

البئر هم عبارة عن حفرة عميقة يحفرها الإنسان في الأرض لأجل الوصول إلى موارد الأرض الطبيعية كالماء والنفط والمعادن والأملاح. وآبار المياه هي الأكثر شيوعاً. وللبئر رمزيته في إيماننا المسيحي لأنه يحمل معاني روحية وهو مصدر الحياة للإنسان والحيوان والنبات. فالماء الذي يستخرجه الإنسان من البئر يرمز إلى الطهارة، ويستخدم في التعميد من أجل الحصول على ولادة جديدة. كما أن الماء يروي عطش الإنسان ويستخدم في طبخ طعامه، للغسل والإستحمام، كما يستخدم لأمور كثيرة في الحياة اليومية.
الكتاب المقدس يذكر لنا أسماء آبار كثيرة ومواقعها، منها بئر السبع ، وبئر يعقوب ، وبئر داود، وبئر لحي رأي، وبئر يوسف، وبئر بيت لحم . وأشهرها هو بئر يعقوب الذي يبلغ عمقه 75قدماً، وقطره 7 أقدام. في ولاية تكساس الأمريكية يوجد بئر عميق يطلق عليه أيضاً ( بئر يعقوب ) يعتبر من أعمق الآبار في العالم. يبلغ عمقه حوالي 82متراً - 270 قدماً – ويعتبر من المعالم السياحية الشهيرة في تلك الولاية ، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
كان لبئر يعقوب أهمية لتكوين العلاقة بين المسيح والمرأة السامرية الخاطئة. كما أن للبئر في الكتاب المقدس علاقة صحيحة بين الرجل والمرأة. على البئر تحدث علاقة خصبة تملأ قلب الإنسان حباً مقدساً تبعدهُ عن الطرق التي تقود إلى الخطيئة والموت الأبدي. عندما نسلط الضور على الأحداث التي وقعت على الآبار في الكتاب المقدس لوجدنا للبئر دوراً رمزياً مهماً يشير إلى عمق علاقة الرجل بالمرأة وإلى غِناها.
لنبدأ بأقدم خبر على البئر في سفر التكوين، والذي كان لقاء خادم إبراهيم الذي التقى برفقة بالقرب من بئر ماء في بلاد الرافدين، وكان قد أرسله سيدهُ إبراهيم إلى آرام بحثاً عن زوجة لإبنهِ إسحق ( راجع تك 24). ومن ثم يعقوب إبن إسحق الذي إلتقى براحيل إبنة خاله لابان بالقرب من البئر. يقول الكتاب: فلما رأى يعقوب راحيل بنت لابان أخي أمه، كان معها غنم والدها. تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم خاله، وقبّلَ يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى. ( تك 29: 10-11 ) وبعد ذلك نطالع في سيرة حياة موسى لنجد أيضاً أنهُ قد إلتقى زوجته صفورة للمرة الأولى بالقرب من البئر، وصفورة هي إبنة كاهن مديَن الذي كان أباً لسبع بنات. فجئن واستقين وملأن المساقي ليسقن غنم إبيهن. جاء الرعاة وطردوهن، لكن موسى أنجدهن وسقى غنمهن. فأخبرا والدهن وقلنَ: رجلاً مصرياً خلصنا من أيدي الرعاة، وإستقى أيضاً لنا وسقى الغنم. ( خر 2: 16-22 ).
لا بد لنا أن نختم موضوع البئر والحياة الزوجية بكل ما تحمل من رموز غتية لأنها تحاول أن تعبّر عن غنى الحية وقدسية الحب وذلك بالإشارة إلى مشهد لقاء الرب يسوع بالمرأة السامرية وأعلن لها عن حقيقة عبادة الله بالروح والحق، وأعلن لها ذاته بأنه المسيح المنتظر. جاءت المرأة الى البئر لكي تستقي الماء. هذه الخاطئة التي لم تكن عطشى إلى الماء الحي، وإلى الحب الحقيقي مع عريس السماء الذي يروي عطش الإنسان. لقد وجدت العريس الحقيقي الذي سيزيح من فكرها أزواجها الخمسة لتكوِّن معه علاقة صريحة وصادقة .ولشدة فرحها تركت جرتها على البئر لتنطلق وتُبشِر أبناء بلدتها بالمسيح المخلص الذي إختارها لكي تتحول من إمرأة خاطئة إلى مُبَشرة بالمسيح الذي أعطاها الماء الحقيقي الذي قضى على عطشها ونورها ، فكان لها الخلاص.
توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"