اوضحنا في الجزء الاول من مقالنا (من هي منظمات المجتمع المدني واهميتها ؟ ولماذا لا تعتبر الاحزاب والاعلام ضمنها ؟) (الرابط الاول ادناه) وأكدنا فيه ان منظمات المجتمع المدني هي المنظمات التطوعية غير الاجبارية وغير الحكومية وتقدم خدماتها ونشاطاتها مجانا وبدون ثمن لافراد المجتمع مثل رعاية النساء من الارامل والثكالى والمطلقات والاهتمام بالايتام والاطفال والمرضى اضافة لدعم الطلاب والشباب وتشجيع مشاريع الزواج واغلب هذه المنظمات غير حكومية وقسم منها اهلية وهي ذو نفع عام في مجال الرعاية والاغاثة الانسانية والتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية والرياضية والتراثية والبيئية وحقوق الانسان وحقوق المرأة والطفل والمعوقين والطلاب والشباب واي مجتمع بدون منظمات مجتمع مدني وبدون مؤسساته المشار اليها اعلاه ونشاطها وفعالياتها يعتبر ناقصا وفيه خلل اما اهم المشاكل والمعوقات التي تعاني منها هذه المنظمات في العراق هي :
1 - ضعف الوعي المجتمعي باهمية نشاطات وفعاليات واعمال منظمات المجتمع المدني لحداثتها من جهة وضعف الدور الاعلامي في التوعية والتثقيف لمفاهميه وعدم اكتراث واهتمام حكومات دول العالم الثالث ومنها العراق بنشاطات واعمال هذه المؤسسات في المجال الاجتماعي والثقافي والتربوي والرياضي والانساني والمرأة والطفل والشباب والعمال والطلاب والبيئة والنقابات والجمعيات والاندية من جهة اخرى ...
2 - ضعف وضبابية وغموض مصادر الدعم والتمويل المالي لمنظمات المجتمع المدني في العراق بسبب عدم التزام بعض هذه المنظمات بمعايير الشفافية والنزاهة والوضوح في كشف مصادر تمويلها وطريقة صرفها ونوعية مشاريعها وارتباط بعض هذه المؤسسات والمنظمات او بعض قياداتها بالقيادات السياسية والحزبية للبلد او اطراف خارجة مما يؤدي الى فقدان استقلاليتها وارادتها ودورها في التخطيط والقرار والنشاط وحتى شرعية وجودها بين منظمات المجتمع المدني لانتفاء شروط ومعايير انتمائها الى بيت وخيمة واهداف هذه المنظمات ...
وما يجري اليوم في العراق ان العديد من منظمات المجتمع المدني تعمل تحت غطاء وشعارات واهداف وبرامج منظمات المجتمع المدني وبأسمائها وفي حقيقتها تمثل اهداف ومصالح وواجهة لاحزاب سياسية كبيرة ومهمة في البلاد ويشوب ويكتنف مصادر تمويلها المالي الكثير من الغموض والشكوك وان ذلك لا يتناغم وينسجم مع شروط ومبادىء واهداف منظمات المجتمع المدني الشفافة والتي يجب ان تكون بعيدة عن الاهداف السياسية واغراضها ...
3 - عدم وجود تشريعات وقوانين خاصة لمنظمات المجتمع المدني او ضعفها في العراق والتي تنظم عملها وبرامجها وتمويلها واهدافها مما يعيق عملها ويضع مطبات ومتاريس امامها ولا تستجيب لمتطلبات المعايير والمقايس الدولية لعمل هذه المنظمات مما يؤدي ال ضعف فعاليتها وشل حركتها ونشاطها وانتاجها وبالتالي يحرمها من دعم مالي ومعنوي ولوجستي الذي يأتي من الدولة العراقية او من المؤسسات الدولية الكبيرة مثل (الامم المتحدة) في مجال اختصاصها لهذه المنظمات او بعض الدول المتحضرة والتي تهدف الى خدمة المجتمع بشكل عام حيث لازالت منظمات المجتمع المدني في العراق عدا اقليم كردستان تعاني التخبط والعشوائية والضبابية لعدم وجود قوانين وانظمة تكفل وتنظم عملها وتمويلها بشكل واضح وصريح ...
4 - عدم وجود اتحاد او نقابة او جمعية او شبكة وطنية محلية في العراق او اقليمة في المنطقة لتنضوي منظمات المجتمع المدني تحت مظلتها لاقامة تعاون وتحالف وتبادل الخبرات والتجارب لضمان النجاح والتقدم والتطور حيث لازالت اغلب منظمات المجتمع المدني في دول العالم الثالث ومنها العراق تعمل بصيغ وانماط عمل تقليدية وكلاسيكية وهي بحاجة الى مظلة وسقف مشترك لرعاية حقوق ومصالح اعضاء هيئتها الاداريه والعامة والمستفيدين من خدمتها وانشطتها واعمالها وفعالياتها المختلفة لتفعيل دورها في الابتكار والتجدد والتطوع والتميز والابداع في وسائل عمل جديدة لخدمة المجتمع في مجال اختصاصها ....
5 - غياب الديمقراطية والحوار والنقاش وحرية الرأي والرأي الاخر داخل منظمات المجتمع المدني في العراق بأجتماعات مجالس ادراتها وهيئاتها العامة مما يؤدي الى اتخاذ قرارات فردية وارتجالية غير مدروسة تكون نتائجها سلبية وغير مقبولة وشفافة كذلك عدم انتخاب مجالس ادارتها من قبل الهيئات العامة بشكل ديمقراطي وانما بالتعيين والتزكية اضافة لاستشراء الفساد الاداري والمالي في الكثير من حلقات ومفاصل هذه المنظمات ...
خاصة التي يتم تمويلها ودعمها من قبل بعض الاحزاب الحاكمة في بعض الدول النامية وبعض المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة وسفارات بعض الدول المهتمة بمنظمات المجتمع المدني في العراق اضافة لغياب الرقابة المالية والادارية المباشرة على نشاطاتها المالية وقياس كفاءة الاداء والانتاج وعدم تقديم التقارير الادارية والمالية للهيئة العامة لمعالجة الخلل فيها بشكل ديمقراطي وموضوعي ومهني لضعف اجهزة الرقابة المالية والادارية وكفاءة الاداء فيها او عدم وجودها اصلا وكذلك وجود الخلل في انظمتها وهياكلها الادارية الداخلية احيانا ...
6 - الجهل والتخلف والامية والتقاليد البالية المتوارثة اضافة الى الارهاب الاسود والتطرف والعصابات الذي تعاني منه اليوم اغلب منظمات المجتمع المدني في العراق وهذا ينطبق احيانا على كثير من دول العالم الثالث حيث تعاني الكثير من التحديات والمخاطر والصعوبات والتعقيدات لممارسه نشاطاتها وفعالياتها بشكل طبيعي بتناسق وانسيابية ورشاقة ومرونة لتقاطعها احيانا مع بعض هذه القيم والعادات والتقاليد المختلفة والمتوارثة في المجتمع والتي ضربت اطنابها وتأثيرها في عمقه وجذوره وتعتبر عراقيل ومعوقات وحواجز حقيقية امام تقديم خدماتها واعمالها في مجال المراة والشباب والطلبة والزواج والطلاق وتعدد الزوجات وغيرها ...
وتساهم الفتاوي الظلامية للارهابين والمتطرفين من القاعدة واذنابها اليوم في العراق على اشاعة المفاهيم المعادية لمنظمات المجتمع المدني بشكل ارهابي ومشوه ومقزز ومخادع للقيم الانسانية والدينية لمنع نشاطها في تنوير وتوعية المجتمع وتقديم الخدمات له حيث لاتستطيع هذه المنظمات العمل في مناطق تواجد افكار وممارسات ونشاطات التنظيمات الارهابية والمتطرفة لذلك يتطلب تعاضد وتكاتف كل اركان المجتمع لزيادة الوعي باهمية نشاط هذه المنظمات والتي تهدف الى نشر الثقافة ومبادىء الاخلاق والفضيلة والقيم العظيمة للاديان السماوية اضافة للمبادىء الانسانية من التسامح والمحبة والاحترام والمساواة والعدل والايثار والنخوة والاخوة والعيش المشترك وحب الوطن والصداقة ونبذ العنف والتميز والقمع والترهيب والحقد والكراهية بكل اشكاله وصيانة حقوق الانسان والمرأة وتنشئة الطفل وغيرها ...
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,419161.0.html
انطوان دنخا الصنا
مشيكان