نتيجة التخلف في معظم بلدان الشرق الأوسط والبلدان المتاخرة عن الحضارة برزت العقلية القبلية والعشائرية والطائفية في ادارة الحكم سواء كانت حكومات شمولية او الديمقراطية الحديثة بعد الربيع العربي الذي تحول الى فوضى وحريق عربي،بسبب نتيجة هذا التخندق الطائفي والقبلي والعشائري، مما ادى الى تحول نظام المحاصصة الى دكتاتورية جديدة تقودها الطائفة الأكبر مع توافق بين الكتل المشاركة في الحكومة، وهذا ادى الى حكومات غير كفوءة وفاسدة وهذا ظهر جليا في العراق بعد السقوط ، حيث سرقت مئات المليارات من مداخيل العراق وذهبت الى جيوب الفاسدين، ونتيجة هذا الفشل في كل الميادين في تقديم الخدمات وفي البناء انفجرت الأوضاع في العراق بمظاهرات عنيفة راح ضحيتها اكثر من مئة انسان بالأضافة الى الاف الجرحى وقد خمدت هذه الأنتفاضة مؤقتا بسبب القناصة التي هاجمت الشباب المتظاهر،
واليوم انفجر الوضع في لبنان لنفس الأسباب التي ذكرناها،وهذه بداية الثورة ضد الطائفية والمحاصصة وضد هذا النظام العنصري الفاشل، وها هي الأحزاب والكتل تحاول التنصل من المسؤولية والقفز من السفينة قبل ان تحطمها امواج الشباب الثائر ضد الظلم وضد هذه الأنظمة الفاسدة والفاشلة بكل المقاييس ، وبدايتها كانت في العراق في عدة محاولات واليوم في لبنان وسوف تطال جميع الأنظمة التي تتبنى انظمة المحاصصة العنصرية الفاشلة وان المستقبل كفيل بازاحة هذه الحكومات عن السلطة وتعديل الدستور لكي يتبنى بنظام اخر رئاسي يكون كل فرد له الحق في الترشح لمناصب قيادية بغض النظر عن حجم الطائفة التي ينتمي اليها كما هو حاصل في الدول المتقدمة،
ولناخذ الولايات المتحدة الأمريكية نموذجا ديمقراطيا نجد ان الشعب متكون من كل الأجناس والأعراق في العالم لأنه بلد المهاجرين ومع ذلك يحق لكل مواطن ان يترشح لمناصب في الكونكرس اضافة الى الرئاسة الأمريكية مهما كان لونه او دينه او طائفته كما حصل في انتخاب السيد اوباما لدورتين من اصل افريقي ومسلم مع العلم ان عدد الأفارقة والمسلمين لا يتجاوز العشرة ملايين في الولايات المتحدة والتي يبلغ عدد سكانها الحاصلين على الجنسية الأمريكة اكثر من 360 مليون تقريبا بالأضافة الى اكثر من 50 مليون مقيم، فهل تستفيق هؤلاء الشعوب والحكومات من هذا الكابوس الذي استمر لعقود من الزمن.
ان المستقبل القريب كفيل بكشف ذلك، ان النخب الوطنية والمثقفين والأعلاميين عليهم ان يدينوا هذه الحكومات ويطالبوا بالبديل لأن السكوت على هذه الأوضاع سوف ينتج عنها انفجار لا يمكن السيطرة علية والدخول في حرب اهلية وعند ذلك سوف يضيع الخيط والعصفور وعند ذلك ترجع البلاد الى المربع الأول وننتظر عقود اخرى لكي تعود الأمور الى طبيعتها وقد لا ترجع ويكون ضحيتها المواطن الذي سحقته الحكومات السابقة والحالية لذلك يجب اتخاذ اجراءات على هذا الطريق قبل فوات الأوان .
وأن غدا لناظره لقريب