عشتارتيفي كوم- أبونا/
ضمن زيارته الحاليّة إلى سورية كمبعوث شخصي لقداسة البابا فرنسيس، ترأس الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، عميد دائرة الكنائس الشرقيّة في الفاتيكان، مساء الأحد 26 كانون الثاني 2025، القداس الإلهي في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي بمدينة حلب.
وإلى جانب نيافته، شارك في القداس الحاشد النائب الرسولي للاتين في سورية المطران حنا جلوف، وأمين سرّ دائرة الكنائس الشرقيّة المطران ميشال الجلخ، والسفير الفاتيكاني بدمشق الكاردينال ماريو زيناري، وعدد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، بحضور السفير الإيطالي إلى البلاد والمفوض السامي للأمم المتحدّة لشؤون اللاجئين، وجمع غفير من المؤمنين.
لبناء بلد يتحّد فيها الجميع
في مستهلّ عظته، أعرب الكاردينال غوجيروتي عن سعادته بوجوده في حلب "جوهرة الحضور المسيحي" في سورية. ولفت إلى أنّ البابا فرنسيس أرسله إلى سورية لكي "يحتضن" كلّ شخص من الحضور، مشيرًا إلى أنّ هذا الاحتضان ليس فقط علامة بشريّة، إنما علامة على احتضان الله، وعلى وعده الإلهي بالتعزيّة للجماعة التي تألّمت في الماضي، وتنظر إلى المستقبل بعيون الرجاء.
وانطلاقًا من القراءة الثانيّة التي تقدّمها ليتورجية الأحد الثالث من زمن السنة (1 قورنتس 12: 12-30)، شدّد الكاردينال غوجيروتي أنّ جميع السوريين هم جسد واحد، وأنّ لكلّ مكوّن نفس الأهميّة، لا بل أنّ العضو الأصغر هو بحاجة إلى اهتمام ورعاية أكبر، موضحًا بأنّه إن أردنا بناء بلد واحد، يتألم فيه ويفرح فيه الجميع، فعلينا أن نبني بلدًا متحدًّا، يشترك فيه جميع المكوّنات.
وقال الكاردينال غوجيروتي: "هذا هو حلمنا المشترك، وهذا هو حلم قداسة البابا، حيث يطلب منكم أن تكونوا شهودًا للسيّد المسيح، وشهودًا للوحدة والمحبّة بين سائر أبناء وطنكم، لافتًا إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكية تعبّر عن هذا الحلم، وتطلب من كلّ أبناء الشعب تحقيقه، كما أنّها تطلبه من جميع الأطراف الدوليّة الفاعلة في عملية بناء سورية الجديدة".
كونوا أبطالاً لتاريخكم
وأوضح بأنّ "سورية الجديدة لا تزال في مرحلة المخاض. ولكن عندما يحين موعد الولادة فإنها بحاجة إلى قابلة جيّدة، وهذه المهمة تقع على عاتق المسيحيين". وأقرّ المسؤول الفاتيكاني بأنّ الصعوبات والشكوك الهائلة التي يواجهها المسيحيون من جميع الكنائس، لكنّ المخاوف الناجمة عنها لا ينبغي أن تقودهم إلى الشلل. إنّما يجب عليهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم للحصول على دور متساوٍ مع جميع المواطنين الآخرين، وإيجاد السبل للمساهمة في بناء الأمة الجديدة.
وخاطب نيافته الحضور بالقول: "أيها المسيحيون، لا تكونوا سلعة تُباع وتُشترى، بل كونوا أبطالاً لتاريخكم. فهذه الأرض هي لجميع السوريين؛ لكم وللآخرين، وقد كتبت الجماعة المسيحيّة فيها صفحات مجيدة وخالدة عبر التاريخ، وهي كنز لكلّ الشعب. إنّنا نفتخر بهذا، كما نفتخر بكم. وهذا هو صوت البابا فرنسيس وصوت جميع الكاثوليك في العالم".