البابا يصف خطة ترامب من أجل غزة بالواقعية ويأمل بأن تقبل بها حماس (@VaticanNews)
عشتارتيفي كوم- فاتيكان نيوز/
غادر البابا لاون الرابع عشر مساء يوم الثلاثاء المقر البابوي الصيفي في كاستيل غاندولفو عائدا إلى الفاتيكان وكان له لقاء مع الصحفيين، الذين كانوا بانتظاره أمام بوابة فيلا باربيريني، أجاب خلاله على بعض الأسئلة التي طُرحت عليه، وتناولت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل غزة فضلا عن قضية أسطول الصمود، وعلق أيضا على الأنباء الواردة من الولايات المتحدة بشأن الاستعداد للحرب.
قال الحبر الأعظم إنه يأمل بأن تقبل حركة حماس، ضمن المهلة المحددة، بمقترح الرئيس ترامب بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة، واصفاً إياه بالواقعي، وذلك في إشارة إلى الخطة من عشرين نقطة التي تقدم بها الرئيس الأمريكي ونالت موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيمين نتنياهو. وأكد البابا أنه من الأهمية بمكان أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار ويُطلق سراح الرهائن، لافتا إلى أن الخطة الأمريكية تحتوي على عناصر مثيرة للاهتمام. رداً على سؤال بشأن أسطول الصمود الذي يقترب من المياه الإقليمية الإسرائيلية بهدف خرق الحصار المفروض على غزة وحمل المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين، قال لاون الرابع عشر إن الوضع صعب للغاية، لافتا إلى وجود رغبة في التجاوب مع أزمة إنسانية طارئة. وأمل ألا يواجه هذا الأسطول بالعنف وأن تُحترم سلامة الأشخاص.
رداً على سؤال بشأن الاجتماع لكبار القادة العسكريين الأمريكيين الذي دعا إليه وزير الدفاع بيت هيكسيت، والحديث عن استعداد الولايات المتحدة لاستخدام السلاح النووي، قال الحبر الأعظم إن هذه اللغة المتبعة تثير القلق، لأنها تعكس التوتر الآخذ بالتنامي. وفيما يتعلق بقرار الرئيس ترامب بشأن تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، أمل البابا أن يقتصر الأمر على طريقة الكلام وحسب، موضحا أن الحكومة الأمريكية تلوح – على ما يبدو – باللجوء إلى القوة من أجل ممارسة الضغوط، وتمنى أن تتكلل الجهود بالنجاح، لكن شرط ألا تقع الحرب لأن ثمة حاجة للعمل من أجل السلام.
في معرض حديثه عن المحاكمة الجارية في الفاتيكان بشأن سوء استخدام أموال الكرسي الرسولي قال لاون الرابع عشر إنه لا بد أن تستمر المحاكمة، موضحا أنه لا ينوي التدخل في صلاحية السلطات القضائية الفاتيكانية، وسيترك للقضاة ومحامي الدفاع واجب التوصل إلى نتيجة، ولم يزد ذلك تفصيلا.
عندما سُئل عن رأيه بشأن إعلان الكاردينال بليز كوبيش، رئيس أساقفة شيكاغو، منح جائزة للسيناتور الديمقراطي ديك دوربن اعترافاً بمواقفه المؤيدة للإجهاض، قال البابا إنه ليس مطلعاً على تفاصيل القضية، مشيرا إلى ضرورة النظر إلى النشاط الإجمالي الذي قام به هذا السيناتور خلال أربعة عقود من الزمن، ولفت إلى أنه يتفهم كل الصعوبات والتوترات لكنه شدد على ضرورة العودة إلى تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في هذا الخصوص. وأضاف أن المرء لا يستطيع أن يقول إنه يعارض الإجهاض من جهة ويؤيد عقوبة الإعدام من جهة أخرى، لأن هذه العقوبة تتعارض مع السياسات المؤيدة للحياة، تماما شأن المعاملة اللاإنسانية للمهاجرين في الولايات المتحدة.
تابع البابا قائلا إن هذه القضايا معقدة للغاية، وهو لا يعلم ما إذا كان أحد ما يملك الحقيقة بشأنها، لكنه شدد على أهمية الاحترام المتبادل، كما لا بد أن نسعى جميعاً ككائنات بشرية وكمواطنين كاثوليك للنظر عن كثب إلى كل هذه المسائل الخلقية ولإيجاد الدرب الواجب أن تسير فيها الكنيسة. وختم لاون الرابع عشر حديثه للصحفيين مؤكداً أن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية بشأن كل هذه القضايا واضحة جدا.
عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء إذاً غادر الحبر الأعظم القصر الرسولي الصيفي بكاستيل غاندولفو والذي كان قد وصله مساء الاثنين الفائت، على أن يعود إليه بعد ظهر الأربعاء، في أعقاب المقابلة العامة مع المؤمنين، حيث من المرتقب أن يلتقي في مركز ماريوبولي التابع لحركة فوكولاري، أكثر من أربعمائة من القادة الدينيين الذين تلقوا دعوة للمشاركة في مؤتمر دولي بعنوان "إيقاظ الرجاء من أجل عدالة مناخية" من الأول وحتى الثالث من الجاري.
وفي الذكرى السنوية العاشرة لصدور الرسالة العامة للبابا فرنسيس كن مسبحا، سيترأس لاون الرابع عشر حدثاً بعنوان "الاحتفال بالرجاء"، بحضور خبراء في مجال المناخ وممثلين عن المجتمع المدني والمؤسسات سيتوافدون من مختلف أنحاء العالم.