في الحادي عشر من تشرين الثاني ( نوفمبر) تجري إنتخابات برلمانية في العراق ، بين مؤيد للإنتخابات ورافضٍ لها ، وكثرتِ اللافتات وتنوعت في بغداد والمحافظات الأخرى بغية كسب الأصوات مبكراً ، والتي جسّدت في بعضها التجمعات القبلية والإنتماءات العشائرية والمناطقية ، والتي أجمعت معظمها على محاربة الفساد وتحسين الإقتصاد والتنمية في أجواء أقلّ ما يقال عنها بأنها مشحونة في سباق لا يعرف التوقف ومنافسة شرسة بلا هوادة.
ولما كان العراق كباقي دول المنطقة حديث العهد بالديمقراطية ، ومحاولة كسب ثقة الناس من خلال التعهد بتحسين الحالة الإجتماعية بالإستثمار والتنمية ومكافحة الإرهاب وإعادة النازحين ، وحل مشكلة المياه بين العراق وتركيا وغيرها من المشاكل التي يعاني منها العراق .
وعلى مستوى العقل الجمعي وعدم إستساغة الديمقراطية من بعض القوى على أساس عدم توافقها مع العادات والتقاليد الموروثة فتحدث الإزدواجية بين الديمقراطية والأيدولوجية للمرجعيات الدينية ، فيؤسلمون الديمقراطية ويخضعونها لولاية الفقيه ، والتركيز على كرسي السلطة ويمارسون كافة الوسائل الممكنة والمتاحة بمكافيلية مقيتة للإنتصار في المعركة الإنتخابية بممارسة كل شيء وإخضاع كل شيء وتبرير كل شيء ، والهدف الأسمى هو السلطة . فهل يعِ الناخب ويستفاد من الدروس السابقة ، عندما فازت قائمة (علاوي ) العلمانية ، والتي كان يجب ان تستلم السلطة دستورياً ، لكن المالكي إستلم السلطة لمواكبة إملاءات خارجية من ولاية الفقيه ، وهذا يعلمه القاصي والداني ، عسى أن تكون هذه الإنتخابات مختلفة ، وان لا ينخدع الناخب بالوعود البراقة وإلتصويت لمن يستحق ، فالمرء لا يلدغ من جحرٍ مرتين كما يقال ، آملين الفوز لمن يستحق ويخدم بصدق العراق كوطن والعراقين كشعبٍ واعٍ .