زعماء العالم يتوافدون إلى روما لتوديع البابا فرنسيس      الجمعية الثقافية والاجتماعية الارمنية في اربيل تقيم حفل تأبيني بمناسبة الذكرى 110 لمذابح الارمن      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يغادر مطار دمشق الدولي متوجهاً إلى روما للمشاركة في مراسم دفن البابا فرنسيس      غبطة البطريرك يونان يستقبل معالي الوزير تريستان آزبي رئيس السكرتارية الحكومية الهنغارية لمساعدة المسيحيين المضطهَدين      النائب جورج أريو في مداخلة بذكرى سيفو: "أين مسيحيو الدولة العثمانية؟"      خلافا لسلفه بايدن.. ترامب يمتنع عن مصطلح خاص بمأساة الأرمن      بمناسبة الذكرى 110 لإبادة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ( مذابح سيفو )      الرئيس بارزاني بـ"يوم الصلاة الوطني": الأخلاق هي جوهر الدين      الرئيس نيجيرفان بارزاني: التعددية الدينية والثقافية قوة واستقرار ومحل فخر لنا      مسرور بارزاني في يوم الصلاة الوطني: كوردستان مهد الحضارات وملتقى الأديان      صحة كوردستان تتخذ إجراءات مشددة لمواجهة الحمى النزفية قبل حلول عيد الاضحى      الصحة العراقية تتلف أكثر من 360 كغم من المخدرات و17 ألف قرص مؤثر      دراسة: إناث قردة البونبو يشكلن "تحالفات" لصد "عدوان الذكور"      ترمب يعلنها: القرم ستبقى مع روسيا ومستعد للقاء خامنئي      نائب أميركي يكشف شروط الشرع للانضمام للاتفاقات الإبراهيمية      طبيب البابا يكشف تفاصيلا سبقت الوفاة.. و"الوصية الأخيرة"      دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون      كأس الملك.. برشلونة لمواصلة الهيمنة والريال لإنقاذ الموسم      قبر البابا فرنسيس مصنوع من "حجر الشعب"، من أرض أجداده الإيطاليين      نقل رفات البابا فرنسيس إلى بازيليك القديس بطرس
| مشاهدات : 1578 | مشاركات: 0 | 2025-04-11 08:43:11 |

عيد السعانين ، عيد الفرح والإنتصار ܥ܄ܐܕ܃ܐ ܕܐܘ݀ܫܲܥܢ܄ܐ

وردا أسحاق عيسى القلًو


(هوذا ملكك قادم إليك)

 

  هناك تناقض واضح بين موكب الملوك ، وموكب ملك الملوك وخالقهم . الملوك الداخلين إلى عواصمهم بعد المعركة كانوا يركبون الأحصنة الأصيلة المُزينة . أو يجلسون في مراكب فخمة تجرها الحيوانات . أما المسيح فلم يكن يملك حتى جحشاً رغم كونه ملك وإله . فالمركبة التي حملتهُ إلى أورشليم كانت مستعارة ، أرسل تلميذيه لكي يحلاه ويأتيانه مع الجحش . كان يعرف مكانها ، وماذا سيقال لمن يمنعهم ، لأنه يعلم علم الغيب  ، وهذا الجحش إبن أتان تنبأ به زكريا ، وقال ( أتاناً وجحشاً إبن أتان ) .

 الحمار كان مركبته التي حملتهُ من الناصرة إلى بيت لحم .ثم إلى أورشليم ، ومنها إلى مصر ، وعليها تجولَ كل أراضي مصر . ومن مصر إلى الأراضي المقدسة . وفي ختام معركتهِ التنويرية ضد ظلام الخطيئة . إختار أيضاً جحش إبن أتان لكي يقلهُ إلى أورشليم ، وعليه أعلن إنتصاره ، وختم بشارته . إنه الملك المنحدر من سلالة إبراهيم ، وقد أعلن عنه أنبياء العهد القديم . فمن قرأ وحفظ وفهم المعنى العميق لتلك النبؤات ، إرتعش أمام ذلك الموكب العظيم المُعبَّرْ ، أما شيوخ اليهود المنتظرين مجيء المسيح لكي يعود الملكية الأرضية الزمنية لهم بقوة وعنف ، وينزعها من الرومان المحتلين ، فكانت نظراتهم إلى المسيح وموكبه مُلؤها السخرية لجهلهم عن زمن مجىء المخلص وأهدافه الحقيقية .

  كان يوم دخول المسيح إلى عاصمة أبيه داود ، قلعة صهيون ( 1 أخ 4:11 ) يوم إنتصار وسلام . وقبل أن يسلم نفسه طوعاً للآلام والموت ، تأمل ملياً في أورشليم وأسوارها وقصورها وهيكلها ، فتنهد قائلاً ( يا قاتلة الأنبياء والمرسلين إليها ! ) وهو أيضاً سيقتل ليكون خاتم الأنبياء  والمرسلين .

 كان يوم السعانين مهرجاناً وقتياً ، لأنه سرعان ما سيتوارى ويزول ، بل سينقلب الشعب المهلل له إلى ثائر صاخبٍ ضدهُ ، صارخاً ( إصلبهُ ، إصلبهُ ) .

  كل الأناجيل ذكرت هذه هذه الرواية لأهميتها في العمل الخلاصي . إستقبله الشعب بفرح متحدياً قادة السنهدرين ، لكن السيد كان يشعر بحزنٍ عميق ، لأنهُ يعلم أن هذا اللقاء الحار لن يغير شيئاً من مآساته القادمة .

   الصليب قادم ، فعليه أن يسير في موكب آخر ، لكنه حزين ، وحزن السيّد هنا لا ينبع من الخوف من العذاب والموت لأنه جاء ليموت طوعاً ، بل حزنهُ كان للذين لم يؤمنوا به .

  عبّرَ القديس لأمبروسيوس الميلاني في القرن الرابع وشرحَ أبعاد وجود جحش مع الأتان ، قائلاً . ( أن جنس البشر الذكور والإناث ممثلان بهذين الحيوانين اللذين أمر السيّد بحلّ ربطيهما . أما الجحش فهو رمز للأمم ، والذي كان أسير عدم الإيمان إذ إنقاد  إلى معلم رديء نتيجة طيشهِ وضياعهِ ، فيبرز الآن معلّمهِ الحقيقي الوحيد الذي يستطيع أن يحل رباطه ويحرره من العبودية . إفتقر ألسيّد أيضاً حتى إلى السرج ولكنه جلسَ على شىء أهم من السرج ، جلس على ثياب تلميذيهِ ، لم يذكر الإنجيل أسماء التلميذين اللذين قدّما ليسوع تلك التعزية في ذلك اليوم . فالحادثة أخذت طابعاً رمزياً مقدساً فامتزج الفقر بالجلال .

  تابوت العهد القديم الذي نقل على عجلةٍ جديدة تجرها بقرتان لم يعلهما نير ( 1 صم 7:6 ) .

   كانت تشير إلى الجحش الذي ركبهُ يسوع والذي لم يركبهُ أحد .

 كان الموكب عظيماً اشترك فيه كل التلاميذ وكل الحاضرين في يوم إقامة لعازر من بين الأموات ، والشعب المؤمن الحامل السعف ، علامات النصر ، فارشين ثيابهم على طريق المسيح ليتقدس بمروره عليها . وكان الجميع يسبّحون الله بصوت عظيم هاتفين : ( هوشعنا لإبن داود : تبارك الآتي باسم الرب ! هوشعنا في العلى ! ) " مت 9:21 " .

  كلمة السعانين مشتقة من الهتاف ( أوصنا ) في اليونانية . وبالآرامية ( هوشعنا ) وتعني ( خلص يا رب ) وكان الشعب اليهودي معتاداً ليهتف المزمور ( 25:118 ) في عيد المظال والفصح .

  لم يفهم التلاميذ أولاً معنى ذلك المهرجان ، فكانوا يتحيرون فيما هم يتبعونه ، وكانوا خائفين ( مر 32:10 ) ولكن عندما تمجد يسوع وحل عليهم المعزي حينئذ تذكروا ( يو 16:12 ) . وأمام حقد ورياء الفريسيين الذين باشروا بتدبير المكيدة للتخلص من يسوع .

 الفريسيون طلبوا من يسوع لكي ينتهر تلاميذه الهاتفين . فأجاب ( أقول لكم : لو سكت هؤلاء ، لهتفت الحجارة ! ) " لو 19 : 39-40 " .

 أحد السعانين تحتفل به الكنيسة المقدسة لأنه أحد الفرح الذي يسبق إسبوع آلام الرب . هو صورة مسبقة لفرح قيامة المسيح من بين الأموات . في السعانين دخل يسوع إلى أورشليم الأرضية بموكب الفرح . . قبل دخول يسوع في آلامه ، قال لتلاميذه ( أنتم ستحزنون ، ولكن حزنكم يتحول إلى فرح ) " يو 20:16 " .  وبعد القيامة دخل إلى أورشليم السماوية في موكب عظيم ومعه كل آبائنا الأبرار الراقدين في الجحيم منتظرين قيامته ليأخذهم بموكب النصر أورشليم السماوية ، فيقال ( إستنيري يا أورشليم الجديدة لأن مجد الرب قد أشرق عليك )

   توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4027 ثانية