قداسة البطريرك افرام الثاني يستقبل نيافة الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان      اختتام اسبوع الصلاة لوحدة المسيحيين في كاتدرائية الكلدان ببغداد      المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) شارك بورشة عمل حول الماة 125 من الدستور العراقي والقانون المقترح لحقوق الأقليات      جمعية الرحمة الكلدانية تقيم احتفالية المتزوجين المحتفلين باليوبيل الفضي والذهبي      قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل سعادة الموفد الرسمي للرئيس التركي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي      زيارة نيافة راعي الابرشية المطران مار نيقوديموس داود متي شرف إلى أثينا – اليونان      ‎اجتماع عبر الانترنت للأمانة العامة للمجمع المقدس برئاسة قداسة البطريرك مار افرام الثاني      البطريرك ساكو يستقبل وفدا من مكرسين ومكرسات من لبنان      عميد دائرة الكنائس الشرقيّة يزور سوريا لنقل قرب البابا والكنيسة للمؤمنين      هل يستعيد العراق نسخته الأقدم من الكتاب المقدّس بعهده القديم؟      البابا في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين: الكنيسة الكاثوليكيّة مستعدة لقبول تاريخ مشترك يريده الجميع لعيد الفصح      تطوير حشرات روبوتية للمساعدة في تلقيح المحاصيل      عمليات التهريب في المنافذ الحدودية والموانئ يكبد العراق خسائر باهظة      كتلة الديمقراطي الكوردستاني النيابية ترد على "تطاول" استهدف حقوق شعب كوردستان      سبب غريب لرفض ريال مدريد التعاقد مع كايل ووكر      إلى مصر أو الأردن.. ترامب يقترح نقل سكان من غزة      بعد 61 يوما.. أميركية تعيش بكلية خنزير تسجل إنجازا كبيرا      أكبر عملية ترحيل بتاريخ أميركا.. البنتاغون يستعد لإرسال آلاف الجنود إلى الحدود      تفاصيل تبادل الرهائن الثاني بين حماس وإسرائيل.. هل سينجح؟      تقنية جديدة لنقل الأدوية إلى أماكن محددة بالجسم بواسطة "مشروب يفضله كثيرون"
| مشاهدات : 521 | مشاركات: 0 | 2025-01-25 06:23:57 |

إختطاف يوحنا إلى السماء ورؤيتهِ

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

   قال يوحنا الرائي ( وفي يوم الرب . صرت في الروح ، فسمعت من ورائي صوتاً عالياً كصوت البوق يقول : دَوِّن ما تراه في كتاب .. )

 " رؤ 10:1"

في البدء نسأل ونقول ما هي الرؤية ؟ الرؤية هي كشف الله لأشخاص يختارهم لينقل إليهم أمور وأسرار مخفية لا يعلمها سواه تتعلق بأمور مستقبلية ، قال دانيال النبي للملك نبوخذنصر الذي طلب تفسير حلمه  ( هناك إله في السماء يعلن الخفايا ) " 28:2 " وهناك فرق بين الرؤيا والنبوة ، فالنبؤة كانت تحدث لنبي يسمع كلام الوحي الإلهي سماعاً ويبلغه للناس . أما أصحاب الرؤى فيشاهدون ما يكشفه الله لهم ويسمعونه ومن ثم يدونون ما يسمح لهم بتدوينه أو نقله . قد يشاهدون رموزاً ، كالعيون التي ترمز إلى المعرفة ، والأجنحة إلى الحركة ، والأيدي إلى القدرة ، والإكليل إلى الملك ، والثوب الطويل إلى الكهنوت ، وسعف النخل إلى النصر ، والسيف إلى الهلاك ، وعن الألوان ، فالأبيض يرمز إلى الفرح والطهارة ، والأحمر إلى القتل والإستشهاد . والأرقام ( 7) يرمز إلى الكمال . و(12 ) إلى إسرائيل الجديد إي الكنيسة . والرقم (1000) إلى الكثرة .. إلخ . ليس يوحنا لوحده شاهد ورأى ، بل عدد من ألأنبياء كدانيال وحزقيال من العهد القديم وبولس من العهد الجديد الذي خطف إلى السماء الثالثة وتحدث عن بعض الأسرار التي شاهدها في الفردوس ، وبعضها لن يسمح له بالتحدث عنها ( طالع 2 قور 12: 1-4 ) . 

قال الرب يسوع لنيقوديمس : ( وليس أحد صعِدُ إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، إبن الإنسان الذي هو في السماء ) " يو 13:3 " .

   إذاً لنسأل ونقول كيف صعد يوحنا غرائي إلى السماء ؟

  نقل يوحنا إلى السماء ، لكن لا نعلم هل كان بالجسد أم بدونه ، وكما لم يعلم ذلك بولس عن نفسه عندما خطف إلى السماء الثالثة . وما هي السماء : السماء هي العالم العلوي الذي يتكون من عدة طبقات ، وزيادة الطبقات يعني إزدياد السرية والقداسة والعمق ، والسماء الأعلى يحتوي على عرش الله . فعطية رؤية أسرار السماء لا تعطى للذين هم على قيد الحياة إلا للقليلين فقط ، هم الذين رأوا مجد الله وعرشه .

  إختطف يوحنا إلى السماء ففتح له الباب لأنه مدعو من قبل صاحب الصوت الذي خاطبه لكي يدون ما يسمح له لما يراه ويسمعه ( 10:1 ) .

الصوت الذي كان يسمعه كان لإبن الإنسان الذي أمرهُ قائلاً ( إصعد إلى هنا ) وقال له ( سأريك ما سيحصل قريباً ) أي ما سيحصل لاحقاً ( أريك ما سيكون بعد ذلك ) . يوحنا شدَّدَ على التقارب العميق بين الإيحاءات المتعلقة بالكنائس ورؤية العرش . يقول يوحنا ( في الحال إختطفني الروح ) إنه أمر للصعود إلى السماء ، جاء من لدن الله بقوة الروح ، فرأى عرشاً يجلس عليه واحد تبعث منه أنوار ( 2:4-3 ) .

  هناك يختلف نوع الإختطاف لأنه بدون جسد ، أي عكس إختطاف أخنوخ وإيليا بالجسد ، سفر أخنوخ المنحول يذكر في ( 8:14 ) إنه عبور إيماني وإمتداد لإدراك الإنسان المحدود بفضل قوة الروح الذي يساعد الإنسان أن يرى ويدرك ويتكلم بحكمة الله ما ليست بمستوى عقله ( طالع 1 قور 2: 7-16 ) . يوحنا مدعو إلى السماء لكي يقف على بابها ليرى أسرار الله المخفية على البشر ومن تلك البقعة القريبة من الله سيرى مستقبل الأحداث التي ستحدث في العالم ، وهذه الأحداث لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى تفاصيلها بعقله المحدود ، لهذا نجد بأن يوحنا وصل إلى شرح وقائع سماوية ترتبط أخبار رؤيته بأخبار رؤوية في العهد القديم . ويعبّر عنها برموز التي هي مرتكز توجه فكرنا إلى ما لا يدرك . تقرأ في أسفار العهد القديم كتابات تتصور هيكل الله وعرشه . فميخا بن يملة رأى الملك ومجلسه ( 1 مل 19:22 ) . أما في ( أش 6: 1-6 ) فرأى النبي الملك أي ( الله ) القدير في هيكله السماوي مع العبادة التي يقدمها له السرافيم . وفي ( حز 1: 1-28 ) يرى النبي إله العاصفة يختفي في السحاب ، ويأتي إلى النبي في أرض المنفى ، وفي سفر أخنوخ أيضاً يرى الرائي الإله السماوي مختفياً وراء الغيوم . وفي ( دا 7: 9-14 ) يرى الرائي الله الأزلي جالساً على عرش من نار ( والنار تدل على حضور الله ) كنار العليقة التي رآها موسى . أما يوحنا فرأى عرش الله فإنحنى رأسهُ ، والجالس على العرش هو الرب . وهنا نسأل ونقول : الرب هل هو الإبن  أم هو الآب الذي لا يستطيع الإنسان أن يتصورهُ ؟ رأى ألوان عديدة كألوان القوس قزح التي كانت علامة عهد من الله للبشر ( تك 9: 12-17 ) ويوحنا يرى ( الله يسكن في نور لا يدرك ! ) أو بحسب المزمور ( يلتحف بالنور كرداء ) " 2:104 ) . إذاً يوحنا لا يصوّر الله الذي لا يمكن أن يتصوره ، بل إلى معنى أعمق من الصوَّر .

    ينظر الرائي إلى أمام العرش ، وعليه ، وحوله ، ومن ثم يجمع بنظراته التي تنطلق من الخارج إلى المركز ، وإلى المحوَر ليبدأ في الدائرة الخارجية فيرى 24 عرشاً و24 شيخاً . ليسوا ملائكة ، بل بشر يرتدون أكاليل ( 10:2 ، 11:3 ) ولباساً أبيضاً ( راجع 4:3 ، 5 ، 18 , 11:6 )  . المسيحيون يوعدهم الرب في إنجيله بعروش سماوية ( مت 28:19 . رؤ 21:3 ) . المقصود بالشيخ في هذه النصوص هو الكاهن الذي يقود جماعة المؤمنين إلى الرب . حين يكشف الله للرائي مجده يرى هؤلاء الآباء الذين كانوا أداة الوحي النبوي والذين يشاركون في السماء في شعائر العبادة السماوية . قال يسوع ( إن إبراهيم رأى يومه وفرح ) " يو 56:8 " . وكتب الرسول يوحنا في إنجيله ( 41:12 ) بأن إشعيا شاهد المسيح وتحدث معه ، إشارة إلى الرؤيا التي رآها النبي إشعيا في الهيكل ( طالع إش 6: 1-4 ) .

  من العرش خرجت بروق ، وأصوات ، ورعود ، ونار وضجيج في المدى الواقع بين عرش الله وعروش الشيوخ ، والتي تدل على عمل الله المخيف وإتصاله بنا . أجل الله هو السر المخيف ( مز 14:18 ) .

  كما نجد في سفر الرؤيا سباعيات ، كأرواح الله السبعة ، أي الروح القدس المرتبط بنار العنصرة ( أع 2 ) . وهناك الملائكة السبعة البارزين وواجباتهم . كما رأى يوحنا سبع مشاعل من نار مشتعلة ، إنها تختلف عن المنائر التي تدل على الكنائس ( رؤ 2:1 ) وهي تخص في الأصل الأدوات العبادية في الهيكل بشكل شمعدان بسبعة سرِج ( خر 25:31-40 ) هذه المشاعل هي أَعيُن الله السبع ( 6:5 ) وترمز إلى حضور الروح المسبع في كل مكان وحتى في الأرض .

  كما رأى أمام العرش مثل بحر من زجاج يشبه البلور ( 6:4 ) . كذلك رأى حزقيال أن الجلد الذي يرتكز على رأس الأحياء الأربعة يشبه البلور ( حز 22:1 ) . أما في سفر التكوين ( 7:1-8 ) فالله فصل بين مياه ومياه وعرش الله الكائن فوق الجلد ،

  سمع يوحنا نشيد ( قدوس ) الذي يتحشد في الهيكل السماوي ( 8:4 ) في وسط العرش وحولهُ رأى أربعة أحياء ممتلئة عيوناً من الأمام ، ومن الوراء . وهذا ما وجدهُ حزقيال في وسط النور ( حز 5:1 ) وكل حي يقف تحت العرش ، وتلك الخلائق تشبه البشر ( طالع حز 1: 6-12 ) .

  أما واجبات تلك الخلائق السماوية فهو عبادة الله وتمجيده المستمر ، لا يرتاحون ليلاً ونهاراً ، وتلك الصلاة الليتورجية تدور حول الساكن على العرش ، والأحياء الأربعة تنشد له ، وبسبب فعل العبادة تلك ، الشيوخ ال (14 ) ( الذين يمثلون كل العالم المخلوق ) يطرحون أكاليلهم أمام العرش ، والصلاة مستمرة ليلاً ونهاراً علماً بأن لا ليل هناك لأن نور الله يضىء المكان ، لكن لكي نعبّر عنه بحسب فهمنا في هذا العالم .

 أما أخنوخ ( 7:71 ) أن حراس العرش لا ينامون أبداً ، لهذا يسمّونهم ب ( الساهرين ) . أما عن العيون المتعددة المنتشرة في كل مكان تدل على سهر دائم والتسبيح لله ولخالق الكّون . فبيّنَ الله والحمل ( يسوع ) رباط سري يسميه اللاهوت ( المساوات في الجوهر ) وطبيعة واحدة .

   الله مبارك لأنه خالق . فالرؤية لها علاقة بالله الخالق الذي خلق بمشيئته الواقع الأرضي الذي هو صورة عن الواقع السماوي . فالله الحق على خلائقه لكي يمجدوه ويكرموه بسبب قدرته ومحبته لبني البشر .

   توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن )    " رو 16:1"

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5084 ثانية