اميل حبش باريس
لمناسبة حلول يوم المرضى العالمي الواقع في الحادي عشر من شباط من كل عام وتكريما لجرحى كنيسة سيدة النجاة الذين يعالجون حاليا في فرنسا قامت منظمة (اوفغي دي اوغينت ) بالاشتراك مع مطرانية لورد بدعوة الجرحى العراقيين من خلال تنظيم زيارة لهم من باريس الى لورد يرافقهم فيها الاب ايلي وردة كاهن كنيسة السريان الكاثوليك في باريس ومكث الجمع يومين لغرض الحج وزيارة المغارة التي ظهرت فيها العذراء المحبول بها بلا دنس اصلي للقديسة برناديت سنة 1858 ميلادية,حيث تم نقل الجرحى بقطار TGV السريع والمريح والذي شق طريقه مخترقا سجادة خضراء فرشها الانسان بالتعاون مع الطبيعة التي تعكس مدى روعة وجمال الريف الفرنسي,وعند وصول القطار الى لورد كان في استقبال الجرحى جمع غفير من الاباء والمؤمنين وعلى راسهم المونسنيور جاك بيرير اسقف لورد والذي رافق الجرحى الى محل اقامتهم اذ تم تخصيص طابق كامل لهم في مستشفى لورد للنوم ولتلقي العلاج بالاضافة الى توفير ثلاث وجبات طعام يوميا.
وابتدا منهاج اليوم الاول بزيارة تمثال العذراء في وسط المدينة اذ القى المونسينيور جاك كلمة امام جمع محتشد من الصحفيين وقنوات التلفزيون رحب بها بالجرحى العراقيين اعقبتها كلمة للخوري روفائيل قطيمي كاهن كنيسة سيدة النجاة وهو احد الجرحى العراقيين ثم تم التوجه الى كنيسة القديس بيوس العاشر (ثاني اكبر كنيسة للكاثوليك في العالم بعد كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان) لحضور القداس المشترك المخصص للصلاة من اجل شفاء جميع المرضى في العالم حيث حضر القداس الذي القي بخمس لغات الالاف من المصلين من اكثر من عشرة بلدان (اسبانيا,يطاليا,المانيا,انجلترا,اسكتلندا,ايرلندا,السويد,البرتغال,هولندا,بلجيكا,اليابان بالاضافة الى فرنسا) وتم تخصيص مجموعة من المقاعد الامامية لجرحى كنيسة سيدة النجاة ثم القيت الكلمات من قبل كهنة البلدان المذكورة وتمت الاشادة بمسيحي العراق والدعوة الى التضامن الدولي معهم ولاقت هذه الكلمات ترحيب وتصفيق الحضور ثم بدات المراسيم بتقدم اعلام الابرشيات والكنائس الحاضرة الى لورد وبعدها دخل الى الكنيسة اكثر من مئة من الكهنة بموكب رائع مهيب اعقبهم الاساقفة يتقدمهم الخوري روفائيل قطيمي ثم تمت دعوته لالقاء صلاة باللغة العربية طلبا ليحل الامن والسلام العراق ,وبعد انتهاء القداس انطلق موكب الكهنة والاساقفة وخلفهم مباشرة جرحى كنيسة سيدة النجاة ثم الوفود الاخرى بمسيرة بين الاف الحاضرين الى المغارة التي ظهرت بها السيدة مريم العذراء وتليت الصلوات واوقدت الشموع وجرت زيارة المغارة والنبع العجائبي الذي فجرته العذراء اذ تم بواسطته شفاء المئات من الحالات المرضية المستعصية.
وزار الجرحى ايضا الكنيسة المقامة فوق المغارة والمكونة من ثلاث كنائس بنيت واحدة فوق الاخرى و تمت زيارة رفات القديسة برناديت في الكنيسة الوسطى وانتهاء بسجدة للقربان المقدس في الكنيسة العليا والصلاة من اجل العراق وطلب الرحمة لشهداء كنيسة سيدة النجاة ,وبعد الغداء تم دعوة الجرحى للغطس بماء النبع العجائبي وبعدها اخذت استراحة لغرض التبضع وشراء التذكارات ومن بعد العشاء شارك جميع الجرحى في صلاة الوردية حاملين الشموع وهم يتبعون تمثال العذراء المحمول وكل يصلي بحسب لغته وعند انتهاء كل صلاة ينشد الجمع بصوت واحد وهم يرفعون الشموع إلى أعلى ((أفا ماريا)), وفي صباح اليوم الثاني انطلق قسم من الجرحى القادرين على صعود الجبل لاداء صلاة درب الصليب يتقدمهم الاب ايلي وردة وبعدها انطلق الجرحى لزيارة بيت القديسة برناديت ثم التجوال الاخير في مدينة لورد استعدادا لتوديع هذه العروس الجميلة وهذه القطعة من الجنة على الارض التي تشرفت بظهور العذراء فيها ليعود الجميع الى محطة القطار وهم محملين ببلسم الشفاء لأمراضهم ورجاء صالح لأولئك الذين كانوا معهم في الكنيسة ويتنعمون الان في الفردوس الالهي ومحملين ايضا بذكريات جميلة لا تنسى لعلها تنسيهم بعض ما عانوه من اوجاع اليمة ومأساة مرة كادت ان تودي بحياتهم.