في زمن العولمة المتسارعة، لم يعد ممكنًا لأي دولة أن تنغلق على نفسها، فالعالم اليوم شبكة مترابطة من المصالح والفرص، والدول التي اختارت العزلة دفعت ثمنًا باهظًا من تراجعها وتخلفها، أما من قرر الانفتاح، فقد وجد طريقه إلى التطور والازدهار، ومن هنا يعلو النداء: لا تضيعوها، لا تضيعوا فرصة أن تكونوا جزءًا من العالم المتغير.
إنّ الانفتاح على العالم، ليس مجرد سياسة خارجية أو اتفاقيات تجارية، بل هو رؤية شاملة تستند إلى التعاون وتبادل الخبرات والثقافات، هو أن ندرك أن المعرفة لا تعرف حدودًا، وأن الابتكار يولد من تفاعل العقول عبر القارات، وأن الاستثمار الحقيقي يقوم على الشراكات العابرة للحدود.
فكل رحلة تعاون دولي، وكل اتفاق شراكة، وكل جسر للتواصل الثقافي هو خطوة نحو مستقبل أقوى، والبلدان التي فتحت أبوابها أمام التعليم الدولي، التكنولوجيا، والسياحة، هي نفسها التي حصدت ثمار الازدهار، وخلقت لمواطنيها فرصًا لم تكن ممكنة داخل حدودها الضيقة.
لكن الانفتاح لا يعني التبعية أو التفريط في الهوية، بل يعني أن تكون جزءًا من العالم وأنت ثابت الجذور، أن تفتح نوافذك على الآخر دون أن تفقد ملامحك، أن تتعلم وتشارك وتستفيد، وأنت تحمل قيمك وثقافتك باعتزاز.
إنّ أخطر ما يمكن أن يحدث، هو أن نضيع هذه الفرصة التاريخية، أن نهدرها بالخوف من الآخر أو بالانغلاق الذي يقتل الطموح، ولذلك فإن الشعار اليوم يلخص كل شيء: لا تضيعوها، لا تضيعوا الانفتاح الذي يفتح الأفق، ولا تحوّلوا الجسور إلى جدران.
فالانفتاح على العالم ليس رفاهية، بل ضرورة وجودية في زمن لم يعد يعترف بالعزلة، ولذا، فإن واجبنا جميعًا أن نصون هذه النافذة التي تطل بنا على المستقبل، وأن نحافظ عليها مفتوحة على مصراعيها.