كل الدلائل والتحركات وحتى التصريحات كانت تشير الى ان الضربة الاسرائيلية على ايران قريبة جدا، والاسباب التي تقف وراء قصف اسرائيل لايران كثيرة، اهمها برنامجها النووي والصاروخي، يليها دعمها المباشر واللامحدود لفصائل ودول معروفة بمواقفها العدائية لاسرائيل، واخرها محاولة تصدير الثورة وبسط النفوذ والسيطرة على منطقة مهمة مثل منطقة الشرق الاوسط، لكن الغير متوقع هو اهمال الحكومة الايرانية لهذه التهديدات وعدم التعامل معها بجدية مرتكزة على نفوذها ومعتمدة على قوتها العسكرية غير مبالية بقوة الطرف المقابل.
الضربات الصاروخية المتبادلة بين اسرائيل وايران ستنتهي اجلا ام عاجلا بنتيجة حتمية، الا وهي تحجيم ايران وارضاخها لكل الشروط الاسرائلية لان اسرائيل لا تحارب عن نفسها فقط بل تحارب ممثلة عن اوروبا وبريطانيا وامريكا والجميع يعرف قوة هذه الدول، لذلك من غير الممكن ان تتخلى هذه الدول العظمى عن اسرائيل وتركها وحيدة لمجابهة ايران وترسانتها العسكرية، فاذا حست هذه الدول او شعرت حتى للحظة ان اسرائيل مهددة وجوديا او لا تستطيع الاستمرار فستتدخل فورا لحسم الصراع دون تردد.
خيارات ايران للخروج من هذه الازمة محدودة، فهي امام خيارين لا ثالث لهما وكلاهما مر، اولهما الاستمرار في الحرب وهذا سيؤدي الى دمار ايران وفقدان النظام لسلطته داخليا ونفوذه اقليميا، او التخلي عن طموحها وحلمها التوسعي والرضوخ لمطاليب اسرائيل-امريكا وتنفيذها حرفيا دون شروط او مناقشة لانقاذ ما يمكن انقاذه من ارواح ومؤسسات وبنى تحتية.
فهل ستخضع القيادة الايرانية لصوت العقل وتوقف الدمار والموت ام ستقاد وراء حلمها وطموحها وتتبع كبريائها، هذا ما توضحه الايام القليلة القادمة