بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 1343 | مشاركات: 0 | 2019-08-12 09:38:24 |

ابن الرب.

غزوان البلداوي

 

كما في كل مرة يتربع على صومعته، وسط حشود الممحلقين في وجهه، وهو يشحذ لسانه، كشحذه للخنجر، ليمضي كلامه في عقول المستمعين، لكنه يفشل كعادته، فالشحذ بالحجارة لا يشبه الشحذ في الصخر، لأنها يا سيدي لم تمضي في حده.

يتحدث وكأنه ابن الأنبياء, او احد الأوصياء,  او عبقري من عباقرة التاريخ, او ولي من أولياء الله على شعب العراق المسكين، يتحدث وكأنه يحمل في قلبه همومهم وأحزانهم، لكن الواقع يتحدث في غير هذا، فلا فصاحة توحي بإرث الأنبياء, ولا حكمة تنم عن عقول الأوصياء, ولا أقوال خالدة بخلود العباقرة, ولا فيه من الهيبةِ والوقار تدل على ولايته, ولا مظهره يوحي بأبوة الفقراء، ولا هذا ولا ذاك.

فما بين أفعاله وأقواله، مد البصر في صحراءٍ قاحلةٍ، فرتلِ السياراتِ الحديثةُ الفارهة الباهظة الثمنِ، السائرة في موكبه، لا تفضي عن البساطة, ولا مِشيَته المترنحةُ بين الناس توحي بالتواضع، فمن رآه وهو يسير بين الفقراء، كأنه نازلٌ من السماء، لا يقول انه ابن أتقياء، تبختره بين العامة، بجسده الضخم المثير الذي يرادم اجساد الفقراء، فيرميهم عنه مسافة ميل وما قارب، يخلوا من الرحمة، ليس في نظرات عيونه نعمة, ولا في وجهه سماحة بسمة، فليعذروني لقصر بصري, وضعف بصيرتي, غولٌ يطأ رؤوس الناس في زحمة الطريق، ينفث فيهم ناراً تخرج من انفه، اشبه بتنين رسمت صورته على وجه غلاف رواية، تتحدث عن الأساطير حول تنينٍ يلفح بلهبه وجوه النَّاس.

قلبي اسود؟ نعم فهو كذلك، سودته افعال اتباعه المشينة، قتلٌ وضربٌ وإهانةٌ, واعتداءٌ على كل من ينقده، او  يعترض على تصرفاته، كأنه ابن الرب، الذي امر رعاة أغنامه المملوءة قلوبهم حقداً على رعيته، الذين اخشوشنت اقدامهم الحافية بأشواك الصحراء، ان يجدعوا ظهور الرعية الساكنين جحور القصر، ليرسموا بسياطهم ابتسامته المدفونة بين ثنايا وجهه المنتفخ، على ظهورهم الخاوية، في ليلةٍ ظلماء, من النور خالية, عند درجة حرارة تسقع الهواء فيها, وهم عراة لا تسترهم غير مآزرهم التي مزقتها اعذبة السياط، وهي ترتل اناشد الفرعنة، على مسامع العبيد.

كلامه عن الاصلاح، لا صلة له الا بالخراب، فَلَو بحث عن اصلاحه بمقدار بحثه عن المواقع الحكومية الفاخرة, ومناصب الدرجة الاولى في الدولة، والأماكن السيادية الكبيرة المثرية, لقطفنا ثماره حتى وان كانت غير ناضجة، او يا ليته قد منحها لعراقيين شرفاء عسى وان نرى منهم خيرا، لكنه وهبها لعدد من الاتباع بين معروفين ظاهرياً, ومتخفين إعلامياً، نواب ووزراء وأسياد ومدراء، ووكلاء وسفراء، عشرةٌ عشرون, مئةٌ مئتان, الفٌ ألفان، لا بل يزيدون على ذلك، ليقضموا البلاد قضم الإبل لنبتة الربيع.

يريد ان يصنع من نفسه فرعوناً للعراق، دويلات داخل دولة، همجٌ تابعون وعرابون جشعون، يغزون كل نافذةٍ في جسد العراق المنهوش من احزاب السلطة، كلهم يشتمون الحاكم, ويلعنون الكرسي, يوالونه بموالات المغانم، ويلعنون دولته بعدما يرمونها عظاماً بلا لحم، مكسيةٌ بجلدٍ اسود تلون من جراء افعالهم المغبرة، وأقوالهم المدبرة.

صرنا نراهم كمصاصي دماء، يسكنون انفاق السياسة المظلمة، تلك الإنفاق المملوءة بريح الفساد النتنة، يخافون الخروج للعلن، من الشمس التي ستحرقهم إِنْ اصابهم شعاعها، الى متى سيختفون، حتماً سيفضحهم آخرون وآخرون، نبذوا فسادهم وتركوهم يهرعون الى ملاذٍ كانوا يعتقدونه آمناً، لكن لا أمان لكل من يعتاش على جراح الشعب المسكين، ويضحك على عقول البسطاء، ويأكل قوت الفقراء، إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب، ستشرق شمس الصباح، وتكشف زيف الادعياء، وسيحق الله الحق بكلماته ولو كره المشركون.

سيأتي اليوم الذي سيفضحهم الله فيه، وينبذهم الناس، ويسلط الله عليهم الضعفاء، فيقتصوا منهم ومن أبدانهم كل شيءٍ قضموه، وسيكونون لعنة في صفحة سوداء من التاريخ، وحينها ستنتهي أسطورة ابن الرب القابع على خيرات البلاد التي تحولت الا مولات ومتاجر ومزارع في لبنان والهند والسند.

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5988 ثانية