كيف نفهم رموز رِيازة الكنائس المشرقيّة؟      انطلاق فعاليات المعرض العلمي الأول للمبتكرين والمخترعين في عنكاوا بمشاركة واسعة من مختلف محافظات العراق في المركز الاكاديمي الاجتماعي      غبطة البطريرك ساكو يزور رعية الروم الكاثوليك ودير الآباء الدومينيكان بمرسيليا      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة القائمة بأعمال السفارة السويدية في دمشق      البطريرك ساكو يحتفل بالقداس في رعية سيدة الكلدان بمرسيليا/فرنسا      متحف أمريكي يعيد قطع أثرية سومرية و بابلية إلى العراق      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بكركي      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يلتقي بسعادة السيّد زولت سيميان، نائب رئيس الوزراء المجري      مهرجان عنكاوا يواصل تقديم المنح لمدارس قضاء عنكاوا      ملصق على حائط كنيسة في طرطوس يدعو المسيحيين إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية      الكرسي الرسولي يشدد على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة من أجل حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة      لغز الوجود: هل اقترب العلماء من معرفة كيف نشأ الكون؟      دزيي يعلن اختتام زيارة وفد حكومة إقليم كوردستان إلى الولايات المتحدة      التربية العراقية تعلن منع 53 حالة غش وثلاث حالات انتحال شخصية خلال الامتحانات       برنابيو.. جماهير الريال تودّع مودريتش وأنشيلوتي      بريطانيا ترصد فيروس غرب النيل للمرة الأولى في بعوض      مسؤول أميركي: إدارة ترامب تفكر في تخفيف عقوبات طهران ضمن "اتفاق تمهيدي"      مسرور بارزاني: نسعى لتعزيز شراكتنا مع الولايات المتحدة      تفاصيل القرار الأميركي الخاص بتخفيف العقوبات على سوريا      مفاوضات النووي في روما.. بحث في اتفاق إطاري وعرض إيراني
| مشاهدات : 500 | مشاركات: 0 | 2025-05-25 09:59:38 |

حديثك عن المحبة كذب إن لم تعشها

رائد نيسان حنا

 

كم هو مؤلم أن نستمع إلى كلمات معسولة عن "المحبة" تنطلق من شفاه لا تعرف معناها الحقيقي، أو أن نقرأ عبارات رقيقة تصف أسمى المشاعر بينما حياة كاتبها تخلو من أي أثر لها. يصبح الحديث عن المحبة زيفًا، بل وخداعًا، حين لا يكون له جذور راسخة في القلب ولا يتجسد في واقع معاش.

إن المحبة ليست مجرد كلمة نتداولها أو شعارًا نرفعه في وجه العالم. إنها جوهر إنساني عميق، ينبع من سلام داخلي حقيقي ويتدفق ليغمر الآخرين بالدفء والعطاء. هي فعل قبل أن تكون قولًا، وتجربة معاشة قبل أن تكون مجرد مفهوم نظري.

عندما يتحدث شخص عن المحبة بينما قلبه مثقل بالضغينة والحسد، أو لسانه يقطر سمًا من الغيبة والنميمة، فإن كلماته تصبح كذبًا صريحًا. وعندما يدعو إلى الإيثار وهو غارق في أنانيته، أو ينادي بالتسامح وروحه تتوق للانتقام، فإن حديثه يصبح نفاقًا مقيتًا.

إن المحبة الحقيقية تظهر في التفاصيل الصغيرة لحياتنا اليومية. إنها في اللمسة الحانية على كتف مهموم، وفي الإصغاء المتعاطف لشكوى صديق، وفي التضحية بوقتنا وجهدنا من أجل سعادة الآخرين. إنها في الفرح لفرحهم، والحزن لحزنهم، وفي مد يد العون دون انتظار مقابل.

أولئك الذين يكثرون الحديث عن المحبة بينما حياتهم تخلو من هذه التجليات الصادقة، يشبهون ممثلًا بارعًا يتقن دوره على المسرح لكنه يعيش شخصية مختلفة تمامًا خلف الكواليس. كلماتهم قد تبدو مؤثرة للوهلة الأولى، لكن سرعان ما ينكشف زيفها أمام تناقضها الصارخ مع أفعالهم.

لا يمكننا أن ندعي المحبة ونحن نتجاهل آلام الآخرين، أو نقلل من شأن معاناتهم، أو نسعى لاستغلالهم لتحقيق مكاسب شخصية. إن المحبة الحقيقية ترى في كل إنسان قيمة تستحق الاحترام والتقدير، وتسعى لرفعته لا لإذلاله.

فلنتوقف عن تجميل حديثنا بكلمات المحبة الرنانة، ولنركز بدلًا من ذلك على تجسيدها في سلوكنا اليومي. لنزرع بذور الود في كل تفاعل لنا مع الآخرين، ولنجعل أفعالنا هي اللغة الصادقة التي تعبر عن مشاعرنا الحقيقية.

حينما تنطق بكلمة "المحبة"، تأكد أنها نابعة من قلب صادق وعقل واعٍ، وأن حياتك تشهد على صدق هذا الشعور النبيل. لأن حديثك عن المحبة كذب، وزيف، وخداع، إن لم تعشها بكل جوارحك. اجعل حياتك هي البرهان، وأفعالك هي الشاهد الأمين على صدق محبتك.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4586 ثانية