بعد سقوط النظام السابق في 2003 والفشل هو السائد في العراق نتيجة سوء الأدارة ونظام المحاصصة العقيم والفساد ينخر جسد الدولة في كل المجالات وبشكل غير مسبوق،فالمشاكل الأجتماعية والأمنية والاقتصادية ازدادت بشكل مخيف ووصلت الأمور الى حافة الهاوية، بينما الحكومات المتعاقبة رغم فشلها الكبير في ادارة الدولة، شاركت في سرقة اموال الشعب بالتوافق واصبح المسؤولون في الحكومات السابقة من اصحاب المليارات في ليلة وضحاها، في الوقت الذي كانت قبل السقوط تعيش في فقر وضياع.
وخلال 16 عام من التغير لم تستطيع جميع الحكومات المتعاقبة ان تقدم الحد الأدنى من الخدمات للشعب بل حتى ما كان موجود قبل السقوط قد تعرض للأهمال والدمار والسرقة، بالأضافة الى ارتهان امن العراق االقومي والسياسي والأقتصادي بيد اطراف خارجية وأصبح العراق ساحة للمخدرات وللتدخلات الخارجية وبؤرة للفساد للأطراف السياسية التي تتصارع فيما بينها من اجل المكاسب الحزبية والطائفية بينما الشعب يعاني من الفقر والحرمان ،في الوقت الذي يصدر العراق من النفط 4 ملايين برميل في اليوم بينما الأموال تذهب الى جيوب الفادسين الأنذال الذين باعوا ضمائرهم للشيطان ، ومن هنا لا بد من وجوب التغير باتجاه تعديل هذا النظام البائس والفاسد لكي يبدأ العراقيون من جديد بعد ان ضاع من حياة الشعب اكثر من جيلين دون بارقة امل في تحسين الاوضاع، لذلك الشعب محق في هذه التظاهرات وعليه المطالبة بأسقاط هذا النظام ومحاسبة حيتان الفساد وتغير الدستور لكي يكون النظام رئاسي لأن نظام البرلماني سوف لن يتغير شيء بسبب التكتل الطائفي الذي يتخندق فيه الطائفيون بسبب التخلف الذي لا يزال هو السائد في العراق والنظام المتبع الأن هو نسخة من النظام اللبناني الفاشل.
فأذا لم يتم محاسبة وسحل الفاسدين في شوارع بغداد فلن تقوم للعراق قائمة، لأن كل ما يأتي من الموارد تذهب الى جيوب الفاسدين وسراق المال العام بالأضافة الى مساهمة بعض الأطراف الخارجية بتسهيل تحويل الأموال المسروقة الى الخارج، وكما يقول المثل اذا اتفق صاحب الدار مع الحرامي يمكنهم اخراج الثور المسروق من الشباك، لذلك المطلوب تغير هذا النظام الفاشل والفاسد الذي دمر كل شيء في البلاد وأصبح العراق مكانا خصبا للجريمة والفساد وللمخدرات، فالمطلوب الأن زيادة الضغط على الحكومة عن طريق التظاهرات السلمية والأعتصامات والمطالبة بالتدخل الدولي لأنقاذ البلاد من مخالب الفاسدين والخونة والمجرمين الذين دمروا البلاد والعباد وفي هذه الأيام سوف يظهر من هو وطني ومخلص ومن هو فاسد وخائن في هذا الوقت العصيب. فهل ينجح العراقيون في ازاحة الفاسدين عن السلطة؟ هذا ما سوف تكشفه الأيام والأسابيع المقبلة، وهذا لن يتم الا بالتضحيات الكبيرة والمتواصلة من جل تنظيف البلاد من هذه القوى الفاسدة.
وأن غدا لناظره لقريب.....