أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1092 | مشاركات: 0 | 2019-09-14 10:05:02 |

ماذا يقول لنا الصليب

الشماس يوسف نورو

 

 

الصليب ليس فقط حقيقة ولكنه أيضا نافذة تُمكننا أن نرى حقيقة عظيمة. هو النافذة التي من خلالها رأينا الحقيقة العظمى عن محبة الله للأنسان. (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية...يوحنا 16:3). لم يعُد الله صامتا, بل انه أخلى ذاته من مجد الأولوهية وتكلم بوضوح وبجلاء. فوق كـــــل شئ هذا حدث على الصليب. (الله بين محبته لنا, لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا...روميـــــة 8:5) وكذلك يــقــــــــــول (الذي لنا فيه الفداء بدمه, غفران الخطايا حسب غنى نعمته ..أفسس 7:1). المسيح من على الصليب يقول لكل واحد منا [لا يمكن لأي شئ تعملونه أن يوقفني عن أن أحبكم, قد لا تطيعوني, قد تسحقونني وتضربونني وتجلدونني, وقد تقتلوني على الصليب, لكني لن أكف عن حبكم, أنظروا كم هي محبتي لكم]. كل هذا الذي حدث على الصليب هو نافذة تُمكننا أن نرى قلب الله المحب, والمتألم, والمخلص, والفادي. لقد قدم الأنسان ولقرون متواصلة ذبائح وتقدمات لألهة كثيرة, أما على الصليب فقد رأينا الذبيحة الوحيدة الحقيقية, الله الكلمة يقدم نفسه لأجل الأنسان (ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد تفسه لأجل أحبائه...يوحنا 13:15). هذا هو نوع الحب الذي أحَبَ به الله كل واحد منا.

وبالاضافة الى ما يخبرنا به الصليب عن كم يحبنا الله, فأنه يرينا أيضا كم نحن ذو قيمة لديه. ان مات شخص لأجلك فهذا يعني أنك مهم, ولكن ان كان هذا الشخص هو ابن الله فهذا يعني أنك مهم جداً. يقول أوسابيوس القيصري منذ زمان [ان لم تُصغي لذاك الذي خلقك, فاسأل ذاك الذي فداكَ كم تُساوي؟ ما الثمن الذي دَفَعَه المسيح لأجلك؟ تأمل في الامه, كم أسيئت معاملته وسُخر به, تفكر في عذاباته وفي اكليل الشوك والصليب. انه لكي يُفديكَ ويُخلصك ولكي يشتريك ضَحى بحياته, هذا الذي هو ابن الله الأزل, الأله الحقيقي مثل أبيه. أنظر الى عظمة القمر والنجوم, انظر الى الأرض وجمالها, ماذا يكون كل ذلك اذا ما قورن بالله؟ بصعوبة نقول ولا ذرة من تراب. فأنت اذا ذو قيمة لا نهائية أكثر من السماء والأرض وكل بهائها. أن معيار قيمتك هو الله الأبدي ذاته, لأنه اشتراك بدمه الخاص... أنت ذو قيمة تُساوي دم ربنا يسوع]. نحن من كان يجب أن يكون على الصليب, انه ذنبنا, انه الحكم المقضي به علينا, انه عقابنا, انه تهمتنا, ومع ذلك فقد تحمل المسيح كل هذا لأجلنا. لماذا؟ ليظهر لنا أن الله يُحبنا محبة عظيمة لدرجة لا يمكن أن نقوَى على فهمها في كمالها. تقول العدالة: [يجب دفع ثمن كل خطية]. ويقول الصليب [أن الله نفسه هو الذي يدفع] ودفع الله الثمن مرة واحدة لأجل الجميع, وهو أثمن ثمن يُمكن دفعه, موت ابن الله يسوع المسيح.

[العبد أخطأ, والسيد قاسى العقاب. العبد أخطأ, والسيد تعذب. العبد سرق, والسيد دفع التعويض. العبد كان مديونا, والسيد وفى الدَين]. وبأي طريقة وَفى الدَين, لا بفضة ولا بذَهَب, انما بالخزي والجراحات والدم, بموته على الصليب.                                                                                                           وهل هذا عدل؟ هل من الصواب أن الله يتألم لأجل الانسان؟ أجاب القديس مار اسحاق على هذا السؤال منذ زمن طويل وقال (لا تتجرأ وتفترض أن تدعو الله عادلاً, لأنه أي نوع من العدل هذا, ان كنا نخطئ ثم يعطينا ابنه الوحيد على الصليب؟ ] انه ليس عدل الله وانما حبه هو الذي يتكلم من فوق الصليب.            

تألم انها كلمة واحدة [تألم] ولكن كم من ألم مكدس فيها! لقد ذكرنا سابقا  الام الصَلب, ولكن تفكر في أنواع الالام الأخرى التي سَبَقَت الصَلب. الجَلَدات التي تعني حرفيا تمزيق ظهر الأنسان الى قَطع حتى تجعل البعض يهتاجون الى درجة الجنون, ثم أسلم الى جند ليستهزئوا به, ثم ضفروا اكليلا من الضوك, ثم أعطوه قضيب المُلك وثَوبا ارجوانيا باليا يرتديه مثل روب, وسَخَروا منه كَمَلك وَكَنَبي. ويكتب أثناسيوس بخصوص هذه السخرية ويقول [لقد حكموا عليه وأدانوه بالموت كانسان, وبينما هو مُقبل على الموت فانهم وَقَروه كاله. انهم قللوا من شأنه الى العدم, ثم عاملوه كَمَلك وخَلعوا عنه الثياب المعتادة ليُلبسوه الأرجوان. لم يكونوا يعلمون من هو هذا الذي يكيلون له الشتائم والايذاء الجسدي, ولكن رغما عنهم دعوه نبيا. وبينما كانوا يسخرون منه ويضربونه, ومع ذلك فبالأجماع نصبوه بالأنتصار, بالرداء الأرجواني, باكليل الشوك وقصبة المُلك. حقا انهم فعلوا كل هذا من قبل السخرية, ومع ذلك وبدون ادراكهم وبالرغم من أنفهم, اقتَبَل منهم حقه الواجب]. يعني حتى في سُخريَتُهم به, فالمسيح استُعلن مَلكاً ونَبيا وأخذ حقه الواجب.

ثم تبع الأستهزاء به بواسطة الجند عملية الصلب. انهم قادوه الى مكان الصلب من خلال أطول طريق ممكن, ومن خلال أكثر الطرق ازدحاما حتى يراه جميع الناس, تحذيرا لأولئك الذين يفكرون في ارتكاب جريمة مماثلة.وعلى الأقل فالمسيح حَمَل صليبه في جزء من الطريق, وكلما مضى كانت تنهال عليه السياط اذا ما وقف بسبب الاجهاد. كما أنه كان هناك ألم أكثر من هذا ينبغي أن نُفكر فيه, ألا وهو تخلي جميع تابعيه عنه وهجرانهم أياه, فيما عدا بعض نسوة قلائل والقديس يوحنا. 

عزيزي المطالع فكر في الألم المبرح من خلال هذه الكلمات (نفسي حزينة جدا حتى الموت....ثم تقدم قليلا وخرعلى وجهه وكان يصلي قائلا: يا أبتاه ان أمكن فلتعبر عني هذه الكأس, ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت...متي 38:26-39). فكر في الألم الذي قاساه وهو يَعلَم أن واحدا من تلاميذه سوف يُسلمه بثلاثين من الفضة, ثمن حقل الفخاري. تفكر في مدى التخلي الذي شَعَربه حتى قال (الهي الهي لماذا تركتني؟). ولكن القديس لوقا يقول (وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض...لوقا 44:22). كان سهلا على الله أن يخلق العالم ويقول [ليكن نور فكان نور], ولكن أن يعيد خلقة الأنسان وأن يخلصه, كان يلزمه أن يَعرَق دماً.   

وقبر: يؤكد قانون الأيمان أن المسيح مات حقيقة وقبر, كما أن البشائر تتكلم عن دفنه بتفصيل كبير, فهي تُخبر كيف أنه وضع في القبر وكيف لف بالأكفان وكيف طُيب الجَسَد بالعطور وكيف دُحرج الحَجَر الكبير من باب القبر. تَظهَر هذه الأمور على درجة من الأهمية اذا ما تذكرنا أن كاتبي البشائر كانوا يختارون بتدقيق.

ما يُضمنوه في كتاباتهم بسبب طول البُردي الذي كانوا يستخدمونه, ومع ذلك فقد أختاروا أن يُضمنوا كثيرا من المعلومات بخصوص الدفن, لماذا؟ بالضرورة ليس هذا مصادفة, انما كان لأن كتاب الأنجيل كانوا يتعاملون مع الغنوسيين الدوستيين الذين كانوا يُعلمون أن يسوع انما تظاهر بالالام والموت. كان من واجب البشيرين أن يُحاربوا وأن يدحضوا مثل هذه الأفكار والتعاليم الكاذبة التي قالت ان المسيح الالهي لا يمكن أن يتألم ويموت, ولهذا فان قانون الايمان والأناجيل تضع أهمية وتأكيدا كبيرا على أن المسيح حقيقة تألم ومات وقُبر. أن هذا الجسد المصلوب ليس جسدا عاديا اذ هو [جسد الله الكلمة] ذاته, ولذلك فلم يرى فسادا ولا يسود عليه الموت بعد, بل هو مصدر الحياة, وهو يُشعُ برجاء القيامة. وليس الصليب يُسنَد يسوع, بل يسوع هو يَسنُد الصليب. ويَمدُ يَدَيه في هدوء وسكون ليجمع الكل تحت أجنحة رحمته, مناشدا أيانا التوبة والعودة اليه, مادا يده الينا مانحا البركة وغفران خطايانا, داعيا ايانا الى ملكوته.

راهب من الكنيسة الشرقية يتأمل يَدَي يسوع الممدودتين على الصليب فيقول [قدماك مسمرتان على الخشبة.. لا قُدرة لك على الهروب. لأنت تنتظرني على موعد حددته لي, واذ ثُبتَ على الصليب, فقد أعددت ذاتك لهذا الأنتظار. يُمكنني أنا عدم المجئ, أما أنت فستبقى هناك حيث المكان الذي أعددته. يداكَ ممدتان, انهما مفتوحتان تُناشدان كل أحد. لن تُغلقا ثانية, فالمسامير تُبقى عليهما في هذا الوضع الذي هـــــــو, وفـــــي نفس الوقت دعوة وعناق, وفي صمت يَومئانْ اليَ [تعال]. يقول يسوع (كل هذا فعلته لأجلكم, وماذا أنتم ستعملون؟) كيف نكافئ مثل هذه الألام ومثل هذا الحب؟ مَن يَعي قيمة الدَين الكبير الذي يستحيل على الأنسان وفاءه, فانه يظل الى الأبد يَدفَعُهُ. أن ذبيحة الله على الصليب هي من هذا النوع من الدَين, صنف لا يمكن أبدا أن نوفيه. للأسف الشديد: كل عام وفي يوم الجمعة العظيمة ياتي الناس الى الكنيسة ويسمعون أحداث يسوع [كم أحبنا وتألم لأجلنا وكم سامحنا ووهبنا الحياة الأبدية]. وفي نهاية الخدمة يغادر الناس الى منازلهم بدون أي شعور بهذا الحدث العظيم. يغادرون كما لو أن شيئا لم يحدث وبدون أي تأثر. وينطبق عليهم قول أحد الأباء عندما قال (هل يجب أن المسيح يموت في هذا العذاب في كل عصر لينقذ أولئك عديمي الحس؟!!]. 

عزيزي أيُها المؤمن وأيَتُها المؤمنة: ليكن احساسك وشعورك قويا بألاَم المسيح لأنه في هذا اليوم العظيم يوم الجمعة العظيمة, أزال اثم شعبه الى الأبد ليشملنا بخلاصه܀܀܀










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6229 ثانية