي الذي وحد سلوكهم التعبيري ومشاعرهم في التظاهرة. تجاوز تجمعهم حدود الطائفية المذهبية والاثنية المتخلفة التي أوقع وجودها البلد في مأساة اجتماعية وأقتصادية وسياسية تاريخية لا مثيل لها في التاريخ العراقي المعاصر.وقد يكون عدم وقوع هذه المظاهرات في المحافظات ،الانبار ونينوى وصلاح الدين  ومحافظات أقليم كوردستان،للظروف التي تمر بها حالياً لانها توا خرجت وتخلصت من حرب مدمرة لسيطرة داعش عليها حقبة من الزمن فانهكت وهي في حالة التعافي مما خلفته الحرب ولها مشاكلها الاستقرارية، واما اقليم كوردستان له خصوصيته في الحكم والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويكفي ان المتظاهرين موحدون تحت راية العراق.

قيام هذه الثورة يعد رسالة واضحة للعالم أن حكومة العراق غير صالحة وليست وطنية، وان ولائها ولاء حزبي وطائفي متخلف وتقودها دول الجوار وتوجهها بحسب مصالحها ،لا تعرف القانون وتطبيقاته في ادارة الدولة والمجتمع. فهي ثورة ضد التدخل الاقليمي والطائفية والمحاصصة والفساد بأنواعه.

وهل ستحقق النجاح ثورة الشعب العراقي؟

النجاح مرهون بعوامل متعددة ،منها:الاصرار والاستمرار بالاحتجاجات السلمية ،مساندة الجيش العراقي وان لايبقى متفرجاً فهو لحماية الشعب وصيانة حقوقه،انضمام أعضاء النواب البرلمانيين مع المتظاهرين ولا يبقون متفرجين فالشعب الثائر رشحهم ليمثلونه، بتر يد ايران من التدخل بشؤون العراق السياسية، مساندة الامم المتحدة واتخاذ الاجراءات الميدانية وليس الاكتفاء بالتنديد، مساندة الدول العظمى للمتظاهرين.وأخيراً تشريع قوانين لاتجيز بتاسيس احزاب سياسية على اساس المذهبي أو الطائفي أو الاثني.

مع كل التمنيات للشعب المتظاهر الذي يسعى لتحقيق الكرامة، النجاح،وشكرنا للاخ المعتصم ظافر نوح لما قدمه لنا من معلومات من موقع الحدث. وشكرنا لطاقم اذاعة صوت الكلدان من مشيكن وشكري للاخ فوزي دلي.     










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5965 ثانية