في احدى الاماسي وبالقرب من حافة النهر، التقى الكذب مع عدوه اللدود الحقيقة، ودار حوارهم الاتي:
الكذب: ما اجمل الجو اليوم يا صديقي؟
الحقيقة مستغربا وغير مصدق: رفع راسه للسماء متعجبا ان الجو فعلا جميل وذي نسمة هواء عليلة.!!
الكذب: وهل تعلم ان ماء النهر اليوم دافئة جدا؟
الحقيقة كعادته لم يصدق فاقترب من النهر ومد يده فوجد ان المياه فعلا دافئة!!
الكذب افهل صدقتني؟ لما لا نسبح قليلا الى ان تغيب الشمس مادامت المياه دافئة اليوم؟
الحقيقة: لما لا ولو اني متعجب من اقوالك وانت الكذب بعينه؟!!
نزل الاثنان سوية الى المياه الدافئة وكانت رائعة، وما ان خلعا ما عليهما، فحينها خرج الكذب مسرعا الى حافة النهر وسرق ملابس الحقيقة ولبسها وهرب مسرعا الى سوق المدينة، وخرجت الحقيقة عارية مسرعة ورائه، وعند وصول الاثنان الى مركز السوق صاحت الحقيقة انا هي الحقيقة لا تصدقوه، ولكن العامة غطوا اعينهم عن الحقيقة وضربوها بالعصي وطردوها من المدينة، والتفوا من حول الكذب وهو ضاحكا ومتأنقا بملابس الحقيقة باهر الناس من حوله بلباسه الذي سرقه من الحقيقة ويصفقون له، مرحبين به، ومنذ حينها بات العالم يصدقوا الكذب لابسا ثياب الحقيقة ويرفضون الحقيقة العارية، لان الحقيقة العارية باتت توجعهم.. فالناس في اغلب الاحيان لا يريدون الحقيقة كما هي يريدونها مزينة لابسة لكذبة لطيفة لان الصدق والحقيقة مؤلمة وموجعة بالنسبة لهم والكذب مريح ومزين.