
في مناسبة قومية ووطنية وإعلامية عزيزة، تحتفل فضائية عشتار بإطفاء عشرين شمعة من مسيرتها الإعلامية الحافلة بالعطاء والالتزام، مسيرة امتدت على مدى عقدين من الزمن لتكون خلالها صوتًا صادقًا ومنبرًا حرًا لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري، في العراق وفي بلدان المهجر، وحلقة وصل حيوية بين الوطن وأبنائه أينما كانوا.
لقد جاءت فضائية عشتار إلى المشهد الإعلامي بمبادرة قومية واعية أطلقها السيد سركيس آغا جان، واضعًا نصب عينيه تأسيس فضائية تعبّر عن هوية شعبنا، وتنقل همومه وتطلعاته، وتدافع عن حقوقه المشروعة، وتكون ناطقة باسمه في مختلف المحافل الإعلامية. ومنذ انطلاقتها، التزمت الفضائية برسالة إعلامية واضحة المعالم، تقوم على المهنية، والموضوعية، والانحياز الصادق لقضايا شعبنا القومية والوطنية.
وخلال عشرين عامًا، واكبت فضائية عشتار جميع المراحل والأحداث التي مرّ بها العراق، وحرصت على تغطية النشاطات السياسية ووالقومية والوطنية التي تقوم بها أحزاب شعبنا، فضلًا عن متابعتها المستمرة لنشاطات الكنائس المشرقية بمختلف تسمياتها، وما تقوم به من أدوار روحية واجتماعية وإنسانية، إضافة إلى تسليط الضوء على عمل المؤسسات القومية والثقافية والاجتماعية، في المدن والبلدات والقصبات، من سهل نينوى إلى بغداد والبصرة وإقليم كوردستان، وصولًا إلى النشاطات التي تُقام خارج العراق وفي بلدان المهجر.
ولم يقتصر دور فضائية عشتار على نقل الخبر فحسب، بل تعدّاه إلى الإسهام الفعلي في التعريف بالشعب الكلداني السرياني الآشوري على المستويات القومية والوطنية والإقليمية، وإبراز حضوره التاريخي، وعمق جذوره في أرض العراق، ودوره الأصيل في بناء حضارته. كما نجحت الفضائية في إيصال الرسالة القومية والإعلامية إلى أبناء شعبنا في المهجر، وأسهمت في تعزيز ارتباطهم بالوطن، وترسيخ شعور الانتماء، والحفاظ على الهوية القومية في ظل تحديات الاغتراب والاندماج.
وفي الجانب الثقافي والفني، شكّلت فضائية عشتار منبرًا أساسيًا للحفاظ على الثقافة السريانية، ونشر اللغة والتراث، وإحياء العادات والتقاليد والقيم القومية والوطنية. وقد أولت اهتمامًا خاصًا بالفن السرياني الأصيل، فدعمت الفنانات والفنانين، واحتضنت الطاقات الشابة، وأسهمت في نشر الأغنية السريانية وإيصالها إلى أوسع شريحة من أبناء شعبنا، لتبقى الأغنية والتراث جسرًا حيًا يربط الأجيال بجذورها وهويتها.
كما لعبت الفضائية دورًا مهمًا في ترسيخ وتعزيز الخطاب الوحدوي للشعب الكلداني السرياني الاشوري، والعمل على ترسيخ ثقافة الحوار والتلاقي، وتسليط الضوء على القواسم المشتركة التي تجمع أبناء الشعب الواحد، بعيدًا عن الانقسامات، وبما يخدم المصلحة القومية العليا. واليوم، وإذ تطفئ فضائية عشتار شمعة عامها العشرين، فإنها في الحقيقة تؤكد جاهزيتها لإشعال شمعة عامها الحادي والعشرين بمزيد من العزم والإصرار، مستندة إلى رصيد كبير من الثقة والمصداقية، وإلى كوادر إعلامية وفنية مهنية ومخلصة، استطاعت على مدى السنوات أن تحافظ على استمرارية الفضائية ورسالتها، رغم كل التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي مرّ بها العراق. وبهذه المناسبة العزيزة، نتقدم بأصدق التهاني وأسمى آيات التقدير إلى مدير فضائية عشتار السيد أترا حكمت، وإلى جميع العاملين في الفضائية من إعلاميين وفنيين وإداريين، الذين شكّلوا بعطائهم وإخلاصهم الركيزة الأساسية لهذا النجاح والاستمرار. كل التوفيق والنجاح لفضائية عشتار في مسيرتها الإعلامية، متمنين لها المزيد من التألق والعطاء، لتبقى منارة إعلامية مضيئة، وصوتًا قوميًا حرًا، ورسالة أمل متجددة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الوطن والمهجر.
«إن فضائية عشتار لم تكن مجرد شاشة تنقل الخبر، بل كانت على مدى عشرين عامًا ذاكرة شعب، وصوت هوية، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر، والوطن بالمهجر. ومع كل شمعة تُضاء، تتجدد الرسالة، ويستمر العطاء، ويبقى الصوت عاليًا من أجل الحق والوجود والكرامة.»