متحف أمريكي يعيد قطع أثرية سومرية و بابلية إلى العراق      غبطة البطريرك ساكو يشيد بجهود الرئيس بارزاني في حماية المسيحيين      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بكركي      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يلتقي بسعادة السيّد زولت سيميان، نائب رئيس الوزراء المجري      مهرجان عنكاوا يواصل تقديم المنح لمدارس قضاء عنكاوا      ملصق على حائط كنيسة في طرطوس يدعو المسيحيين إلى اعتناق الإسلام أو دفع الجزية      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يصل إلى بودابست في زيارة رسمية بدعوة من مكتب نائب رئيس الوزراء المجري (هنغاريا)      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يلتقي بقداسة البابا لاون الرابع عشر على انفراد في القصر الرسولي بالفاتيكان      رئيس مؤسسة الجالية الكلدانية يلتقي رئيس وزراء حكومة اقليم كوردستان      البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الـ15 لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط      جوائز مالية قياسية لكأس العرب 2025 في قطر      وزير الطاقة الأمريكي: نعتزم توسيع استثماراتنا في قطاع الطاقة بإقليم كوردستان      طقس العراق.. تصاعد للغبار وانخفاض طفيف في درجات الحرارة      إيران تُدشّن منظومات مسيّرة جديدة وسط توتر مع إسرائيل ومفاوضات مع أميركا      "إنجاز علمي".. باحثون ينتجون الأمونيا باستخدام ضوء الشمس والهواء والماء      الاستيقاظ قبل رنين المنبه خطر.. دراسة تشرح      نيجيرفان بارزاني و داوود أوغلو يؤكدان أهمية دعم إقليم كوردستان لعملية السلام في تركيا      البابا لاوُن الرابع عشر يجري مقابلته العامة الأولى مع المؤمنين      ماركو روبيو: الحكم الذاتي للكورد حجر أساس في المقاربة الأمريكية تجاه العراق      بسبب نقص إمدادات الغاز الإيراني.. إنتاج الكهرباء في العراق يقترب من "كارثة"
| مشاهدات : 545 | مشاركات: 0 | 2025-05-23 08:30:28 |

مغبوط: هو العطاء أكثر من الأخذ

رائد نيسان حنا

 

في عالمٍ يتسارع فيه إيقاع الحياة، وتزداد فيه التحديات، قد يجد الكثيرون أنفسهم منغمسين في سعيٍ دؤوب لتحقيق الذات، وتجميع المكتسبات، والتركيز على ما يمكن الحصول عليه. إلا أن حكمة الأزمان، وتجارب البشرية عبر العصور، تظل تؤكد حقيقة راسخة: أن السعادة الحقيقية، والرضا العميق، والبركة في الحياة، غالبًا ما تتجلى في فعل العطاء أكثر من الأخذ. إنها معادلة بسيطة وعميقة في آن واحد، تحول الفرد من محور الاهتمام إلى قوة دافعة للتغيير الإيجابي في حياة الآخرين، وفي حياته هو ذاته.

العطاء: ليس مجرد فعل، بل فلسفة حياة

عندما نتحدث عن العطاء، لا يقتصر الأمر على تقديم المساعدات المادية أو التبرعات المالية فحسب. العطاء مفهوم أوسع وأعمق، يشمل بذل الوقت، الجهد، المعرفة، الخبرة، الدعم العاطفي، وحتى الابتسامة الصادقة والكلمة الطيبة. إنه التخلي عن جزء من ذاتك، أو من ما تملك، لإثراء حياة الآخرين، سواء كانوا أفرادًا أو مجتمعات. هذا الفعل يتجاوز المنطق المادي البحت؛ إنه يلامس الروح ويغذيها، ويوقظ فيها مشاعر إنسانية نبيلة.

لماذا العطاء أكثر من الأخذ؟

تكمن قوة العطاء وتأثيره العميق في عدة جوانب:

  • تغذية الروح والشعور بالرضا: عندما تعطي، تشعر بأنك تحدث فرقًا. هذا الشعور بالإيجابية والقدرة على التأثير ينعكس على حالتك النفسية، ويمنحك شعورًا عميقًا بالرضا والسعادة يفوق بكثير أي متعة عابرة تأتي من الأخذ. العطاء يحررنا من قيود الأنانية ويفتح لنا آفاقًا أوسع من التعاطف والإنسانية.
  • بناء الجسور وتعزيز الروابط الإنسانية: العطاء هو لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة. إنه يبني جسورًا من الثقة والمحبة بين الأفراد والمجتمعات. عندما تعطي، أنت لا تقدم مساعدة فحسب، بل تبني علاقة، وتزرع بذرة تواصل، وتُظهر اهتمامًا يعزز الروابط الاجتماعية.
  • تحويل النظرة للحياة: يغير العطاء منظورنا من التركيز على النقص إلى التركيز على الوفرة. بدلًا من التفكير فيما ينقصنا، نبدأ في تقدير ما لدينا والقدرة على مشاركته. هذا التحول الفكري يفتح الباب أمام الامتنان ويجعل الحياة أكثر إشراقًا.
  • إحداث فرق حقيقي ومستدام: الأخذ قد يسد حاجة مؤقتة، لكن العطاء، خاصة إذا كان مدروسًا وموجهًا، يمكن أن يخلق تغييرًا مستدامًا. تعليم شخص ما، دعم مبادرة مجتمعية، أو حتى مجرد توفير أمل، كلها أشكال من العطاء تترك أثرًا دائمًا.
  • العدوى الإيجابية: العطاء معدٍ بطبيعته. عندما يرى الناس أثر العطاء في حياتهم أو في حياة الآخرين، فإن ذلك يلهمهم غالبًا ليكونوا هم أيضًا جزءًا من هذه الدائرة الإيجابية. وهكذا، تتسع دائرة الخير والتأثير.

العطاء ليس ترفًا، بل ضرورة إنسانية

في عالم اليوم، حيث تتزايد الفجوات وتزداد الحاجة، يصبح العطاء ليس مجرد فضيلة، بل ضرورة إنسانية. إنه يذكرنا بأننا جميعًا مترابطون، وأن رفاهنا الشخصي غالبًا ما يرتبط برفاه مجتمعنا الأوسع. إن سعادة فرد قد تنبع من مساعدة بسيطة قدمها له آخر، وسعادة مجتمع قد تبدأ بمبادرات عطاء صغيرة تتراكم لتصبح تيارًا قويًا من الخير.

خاتمة

فلنجعل من العطاء جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. سواء كان ذلك بابتسامة، بكلمة تشجيع، بوقت نقضيه في مساعدة محتاج، أو بمساهمة مادية، فإن كل فعل عطاء، مهما بدا بسيطًا، يحمل في طياته القدرة على إحداث فرق هائل. تذكر دائمًا، أن مغبوط حقًا هو من يكتشف أن العطاء يهزّ روحه وعالم من حوله بطريقة أعمق وأبقى بكثير من مجرد الأخذ.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4068 ثانية